بنى سويف.. محافظة حسن عابدين وصلاح أبوسيف بدون سينما

كتب: عمرو رجب

بنى سويف.. محافظة حسن عابدين وصلاح أبوسيف بدون سينما

بنى سويف.. محافظة حسن عابدين وصلاح أبوسيف بدون سينما

من أبرز المفارقات فى بنى سويف أنها المحافظة التى قدمت مواهب تمثيلية فنية أثرت الحياة الثقافية والفنية المصرية والعربية، من بينها الفنان والمخرج السينمائى الكبير صلاح أبوسيف ابن قرية الحومة بمركز الواسطى، والفنان حسن عابدين، والمخرج عمرو عابدين، ابنا قرية تزمنت بمركز بنى سويف وغيرهم، إلا أنها لا تمتلك دور عرض سينمائى تشبع رغبات المواطنين فى الترفيه والترويح عن أنفسهم والاستمتاع بمشاهدة الأفلام الجديدة.

المحافظة كانت تمتلك فى السابق 4 سينمات تراجعت واحدة تلو الأخرى إلى حد العدم، وتحولت معظمها إلى مشروعات تجارية وبقيت واحدة باتت «خرابة» ومقلب قمامة، وكغيرها من محافظات الصعيد التى كثيراً ما يتم تناولها فى الأفلام والمسلسلات، ومحور كتاب القصة والسيناريو، إلا أن صناع السينما وأصحاب دور العرض السينمائى أبوا أن تمتلك تلك المحافظات دوراً لعرض الأفلام الجديدة على غرار القاهرة والجيزة والإسكندرية والوجه البحرى.

{long_qoute_1}

ويقول محمود جمال سعداوى، طالب جامعى: «لا نجد فى بنى سويف بأكملها دور عرض واحدة تعرض الأفلام المصرية أو الأجنبية وتطلعنا على الثقافات الغربية، وما وصلوا له من أحدث الأفلام، إضافة لعدم قدرتنا على الاستمتاع بالأفلام العربية والمصرية التى تعرض فى سينمات المحافظات الكبرى، متسائلاً: «هل يعقل أن نسافر للقاهرة لنشاهد فيلماً جديداً؟ فى بعض الأحيان أجمع أصدقائى ونتوجه للقاهرة لنشاهد فيلم أو 2 أو أكبر قدر من الأفلام، كأننا نعيش فى دولة ليس بها إلا العاصمة تتركز بها جميع وسائل الترفيه من دور عرض ومسارح وغيرها من الأنشطة الثقافية والفنية».

ويضيف أحمد سمير مسعود، 45 سنة، موظف: «فى بداية التسعينات كنت طالباً بمرحلة الدبلوم الفنى، وكانت توجد وقتها سينما النصر بمنطقة مقبل فى مدينة بنى سويف، وأخرى بالشارع الرياضى قرب ميدان المديرية، لعرض الأفلام الجديدة، وكان الشباب والكبار يستمتعون ويطلعون على الثقافات والأفلام الجديدة سواء العربية أو الأجنبية ومسايرة التطور الثقافى، والإثراء الروحى، وكانت سينما النصر تعمل على مدار العام كله، وتتزايد العروض بها مع مواسم الأعياد لإقبال المواطنين عليها، إلا أنه مع نهاية فترة التسعينات وبداية الألفية الجديدة ضعف الإقبال، حتى حدثت مشاكل بين ورثة أصحابها، وتراجع الإقبال الجماهيرى عليها عقب ظهور القنوات الفضائية ما أدى فى النهاية لغلقها»، وتابع «سمير» القول: «سينما النصر بحى مقبل التى كانت بمثابة آخر دار عرض بالمحافظة، تحولت إلى (خرابة) تسكنها الحشرات والزواحف والكلاب، وامتلأت بالقمامة والحيوانات النافقة دون تدخل أى من المسئولين لاستعادتها ومساعدة أصحابها على إعادة تشغيلها مرة أخرى، وتسبب إغلاقها فى غلق عدد من المحال التجارية بجوارها وركود محلات المنطقة»، ويقول أحمد ممدوح، من المهتمين بالأعمال المسرحية والتمثيلية، أحد أعضاء الفرق المسرحية بمراكز الشباب: «من المحزن أن تصبح محافظة كاملة بلا سينما واحدة، وحتى السينمات التى كانت موجودة قديماً أغلقها أصحابها، حيث كان فى بنى سويف 4 سينمات، 2 بمدينة بنى سويف وواحدة بمركزى ببا وناصر، وجميعها تعرضت للإغلاق، ومن الغريب أننا سمعنا أن مركز ناصر كان يمتلك سينما ودور عرض فى نهاية الستينات، وكانت ملجأ لشباب المركز والقرى المجاورة وشهدت إقبالاً كثيفاً، على عكس ما نحن فيه حالياً، ففى عام 2017 والمحافظة بأكملها لا يوجد بها دار عرض واحدة، متابعاً: «سبب تراجع السينمات وإغلاقها يعود لظهور القنوات الفضائية وتراجع نسبة الإقبال تدريجياً عليها، إضافة لحدوث مشاجرات بين الشباب وبعضهم داخل دور العرض الخاصة، إضافة لحالة ركود طوال العام، فلا يفكر أحد فى دخول السينما، إلا فى فترة الأعياد، وهو ما ينعشها لبعض الوقت لكن لا يعوض مصاريفها» وطالب «ممدوح» الدولة بالتدخل لإنشاء دور عرض وسينمات بقصور الثقافة تعرض الأفلام الجديدة والهادفة بمقابل مادى معقول يسمح للأسر والشباب بالتوجه إليها، وترى سيدة محمود، ربة منزل، 44 سنة، أن محافظة بنى سويف ينقصها أشياء عديدة بخلاف السينمات، كالخدمات الصحية، ووسائل المواصلات، والتعليم الجيد، وغيرها من المشاكل التى تواجه المواطنين وأبعدتهم عن الاستمتاع والترفيه، خاصة لو كان يكلفهم مادياً، فلا تستطيع أسرة مكونة من 5 أفراد تحمل 100 جنيه مشاهدة فيلم سينمائى، عكس الماضى، فإذا رغبت الأسرة الآن فى الترفيه تتوجه إلى حديقة عامة وتصطحب وجبة منزلية وعصائر وتكتفى بدفع ثمن تذكرة الدخول.

وأكد أحمد سوكارنو، مدير عام ثقافة بنى سويف، أن المحافظة لا تمتلك حالياً أياً من دور العرض سواء الحكومية أو الخاصة، حيث كانت تمتلك المحافظة سينما النصر وسينما الأهلى وكلتاهما لا تتبعان الحكومة، وأغلقتا لظروف خاصة بأصحابهما، إضافة إلى أنه حتى وقت قريب كان قصر ثقافة بنى سويف يمتلك دور عرض سينمائى صيفية تعرض الأفلام الجديدة، إلا أن ظروفاً مالية وإدارية لم تمكن ذلك المشروع من المواصلة وتوقف بشكل مفاجئ.

وأضاف «سوكارنو»: «هناك احتمالية كبرى حالياً أن تجرى عودة دور العرض الصيفية من خلال المسرح الصيفى بقصر ثقافة بنى سويف، لعرض أحدث الأفلام المصرية والأجنبية بعد تعاقد الهيئة العامة لقصور الثقافة على عودة عرض الأفلام الجديدة الهادفة داخل مسارحها مع كبرى شركات الإنتاج والتوزيع المصرية»، لافتاً إلى صعوبة تشغيل المسرح الشتوى بالمحافظة كدار عرض حالياً، لارتباطه بالفرقة القومية للموسيقى العربية وفرقة الفنون الشعبية وغيرها من الأنشطة الثقافية والفنية الأخرى.

وأكد المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، وجود خطة للمحافظة للترويح عن المواطن، خاصة فى فصل الصيف الذى تزداد فيه الحاجة إلى التنزه والخروج للأماكن العامة والمفتوحة، وحضور الحفلات ومشاهدة الأفلام الجديدة من خلال المسارح المكشوفة، حيث لا تمتلك المحافظة دور عرض خاصة أو حكومية، لافتاً إلى أن المحافظة أقامت مسارح مكشوفة للعروض الثقافية والفنية والموهوبين بعدد من حدائق بنى سويف بالتعاون مع مديريات الثقافة والتربية والتعليم والشباب والرياضة، التى لاقى تنفيذها إعجاباً من جماهير المواطنين، وجار تعميم التجربة على باقى القرى والمراكز بالمحافظة، خاصة مع قرب فصل الصيف، وعدم اقتصار التجرية على مدينة بنى سويف.


مواضيع متعلقة