المفتى: نتلقى 4800 طلب فتوى لحالات طلاق أسبوعياً.. والمشكلة تهدد الأمن القومى

كتب: سعيد حجازى وعبدالوهاب عيسى

المفتى: نتلقى 4800 طلب فتوى لحالات طلاق أسبوعياً.. والمشكلة تهدد الأمن القومى

المفتى: نتلقى 4800 طلب فتوى لحالات طلاق أسبوعياً.. والمشكلة تهدد الأمن القومى

أعلن الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن دار الإفتاء تتلقى أسبوعياً طلبات فتوى فى 4800 حالة طلاق، بخلاف ما يسجل فى الدفاتر، وقال إن الطلاق مشكلة تهدد الأمن القومى واستقرار المجتمع، ودعا إلى إنشاء كيان شرعى للأسرة لمواجهة تحديات العصر، وأكد، خلال ورشة عمل عقدها أمس فى اليوم الختامى لفعاليات مؤتمر الإفتاء العالمى بحضور وفود 73 دولة، أن «المشكلة مقلقة والنسبة تزيد فى السنوات الخمس الأولى من الزواج والنسب لا تتعلق بمصر فقط بل هى مشكلة عالمية».

{long_qoute_1}

وأكد المفتى أن حل هذه المشكلة لا يكون أحادياً بل يكون بتكاتف كل الجهود والمتخصصين، وقال إن الدار تعمل فى برامجها لتأهيل المقبلين على الزواج، كذلك العناية الشديدة بمناهج وتأهيل واختبار المتعلمين عن بُعد فى مؤسسة دار الإفتاء، وأهمية التأهيل الكامل خاصة للمتصدرين المعتمدين للفتوى والدعوة والخطابة فى المساجد التى تنتشر فى القرى والنجوع والأحياء، مشيراً إلى أن الإنترنت كان مؤثراً وفاعلاً بقوة فى الخلافات الزوجية، بل هو أحد أهم أسباب وقوع الطلاق فى عصرنا.

من جانبه، قال الدكتور مجدى عاشور، مستشار المفتى: «نستقبل نحو 5 آلاف طلب فتوى أسبوعياً حول الطلاق، منها حالتان فقط يقع فيهما الطلاق، والبقية نجد أن الطلاق لا يقع وفقاً لمناهج السلف ودراسة القائمين على الفتوى»، وأضاف: «هناك لجنة دورية برئاسة المفتى لبحث مسائل الطلاق التى تأتينا، وأحياناً يستمر بحث المسألة لساعات عديدة، وحين الاختلاف نلجأ للمفتى للفصل»، وطالب بضرورة بيان تعليم الناس وتثقيفهم قبل بيان خطورة مشكلة الطلاق، وتفعيل منهج أخلاق لتعامل الزوجين معاً.

وقال الدكتور محمد البيومى، عميد كلية أصول الدين فى الزقازيق، إن المفتين فى المناطق النائية أكبر سبب للمشكلات الإفتائية، وأوضح أن هناك غير مؤهلين ولا متدربين على الفتوى فى الطلاق يفسدون الأمور، ولا بد من لجان إفتائية فى الأرياف، مع صعوبة الظروف الاجتماعية وصعوبة قدوم المواطنين لطرح الأسئلة فى القاهرة، وعدم تعاملهم مع وسائل التواصل الاجتماعى، فيضطر لسماع من حوله من غير المتدربين. وطالبت الدكتورة نيفين عثمان، مساعد وزير التضامن، بضرورة الحفاظ على الأسرة كنواة للمجتمع، وضرورة التعامل مع المستجدات على مستوى الأسرة، كالمرأة العاملة والعولمة وتأثيراتها، وقال عبدالله عدوى، أمين الفتوى بالدار: «السبب الأكبر لارتفاع معدلات الطلاق هو فساد التصور عن الزواج وتشوشه، فالزواج هو مجرد لعبة حينما يسأم منها ينهيها، أما أن يكون مسئولية وميثاقاً غليظاً، كما وصفه الله، فهذا أمر غائب».

وحدد الدكتور سعيد المصرى، أمين المجلس الأعلى للثقافة، 3 أسباب للمشكلة، قائلاً: «السبب الأول هو خلل فى التكافؤ واختيار الزوجين بعضهما، والسبب الثانى الضغوط الاقتصادية على الأسر، والثالث هو خلل منظومة القيم وحالة التفكك، فالناس مؤمنة بقيم لكن لا تمارسها»، فيما قال الشيخ أبوبكر أحمد المليبارى، من الهند: «أسباب كثيرة للطلاق منها عدم تطبيق مقصوده، وعلى العلماء تفطين الناس بثقافة الزواج وواجباته، ولا بد من وقف الطلاق العبثى، وعلى الحكومات أن توقف الطلاق العبثى المتسرع».

وقال الشيخ عويضة سالم، أمين الفتوى: «هناك حالة سهولة للخيانات الزوجية عبر الإنترنت، وتأتينا مشكلات كثيرة حلها نشر الأخلاق، ولا بد من شهادة لخلو الزوج من المشكلات النفسية، وألا يعقد الزواج إلا بعد أن يرى المأذون هذه الشهادة».

فى سياق متصل، أعلن مفتى الجمهورية 16 توصية للمؤتمر تشمل أهمية التجديد الرشيد والتأكيد على وجوب نشر ثقافة التجديد، والسعى الدائم لتفعيل جهود الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، وقال: «نخص منها تفعيل الميثاق العالمى للإفتاء ومؤشر الإفتاء العالمى؛ سعياً للخروج من حالة الفوضى التى تعانى منها منظومة الإفتاء، كذلك حث دور الفتوى وهيئاتها ومؤسساتها بأنواعها على الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة فى نشر وتيسير الحصول على الفتوى الصحيحة، خاصة وسائل التواصل الاجتماعى، والتأكيد على ضرورة التجديد فى قضايا الإفتاء شكلاً وموضوعاً، واستحداث آليات معاصرة للتعامل مع النوازل والمستجدات لتشمل، مع الجانب الشرعى، تحليل الأبعاد النفسية والاجتماعية».

وأعلن المفتى تشكيل لجنة علمية تابعة للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء، مهمتها تنفيذ توصيات المؤتمر، وشدد على ضرورة التنبيه بخطورة ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق فى بعض المجتمعات، والدعوة إلى النظر فى الأسباب المركبة للظاهرة، واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهتها، كما أعلن المفتى انطلاق «المؤشر العالمى للفتوى»، الذى يهدف لتبيان حالة الفتوى فى كل دائرة جغرافية وفق أهم وأحدث وسائل التحليل الاستراتيجى والإحصائى، للإسهام فى تجديد الفتوى، وأكد المؤشر أن 95% من الفتاوى التى صدرت فى حق المسيحيين من التيارات المتشددة «تحرم التعامل معهم»، وأوضح أن هذا راجع لمجموعة من القواعد الفقهية الخاطئة التى يطبقها أصحاب هذه التيارات المتشددة. وكشف «علام» عن إطلاق منصة إلكترونية باسم «هداية»، وهى منصة تثقيفية تابعة للأمانة بعدة لغات، تبدأ بالعربية، وبها ٢٠٠٠ ساعة صوتية ومرئية، وتهدف الأمانة بهذه المنصة إلى المشاركة الفاعلة فى تجديد الخطاب الدينى بتقديم نماذج واقعية فى التجديد والتطوير وتأسيس المناهج والأفكار.

وأطلق مفتى الجمهورية ميثاقاً عالمياً للفتوى، عبارة عن مدونة شاملة لأخلاقيات مهنة الإفتاء مترجمة إلى عدة لغات، ويشتمل على أمرين، الأول بناء المؤسسة الإفتائية من أنظمة وقواعد يُنطلق منه لوضع المعايير الحاكمة للجهات المعتمدة للإفتاء، والثانى يُعنى بالركن الأكبر للعملية الإفتائية الذى هو المتصدِّر للإفتاء.

 


مواضيع متعلقة