عندما أدارت فيروز ظهرها الغنائى لمصر
- التليفزيون المصرى
- الجمهور المصرى
- الشارع المصرى
- فيروز
- بث مباشر
- التليفزيون المصرى
- الجمهور المصرى
- الشارع المصرى
- فيروز
- بث مباشر
نحنا والقمر جيران.. بيتو خلف تلالنا.. بيطلع من قبالنا.. يسمع الألحان
نحنا والقمر جيران.. عارف مواعيدنا وتارك بقرميدنا.. أجمل الألوان
وياما سهرنا معو بليل الهنا مع النهدات.. وياما على مطلعو شرحنا الهوى غوى حكايات
نحنا و القمر جيران.. لما طل و زارنا.. عقناطر دارنا.. رشرش المرجان
يا جارة القمر.. يا أحلى غنيى.. يا جارة القمر.. موجى بهالسهرية
غنى وذكر.. حب و سهر.. ليل الهوى سهراتك يا جارة القمر
إنها السيدة "فيروز" قيثارة السماء كما تلقب دائماً وتلقب كثيراً أيضاً بـ "جارة القمر" فى وصف غير دقيق فالأصح أن كل من يحيط بها وجاورها فى الحقيقة هو "جار القمر".
صوت السيدة "فيروز" هو حالة خاصة جداً لم تتكرر ومن الصعب تكرارها على مدى ليس بالقريب، فمن الصعب بل والمستحيل النادر أن تلتف جميع الأذواق والأعمار حول صوت واحدا مجمعين عليه متفقين على الاستمتاع به أينما كان وأيما قال.. إنها التركيبة الإلهية التى منحها الله سبحانه وتعالى لهذه السيدة التى عشقها الجميع وتقاسمت معه حكايات عشقه.
أصبحت السيدة "فيروز" منذ سنوات طويلة رمزاً لحالة صباح الشتاء بسحابه الكثيف الممتلئ وقطرات المطر وفنجان القهوة الساخن، فبالبحث لن تجد علاقة مباشرة تربطها بهذه الحالة، ولكنه الصوت والإحساس المليء بالدفء القادر على احتوائك فى تلك اللحظات ويسبح بك فى بحور من التأمل.
عشق السيدة "فيروز" لم يتوقف عند أبناء وطنها لبنان ولكنه امتد إلى كل الأوطان فتحولت "فيروز" إلى وطن للغناء يسكن فيك وتسكن فيه وتهرب إليه.. يستطيع انتشالك من أدنى حالاتك ويرتفع بك لعنان السماء فكان كل التوفيق فى اختيار اسم الحجر الكريم النفيس "فيروز" ليكون اسماً فنياً لـ "نهاد رزق وديع حداد" وهو المعروف عنه قيمته العالية المميزة جداً بين المجوهرات.
العشق والتقدير اللبنانى للسيدة "فيروز" هو حق أصيل فلبنان محظوظ بامتلاكه هذا الصوت ولكن هناك عشق من نوع آخر لهذه السيدة وهو عشق المصريين لها وتعلقهم بها فبالرغم من امتلاكهم لقمة غناء الشرق وكوكبه "أم كلثوم" إلا أن السيدة "فيروز" تمثل له حالة خاصة يعتز بها ويبحث عنها ويشاركها معه أحاسيسه المختلفة فالعشق المصرى لهذا الصوت لم يقتصر على أصحاب الذوق الرفيع ولكنه تغلغل فى كل الطبقات وتخطاها لرجل الشارع البسيط الذى تجده يستمع لها بنهم ويتفاعل مع إحساسها وكلماتها باللهجة اللبنانية ويحفظها أيضاً فكانت سفيرة للهجة اللبنانية فى الشارع المصرى فأى سحر هذا الذى خُلقت به هذه السيدة؟!
تعلق الجمهور المصرى بها أيضاً بعد غنائها لتراث الفنان العبقرى الراحل "سيد درويش" فهناك من الأجيال الجديدة مقتنعاً تماماً أن هذه الأغنيات لـ "فيروز" بعد أن حملها صوتها لسنوات طويلة تشبعت فيه انتشاراً وتوغلاً داخل الوجدان وهو ما دفع البعض ليخرج ويؤكد أن السيدة "فيروز" استغلت هذا الكنز الفنى وهناك من وصفه صراحة سطواً على تراث غنائى مصرى وإجحافاً وإهداراً لحق صاحبه الذى رحل فى عمر مبكر قبل إتمام بناءه.. ورغم الأقاويل والهجوم أحياناً ظلت السيدة "فيروز" صامدة فى وجدان الجمهور المصرى بل يمكنه الانتهاء من سماع تراث "سيد درويش" بصوتها الساحر ثم البحث عن أصل الأغنيات بصوته.
لم يشغل بال المصريين عبر عشرات وعشرات السنوات سوى سؤال واحد فقط.. "لماذا لا نرى فيروز فى مصر؟" وهو سؤال حائر يبحث عن إجابة مقنعة فحق هذا الجمهور المتيم بها أن يراها تعتلى مسرحه ويشاهدها أمامه فى حفل غنائى تطربه وتقاسمه هذه الحالة الفريدة من العشق خاصة أنه كان يشعر بضيق يرتقى أحياناً للغضب عندما يجدها هنا وهناك دون أن تعيره أى اهتمام!
السيدة "فيروز" التى لم تقف على مسرح غنائى مصرى منذ حفلها الأخير عام 1989 على سفح الأهرامات أى منذ ما يقرب من 30 سنة كاملة بـ 3 عقود من الزمان ربما لا تعلم أن جمهورها فى مصر هو الأكبر على الإطلاق ومكانتها أيضاً فقد يفوق هذا الحب والعشق جمهورها فى عقر دارها لبنان وهو المسئول عن إيصاله وشرحه شخص كـ "أسامة الرحبانى" مثلاً فربما يغيب عنها الاحتفاء بأغنياتها من المشتركين المصريين فى البرنامج الشهير "ستار أكاديمى" وقت بثه إن لم تكن فى الأمور أمور أخرى!
الغريب أن هناك دعوات كثيرة وجهت للسيدة "فيروز" للغناء فى مصر وكان للفنان "هانى شاكر" دور بإحداها ولكن دائماً دون إجابة أو رد حتى أنه فى العام الماضى تردد أن التليفزيون المصرى يتفاوض معها لإحياء حفلاً كبيراً فى مصر يبث للجمهور عبر شاشته دون وجود عائق مادى لذلك ورغم تضارب الأنباء والتصريحات والنفى والتأكيد إلا أن وسط كل هذا الضجيج خرجت ابنتها "ريما" بالتعليق على خبر المفاوضات بكل استهزاء وسخرية غير مقبولة عبر صفحتها بموقع "فيسبوك" نصاً: (التلفزيون المصرى حتّة واحدة؟ يا لهوى يعنى فى بث مباشر! بس إنّو طبعاً فاضل المكان اللى هوّى إجمالا بتبتدى فيه أى مباحثات وقد تنتهى عنده! وطبعاً وطبيعى الأجر مش رح يكون عائق مهما كانت تكلفته آه والنبى لأن أجركم عظيم فى السماوات.. إييييى يعنى ما بعمرى فهمت شو بيقصد وشو بيستفيد المصدر وأخواته من هيك صنف خبار؟ غير إنّو يحط نفسو فى مواقف بايخة).
"لماذا تدير السيدة فيروز ظهرها الغنائى لمصر؟!"، هذا هو السؤال الواضح والصريح لكل مصرى محب وعاشق لفيروز والذى يحتاج إجابة منها شخصياً ويحتاج محاولات أخرى من كيانات كبيرة داخل مصر ومؤثرة تستطيع توفير تواجد غنائى مناسب لهذه السيدة طالما تستطيع ذلك وإن لم تعد قادرة لظروف صحية فليكن حتى "برنامجاً حوارياً" خاصاً معها للتاريخ أو يخرج علينا متحدث رسمى معتمد باسمها يشرح فيه لماذا تجاهلت السيدة "فيروز" جمهورها فى مصر طوال هذا العمر وتناسته وبخلت عليه باعتلاء مسرحه؟!
عندما أدارت فيروز ظهرها الغنائى لمصر تركت خلفها مئات الأسئلة الحائرة ممزوجة بغصة من فرط العشق والشوق.. أسئلة تحتاج لإجابات واضحة وصريحة باهتمام يناسب وضعها ومكانتها فى قلوب المصريين.. فهل من مجيب؟