المقاهى الشعبية أيضاً تخصّص أماكن للمذاكرة.. والأسعار على قد الطلبة

كتب: مها طايع

المقاهى الشعبية أيضاً تخصّص أماكن للمذاكرة.. والأسعار على قد الطلبة

المقاهى الشعبية أيضاً تخصّص أماكن للمذاكرة.. والأسعار على قد الطلبة

صخب متواصل وأصوات يتداخل فيها قرع الأكواب الزجاجية مع كركرة الشيشة مع ذبذبات تنبعث من راديو قديم، وسط هذه الأجواء وجد مجموعة من الطلبة فى المقاهى الشعبية أماكن للمذاكرة، يهربون بها من ملل المذاكرة فى البيت، ويعتبرونها فرصة للالتقاء معاً وتبادل الشيتات والملخصات.

ثلاثة أصدقاء فى مرحلة الثانوية العامة هم حسام محمد، ويحيى بدر، ومحمد عبدالله، قرروا أن يلتقوا 3 أيام فى الأسبوع، فى مقهى قريب من منزلهم بمنطقة إمبابة، للمذاكرة وتبادل أوراق الدروس الخصوصية: «إحنا بنيجى هنا خميس وجمعة وسبت، نفطر الصبح ونقعد نذاكر وآخر اليوم بنروح الدروس بتاعتنا، وكل واحد مش فاهم حاجة بيحاول يشرحها للتانى، جو مختلف للمذاكرة يكسر الملل اللى عايشين فيه»، كلمات «حسام»، الذى يعتبر أن المقهى أنسب مكان للمذاكرة بالنسبة لهم، باعتباره مختلفاً وأرخص، مقارنة بالأماكن الهادئة كالنوادى والكافيهات: «للأسف إحنا ماعندناش هنا مكتبة نقدر نقعد نذاكر فيها، والراجل صاحب القهوة هنا بيحجز لنا ترابيزة عارف إننا بنيجى له كل أسبوع». اختار الأصدقاء هذا المقهى تحديداً، باعتباره الأهدأ: «دى بالنسبة لنا هادية عن غيرها، كل اللى بيقعد فيها الصبح الرجالة الكبار بتوع المعاشات ومالهمش دوشة ولا صوت، وده بيساعدنا على المذاكرة بدون تشتيت».. كلمات «يحيى»، وهو دائم الجلوس فى هذا المقهى باعتباره من سكان الحى: «القهوة دى ليها فضل كبير عليّا، كنت باذاكر فيها أوقات ما بين الدروس وأنا فى 3 إعدادى، وطلعت من المتفوقين ودخلت مدرسة المتفوقين الداخلى، وبارجع يوم الخميس أذاكر مع أصحابى، كل واحد عنده معلومة زيادة ومتأكد منها بيقولها للتانى»، يضع الأصدقاء الثلاثة قواعد صارمة حتى لا يشتتوا أنفسهم أثناء المذاكرة: «محدش بيمسك الموبايل، محدش بيهزر، وبعد ما نخلص بنكافئ نفسنا بدور طاولة أو أكلة حلوة».

{long_qoute_1}

ثقافة المذاكرة داخل المقاهى الشعبية، انتشرت مؤخراً، حيث يقصد بعض الطلاب المقاهى لانخفاض أسعارها، مقارنة بالأماكن المخصّصة للمذاكرة فقط، وفى أحد مقاهى الدقى، هناك مكان مخصّص للطلاب بمختلف المراحل الدراسية، للمذاكرة وتبادل أوراق الدروس: «إحنا عندنا مكان كبير بنخصص فيه جزء علشان المذاكرة والأسعار تناسب الطلاب».. حسب محمود عبدالعال، مسئول المقهى، لافتاً إلى أن هناك احتراماً لخصوصية هؤلاء الطلاب بتوفير الهدوء الذى يساعدهم على التركيز.


مواضيع متعلقة