مخازن إشغالات «الدقى والهرم» بالمريوطية واللبينى «قنابل موقوتة»
مخاوف لدى المواطنين من تكرار الحرائق فى مخازن الإشغالات
حالة من الخوف والهلع تنتاب سكان وأهالى منطقتى ترعة المريوطية واللبينى المُحيطين بالدائرى، بعد تكرار الحرائق داخل مخازن الإشغالات التابعة لحيى الهرم والدقى، الموجودة أسفل الدائرى مباشرة، وكان آخرها الحريق الذى شب أمس الأول فى المنطقة التى تحتوى على 4 مخازن للإشغالات، اثنين تابعين لحى الهرم، وآخر تابع للدقى، ورابع يحتوى على أعمدة إنارة وتابع لمجلس مدينة الجيزة.
«رمضان»: نخاف من كارثة أكبر.. و«جمال»: عُقب سيجارة ممكن يولع فى المنطقة.. و«طارق»: نتيجة طبيعية للإهمال
وطالب الأهالى محافظ الجيزة بسرعة نقل هذه المخازن إلى مناطق بعيدة عن الكتلة السكنية، لأنها «قنابل موقوتة»، على حد وصفهم، لما تحتويه من أنابيب غاز وأخشاب وأوناش تحتوى على بنزين، فيما أكد العاملون داخل المخازن أن تخزين الإشغالات يتم دون تنظيم أو فصل للمواد سريعة الاشتعال، بخلاف أن المخازن غير مجهزة لأى وقائع طارئة.
على بعد أمتار قليلة من مخزن إشغالات حى الهرم، الذى اشتعل فيه حريق هائل يوم الجمعة الماضى، وقف رمضان محمد، 43 عاماً، بواب عقار قريب من المخازن، برفقة ابنته الصغيرة، وقال إن المخازن مليئة بالأوناش التى تستخدم فى البناء، ويتم من خلالها رفع الطوب والأسمنت إلى الأدوار العُليا، وهذا يمثل خطورة داهمة حال اشتعال حريق، لأنها تحتوى على «تانكات» بنزين فى ظل وجود الكثير من الإشغالات، سواء ثلاجات وأخشاب وحديد ومواتير، وهى كلها مواد قابلة للاشتعال، وتابع: «ده كان سبب تفاقم الحريق وكان ممكن تحصل كارثة لو الحريق وصل كشك الكهرباء، المخزن هنا بقاله سنين، وكل الإشغالات بتساعد على الاشتعال».
وأوضح «رمضان» أن هذا الحريق لم يكن الأول، مضيفاً: «حصلت قبل كده حرايق صغيرة كانت بتولع والأهالى بتلحقها وتطفيها، ولما حصل حريق فى مخزن الهرم التانى فى اللبينى من شهر كان أكبر من قدرة الأهالى على إطفائه».
ويرى أن الكارثة الكبرى تكمن فى وجود أسطوانات غاز داخل المخازن تتحصل عليها «البلدية» من الباعة الجائلين بالشوارع، وهذا من الممكن أن يؤدى إلى كارثة تدمر المنطقة.
أمام مخزن للسيراميك يقوم على حراسته جمال عبدالحفيظ، 50 عاماً، جلس مرتدياً جلباباً داكن اللون، وهو لا يبعد كثيراً عن مناطق مخازن إشغالات حى الهرم، «جمال» يعمل فى المنطقة منذ 30 عاماً، وحكى عن تاريخ هذه المخازن قائلاً: «لما المخازن دى اتعملت مكنش فيه الأبراج السكنية اللى حواليها، لكن الوضع اتغير عن الأول، وبقى فيه سكان وكوبرى الناس رايحة جاية عليه».
«ستر الله وسرعة وصول سيارات الإطفاء كانا سبباً فى عدم تفاقم حريق يوم الجمعة، الحمد لله الحريق حصل يوم جمعة والطريق فاضى ولو كان فى وسط الأسبوع مع الشغل والمدارس كانت الكارثة هتبقى أكبر»، هكذا علق جمال على الحريق الأخير، وتابع: «ممكن أى حد من فوق الدائرى يرمى أى حاجة لو عقب سيجارة هيعمل مصيبة كبيرة للمنطقة كلها والدائرى، والأزمة الحقيقية هى غياب الرقابة والإشراف على المخازن بشكل يمنع من تفاقم هذه الحوادث والسيطرة عليها فى أسرع وقت».
ويرى طارق محمد، 28 عاماً، أحد سكان اللبينى أمام مخزن إشغالات حى الهرم أن استغلال مناطق أسفل الدائرى، سواء فى اللبينى أو ترعة المريوطية كمخازن للإشغالات خطأ، وتكرار واقعتى الحريق مرتين خلال شهر واحد نتيجة طبيعية، لأن المخزن غير مجهز، وتابع: «فيه كميات كبيرة من الخشب والثلاجات مع أنابيب ومواتير وسط أكشاك الكهرباء للضغط العالى دون أى تأمين والمخزن يجلس به ليلاً خفير واحد لا يكفى لتأمين مكان بهذا الحجم»
داخل أحد المخازن، جلس أحد العاملين بها، رفض ذكر اسمه، على كرسى معدنى أمام دفاتر كبيرة يُدون فيها كافة الإشغالات التى تصل إلى مخزنه، موضحاً أن المخازن غير مؤهلة لأى وقائع طارئة أو أية استعدادات، وقال: «مفيش طفايات ولا حنفيات حريق، وعملت أكثر من مذكرة، ومحدش بيسأل فينا ولا بيعبرنا، مفيش حمام وبنضطر نروح الجامع»، مؤكداً أن مخزن «الدقى» مساحته 500 متر.
وطالب الرجل الأربعينى بمنع دخول أنابيب الغاز ومواتير الأوناش للمخازن نهائياً، مضيفاً: «من ستر ربنا أن كل ده حصل بعد الأنابيب ما اتشالت من نحو 3 أيام، هو لازم تحصل مصيبة عشان نتصرف» والتقط زميله طرف الحديث منه، موضحاً أن السبب الرئيسى فى هذه الحوادث سوء التخزين، وقال: «كان لازم يبقى فيه استعدادات لأى حادث طارئ، خصوصاً أن كل الإشغالات المتحفظ عليها سريعة الاشتعال، وللأسف إحنا ماشيين على لائحة مرور 45 يوم على الإشغالات لغاية ما توصل للمزاد، وده بيسبب تراكم كميات كبيرة منها داخل المخازن».