شكري يتحدث في لقاء مع "روسيا اليوم" عن الإرهاب وسياسة مصر الخارجية

شكري يتحدث في لقاء مع "روسيا اليوم" عن الإرهاب وسياسة مصر الخارجية
قال السفير سامح شكري، وزير الخارجية، إن "التضحيات التي قدمتها القوات المسلحة والشرطة المصرية والمجتمع المصري لمقاومة الإرهاب ومحاصرة ما تتلاقاه من دعم، للأسف من مصادر ضمنها دول توفر لهم العداد والتمويل والمنصات الإعلامية، جعلت هذه الظاهرة مستعصية وأدت إلى كثير من الخسائر".
وأضاف شكري، خلال حوار خاص على قناة "روسيا اليوم"، أن القوات المسلحة المصرية أظهرت بسالتها في مقاومة آفة الإرهاب، لما لديها من قدرات وخبرات حققت من خلالها نتائج هائلة في عملية سيناء الشاملة 2018، ما يدعو للإعجاب، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة والشرطة المدنية استطاعت كسر شوكة الإرهاب.
وأكد شكري أن القيادة السياسية في مصر تسعى للقضاء على البنية الأساسية للتنظيمات الإرهابية، مع رعاية المواطنين في سيناء وعدم التأثير على معيشتهم والخدمات التي تُقدم إليهم، موضحًا أن هناك تدقيقا وحرصا في العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018"، حتى لا يتأثر أهلنا في سيناء بشكل سلبي.
وأضاف أن مصر عازمة على القضاء التام على تلك التنظيمات الإرهابية وإعفاء الشعب المصري من شرورها، مؤكدًا أن لجوء تلك التنظيمات إلى أساليب الترهيب والاختفاء والعمل في إطار تنظيمات سرية دائما يحتاج إلى وقت وتأني للقضاء عليها.
وشدد شكري على أن مصر بذلت جهودًا كبيرة لحل الأزمة الليبية، لأن هناك علاقات وطيدة بين الشعبين المصري والليبي وكذلك لوجود جوار جغرافي مباشر وحدود ممتدة بين البلدين، مؤكدًا أن هناك انتشارا للعديد من التنظيمات الإرهابية داخل الأراضي الليبية.
كما أكد أن مصر تسعى لاستعادة مؤسسات الدولة الليبية قدرتها على إدارة شؤون البلاد والحفاظ على وحدة واستقرار الشعب الليبي بما يحقق الاستقرار، مشيرا إلى أن مصر بذلت جهودًا كبيرة للتواصل مع المجلس الرئاسي الليبي ومجلس النواب وكل العناصر السياسية لتقريب وجهات النظر بما يعزز القدرة على صياغة ما يوفي بإرادة الشعب الليبي من خلال عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وقال شكري إن التحالف العربي يضلع بعمل جليل في اليمن، وهذا لا يمنع التركيز على دعم المبعوث الأممي من أجل البحث عن حل سياسي يعفي الشعب اليمني من ويلات الحرب واستعادة الشرعية اليمنية.
وأضاف أن المبعوث الأممي يهدف للبحث عن حل سياسي إذا ما كانت هناك رغبة في الطرف المناوئ "الحوثيين" الخارج عن الشرعية، للوصول لحل سياسي، متابعا: "حل الأزمة اليمنية يحتاج لمزيد من الإرادة والجهود على المستوى الدولي والإقليمي".
ولفت شكري إلى أن مصر تُشارك في التحالف العربي من أجل استعادة الشرعية اليمنية من خلال تأمين البحر الأحمر وحركة الملاحة الدولية حتى لا تكون هناك أي إعاقة في مضيق باب المندب، مضيفا أن مصر لها مشاركتها في التحالف العربي بما يتوافق مع توزيع الأدوار والخبرات، وتابع: "مستمرون في السعي لحل الأزمة اليمنية".
وكشف وزير الخارجية عن تأثر ملف المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية بالخلافات بين القاهرة وأنقرة والدوحة، مؤكدًا أن هناك بعض الجهود السلبية لتقويض المساعي المصرية، مشيرًا إلى أن مصر تعمل على ملف المصالحة بسبب علاقتها الجيدة بالفصائل الفلسطينية كافة، مشددا على أن مصر تواصل جهودها في ملف المصالحة دون الالتفات إلى أي معوقات.
وقال إن العلاقة بين القاهرة واليونان وقبرص علاقة سياسية إقليمية تهدف لتحقيق الاستقرار بمنطقة شرق المتوسط، مضيفا أن العلاقة تهدف إلى تنمية قدرات الدول الثلاثة في القطاع الاقتصادي والتعاون فيما بينها في مجالات الطاقة، موضحا أن العلاقات السياسية بين هذه الدول تهدف لتحقيق مصالح شعوبها على أرضية العلاقات التاريخية بين شعوب الدول الثلاثة.
ولفت شكري إلى أن مصر لا تقيم محاور لمواجهة أي طرف ولكنها تعمل على أن تكون علاقات التعاون التي تقيمها تعزز الاستقرار ومواجهة تحديات الإرهاب والهجرة غير الشرعية، مؤكدًا أن مصر ستقيم علاقات مع دول أخرى لتحقيق الاستقرار بالمنطقة.
وقال وزير الخارجية إن الحقوق الفلسطينية المشروعة معترف بها عالميًا، مؤكدًا ضرورة الوصول لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفا أن هذه الآمال تدعمها الدول العربية والمبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية في مجلس الأمن والجمعية العامة للامم المتحدة والإجماع الدولي على أحقية الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
ولفت شكري إلى أن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أخذت مناحي عديدة خلال 25 عاما، معترفًا بالوصول لقدر من الجمود والتوقف، مؤكدًا أن هناك تطلعا لاستئناف الحوار بعد طرح الولايات المتحدة الأمريكية لأفكار استئناف الحوار خاصة أنها دولة لها تأثيرها وتواصلها مع الأطراف كافة.
وأوضح وزير الخارجية أن مصر ترصد بكل ألم على مدى 7 سنوات ما تعرض له الشعب السوري من صراع وتدمير وفقدان للأرواح، مضيفا أن العلاقات الرسمية قطعت بين البلدين، مؤكدًا أن العلاقات بين الشعبين لم تنقطع، وأن هناك تمثيل رعاية بين البلدين للاهتمام بالشؤون القنصلية، واهتمام لمشاركة مصر في الأطر السياسية للخروج من هذه الأزمة.
ولفت إلى أن مصر تعمل مع أصدقاء سوريا ومع اللجنة المصغرة على إنهاء الأزمة السورية بالطرق السياسية، وتأمل أن تعود سوريا للحظيرة العربية والجامعة العربية بعد انتهاء الصراع وتحقيق إرادة الشعب السوري من خلال الإطار السياسي والمحافظة على استقرار ووحدة سوريا ومؤسساتها الوطنية.
وأكد شكري اهتمام مصر بتفاوض المعارضة السورية لتوحيد الصفوف وإتاحة الفرصة لتفاعلها الكامل مع الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي؛ لتحقيق استقرار سوريا ووحدة أراضيها واستعادة مؤسساتها لدورها الحيوي لمراعاة مصالح الشعب السوري.
وقال إن حل أزمة قطر يعتمد على ابتعادها عن السياسات التي تنتهجها واستجابتها لما عبرت عنه الدول الأربع المقاطعة لها، مضيفا أن مطالب الدول الأربع هدفها حماية أمنها، وإنهاء سياسات أثرت على استقرار دول المنطقة وعملت على تنمية القدرات لدى العديد من التنظيمات الإرهابية، مؤكدًا أن تحول قطر عن ممارسة تلك السياسات يفتح الباب على التواصل والحوار بينها مع الدول الأربع.