رئيسة «الرعاية الاجتماعية»: المنظومة ترعى 12 ألف طفل.. نتعلم من تجارب الدول السابقة ونجهز «بيوتاً آمنة» لمن فشلوا فى «التكيف»

كتب: أسماء زايد ونجلاء فتحى

رئيسة «الرعاية الاجتماعية»: المنظومة ترعى 12 ألف طفل.. نتعلم من تجارب الدول السابقة ونجهز «بيوتاً آمنة» لمن فشلوا فى «التكيف»

رئيسة «الرعاية الاجتماعية»: المنظومة ترعى 12 ألف طفل.. نتعلم من تجارب الدول السابقة ونجهز «بيوتاً آمنة» لمن فشلوا فى «التكيف»

قالت الدكتورة سمية الألفى، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية بوزارة التضامن، إنه تم العمل على زيادة أعداد الأسر البديلة، مشيرة إلى أنه تم تشكيل اللجنة العليا للأسر البديلة، منذ ثلاث سنوات، تضم ممثلين عن وزارات الداخلية، العدل، الصحة، الخارجية، وجمعيات أهلية كبرى، وخبراء اجتماعيين، وأضافت «الألفى» فى حوارها لـ«الوطن» أن عدد الأطفال بالأسر البديلة نحو 12 ألف طفل، مؤكدة أنه لأول مرة أعطى أحقية للآنسة فوق الـ35 عاماً لكفالة طفل، مؤكدة أن أبرز المشكلات التى تواجه اللجنة هى عدم إبلاغ بعض الأسر الطفل بأنه تمت كفالته، لافتة إلى أن جزءاً من البرنامج التدريبى الذى تنظمه الوزارة يتضمن كيفية نقل العلاقة بينهما وإيضاح الحقيقة للمكفول بدون إيذاء مشاعره.. وإلى نص الحوار.

ما الهدف من إيقاف تراخيص إنشاء دور أيتام؟

- هناك 470 دار أيتام موزعة على مستوى الجمهورية، وهناك منها تابع لجمعيات أهلية تنفق عليها، والوزارة تقوم بدعمها، والدعم يتجاوز 12 مليوناً و500 ألف جنيه، ومنذ نحو 4 سنوات قامت الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، بإيقاف تصاريح إنشاء دور أيتام جديدة، للتأكيد على أن الرعاية المؤسسية للأطفال ليست الأفضل، فالأفضل تربية ونشأة هؤلاء الأطفال فى البيوت، نظراً لأن هذا هو التوجه العالمى حالياً، وهذا ليس خاصاً بمصر فقط، واتساقاً مع هذا التوجه العالمى، قامت وزيرة التضامن باتخاذ هذه الإجراءات، كما تم عمل تعديلات كثيرة على الجانب التشريعى والقانونى فيما يتصل بموضوع الأسر البديلة، فأوقفنا تراخيص دور الأيتام حتى نعطى الفرصة للأطفال الجدد بالانضمام للأسر البديلة، وتقليص عدد الأطفال الموجودين بدور الأيتام، كما أن الأسرة البديلة من حقها كفالة أكثر من طفل إذا كان لديها القدرة، ويجوز للجنة الأسر البديلة الإعفاء من شرط استمرار الزواج لمدة ثلاث سنوات على الأقل حال ثبوت العقم الدائم لأحد الزوجين، كما يجوز للجنة الإعفاء من عدم جواز أن تزيد سن كلا الزوجين على ستين عاماً وفقاً للبحث الاجتماعى.

{long_qoute_1}

هل هناك حصر بعدد الأطفال الموجودين بالأسر البديلة ودور الأيتام؟

- عدد الأطفال الموجودين بدور الأيتام تخطى 11 ألف طفل، وعدد الأطفال بالأسر البديلة نحو 12 ألف طفل، ولنا أن نتخيل أنه لولا وجود الأسر البديلة لكانت كل هذه الأعداد بدور الأيتام، فالطفل اللقيط إما أن يلتحق بدار أيتام أو ينضم لأسرة بديلة، وتم العمل على زيادة أعداد الأسر البديلة، والتعديلات التى تمت مواكبة لهذا الموضوع أنه تم تشكيل اللجنة العليا للأسر البديلة، منذ ثلاث سنوات، اللجنة بها ممثلون عن وزارات الداخلية، العدل، الصحة، الخارجية، وجمعيات أهليات كبرى، وخبراء اجتماعيون.

ما أبرز الإجراءات التشريعية التى تمت للتوسع فى «الأسر البديلة»؟

- قمنا بإجراء تعديلات تشريعية مهمة مثل تعديل اللائحة، فاللائحة القديمة كانت تنص على أن الطفل يسلم للأسرة البديلة بعد سنتين، ويستمر فى الإقامة بدار الأيتام أو مركز رعاية الأيتام لمدة عامين، ثم تتم كفالته من قبل إحدى الأسر التى ترغب فى كفالته، ومع تأكيد جميع الدراسات النفسية والاجتماعية على أهمية أن يعرف الطفل من سن مبكرة الأم والأب والرابطة الأسرية، فتم تعديل اللائحة حيث يتم تسليم الطفل للأسرة البديلة من سن 3 شهور، فـ«يكون لسه صغير»، ولأول مرة أعطينا أحقية للآنسة فوق 35 عاماً أنها تكفل طفلاً، لأن فى بعض الحالات تكون الفتاة لديها إمكانيات اجتماعية ومادية تمكنها من كفالة طفل وتشعر بمشاعر الأمومة، وأعطينا الحق أيضاً للمطلقة، ولم تعد الصورة التقليدية للأسرة تحتم ضرورة وجود الأب والأم، فمن الممكن أم لوحدها تكفل طفلاً بدون وجود أب، تأخذ الطفل بعد دراسة ظروفها، ووضعنا شروطاً أيضاً على ضرورة أن يكون المستوى الاجتماعى والاقتصادى متوسطاً، «مش أسرة فقيرة هتاخد الطفل تشحت بيه»، لا بد أن تكون الأسرة قادرة على رعاية الطفل وتعليمه جيداً وإيداع مبلغ له فى البنك أو دفتر توفير، تبدأ بـ5 آلاف وصولاً إلى 100 ألف، حسب ظروف كل أسرة، وتسلم الأسرة صورة ضوئية من إيصال الإيداع لإدارتى الأسرة والطفولة بالإدارة الاجتماعية والمديرية التابع لها محل الإقامة، وعلى الأسرة البديلة القيام بواجبات الرعاية للطفل دون مقابل، كما يحق لها أن تعطيه من أملاكها بما يتوافق مع القانون، بالإضافة إلى ادخار مبلغ للطفل يسلم دورياً لإدارة الأسرة والطفولة لإضافته إلى حساب الطفل فى دفتر التوفير، كما تم وضع شرط للتعليم «فالأميون ليس من حقهم كفالة أطفال» لضمان أن الأسر الكفيلة تقوم برعاية الطفل جيداً وتهتم بتعليمه وتنشئته جيداً، فوضعنا شرطاً أن يكون المؤهل ثانوية عامة أو ما يعادلها، وتم عمل منظومة جديدة «إلكترونى»، «أى حد عاوز يكفل طفل يدخل على الموقع الإلكترونى ويسجل ويملأ البيانات، لأول مرة أونلاين»، لدينا أيضاً قاعدة بيانات كاملة عن الأبناء فى الأسر البديلة والأبناء فى دور الأيتام، ونقوم حالياً على تدريب العاملين على فهم التشريعات والنظام الجديد حتى يسهلوا على الناس وضمان المتابعة الجيدة لحماية الأطفال، بما فى ذلك خطة الزيارات.

هل يتم إعطاء دورات تدريبية لكافلى الأطفال؟

- تم بالفعل، وهذه الأسر ستتلقى التدريبات على الرعاية السليمة للأطفال فى مراحلهم العمرية المختلفة صحياً ونفسياً، للتدريب على كيفية معرفة نفسية الطفل فى سن 4 سنوات، وعندما يصل إلى 14 سنة، ومراحل النمو النفسى والبدنى، ومن يجتاز الدورة سيحصل على شهادة ومن لم يتمكن من اجتيازها لن يكفل طفلاً، ويجوز استمرار الرعاية مؤقتاً مع الأب البديل فى حال وفاة الأم البديلة، وذلك بعد موافقة اللجنة العليا للأسر البديلة، كما أن وزارة التضامن لم تقف فقط عند وضع شروط ومتابعة فقط ولكنها تساعد الأسر للقيام بدورها على أكمل وجه، فالأسر الكفيلة تساعد الدولة والمصلحة واحدة. {left_qoute_1}

ما أبرز المشكلات التى تحدث عند كفالة الأطفال؟

- المشكلة فى الجانب النفسى، فهناك بعض الأسر لم تقم بإبلاغ الطفل بأنه تمت كفالته، وجزء من البرنامج التدريبى الذى تنظمه الوزارة عن كيفية نقل العلاقة بينهم وإيضاح الحقيقة للمكفول دون إيذاء مشاعره، ولو الأسرة والطفل تخطوا هذه المرحلة يعد ذلك نجاحاً، الإسلام ليس به تبنٍ لكن هذه كفالة فقط.

كيف تتم المتابعة على الأسر البديلة داخل المنازل؟ وما الإجراءت التى يتم اتخاذها حال المعاملة السيئة للطفل أو ضربه؟

- المتابعة تكون كل شهر فى المراحل الأولى، ثم بعد ذلك على فترات أبعد، كل 3 شهور أو 6 شهور، ونجلس خلال المتابعة مع الطفل لمعرفة ما إذا كان يشتكى من أى شىء، والأسر غالباً ما تعامل الأطفال بشكل جيد، فالطفل بيلبس كويس وبيذهب لمدرسة كويسة، و«الأم الحقيقية بتضرب طفلها وفى دار الأيتام ممكن الطفل يتضرب»، ويحدث أيضاً فى الأسر البديلة، ومن خلال المقابلة نستشف من الطفل ونعرف ما إذا كان خائفاً أم لا، لأن الأخصائى مدرب، وهناك خط نجدة الطفل وإذا ثبت سوء المعاملة يتم نقله إلى دار رعاية وعمل دراسة لحال الأسرة واتخاذ قرارات، وسحب الطفل من الأسر ووضعها فى «القائمة السوداء» ومنعها نهائياً من استضافة أى طفل، وهناك أسر بتاخد أطفال وبترجعها بعد ذلك وبيقولوا لنا مش عارفين نتعامل معاهم، ويتم حالياً تجهيز مشروع «بيوت آمنة» تكون مثل الفترة الانتقالية، فلو الطفل طلع من أسرة بديلة، يروح البيت الآمن وهو أشبه بالأسرة، إلى أن تتكفله أسرة أخرى، بدلاً من الرجوع إلى دار أيتام، وهو بيت يرعى عدداً قليلاً من الأطفال، وتم إخطار الجمعيات التى يتم تنفيذ المشروع معها.

{long_qoute_2}

هل الوزارة انتهت من خطة العمل الخاصة بالأسر البديلة؟

- تم الانتهاء من الاستراتيجية، والخطة التنفيذية، وتم عمل معايير للأسر البديلة وبرنامج تدريبى لها وللعاملين على المنظومة، والتحضير للتأسيس وعدد الأفراد الموجودين بكل محافظة، وطرق المتابعة، والفكرة الأساسية، حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة)، وهذا منطلق دينى، أما المنطلق الأخلاقى فالطفل أياً كان السبب فى وجوده فى هذا الظرف الاجتماعى ليس له أى ذنب، إما خطيئة المجتمع أو خطيئة الكبار، وليس خطيئته هو، أتى للحياة دون قرار منه، أصبح ابن الدولة والمجتمع، وفكرة عقاب هذا الطفل على خطأ لم يرتكبه غير أخلاقية وغير إنسانية، نحن فى حاجة إلى توصيل رسائل للمجتمع، فى كل القضايا المتعلقة بالمعاقين والأيتام وأطفال الشوارع، فواجب المجتمع حماية الأطفال المعرضين للخطر سواء «فاقدى الأهلية، المعنفة أو المضغوط عليها، أو المستغلة أو المحرومة من حقوقها»، دورنا حمايتهم مش هندفعهم تمن حاجة ملهمش ذنب فيها، وليس لدينا القدرة المادية على إنتاج أعمال فنية ودرامية لتشجيع الفكرة، فالموضوع مكلف جداً، وهيكلفنا ملايين، والبديل أن يكون للقائمين على الإعلام ميثاق اجتماعى، ومنذ أكثر من 7 سنوات لم نتحدث عن قضايا اجتماعية فى الإعلام، قضايا الطفولة مهملة، والحياة ليست كلها سياسة، وبرامج التوك شو لم تتبن القضايا المجتمعية، بخلاف أن الدراما والسينما تصدران الجوانب السيئة، لدينا 470 دار أيتام فى مصر، منها 15 داراً بها مشاكل، الإعلام لم يركز سوى على مشكلات الـ15 داراً، ولم يبرز النواحى الإيجابية بباقى الدور الناجحة، وهناك أبناء من دور الأيتام التحقوا بكليات الصيدلة والهندسة.


مواضيع متعلقة