زاوية صلاة تحولت لاستراحة سائقين: «كل واحد وراحته»

زاوية صلاة تحولت لاستراحة سائقين: «كل واحد وراحته»
منذ سنوات أصيبت يد محمد أيمن، حينما مرت يده على منشار كهربائى بإحدى ورش الخشب، التى كان يعمل بها فى طفولته، لكن العمل لم يتوقف رغم كثير من العمليات التى أجراها ليده، وانتقل بعدها إلى العمل فى أماكن عدة، وانتهى إلى نصبة شاى وقهوة بأحد المواقف، رأى أن يجعل إلى جوارها «زاوية» صغيرة للصلاة، لكنها سرعان ما تحولت إلى استراحة للسائقين. فى قرية «إبنهس»، التابعة لمركز قويسنا بالمنوفية، كان محمد يعمل بورشة خشب فى طفولته، كبديل عن التعليم الذى لم يلتحق به، ومع إصابته تنقل فى أكثر من عمل، من ورش عربات وألوميتال ومزارع فراخ، لكنه وجد الراحة مؤخراً فى نصبة شاى وقهوة تقع إلى جوار أحد المواقف، وزبائنه جميعاً من السائقين، الذين وجدوا لديه الشاى والقهوة والشيشة، والراحة والنوم مؤخراً: «المكان كان فيه واحدة مأجراه وأنا شغال فيه، باجى يوم وبريح يوم، وأخويا بييجى فى الأيام اللى أنا باخد فيها إجازة». {left_qoute_1}
يحكى الشاب بينما كان واقفاً يُعد الشاى لعدد من السائقين، جلسوا على كراسى حوله، بينما ينتظر أحدهم تجهيز شيشة له، بينما كان آخرون يجلسون على حصيرتين يحوطهما بوص، وقماش يغطى المكان من أشعة الشمس: «المكان قلت أعمله للصلاة، عشان لو حد حب يدخل يصلى ويخرج، لكن السواقين اتبسطوا بيه وبقى أكتر من فرشة صلاة». مع الأيام الأولى بعد تجهيز مساحة صغيرة للصلاة، ووضع بعض السجادات بها للصلاة فوقها، كان البعض يصلى بعض ما فاته، ثم يقضى بعض الوقت للنوم بها، أو حتى الجلوس للراحة، وربما دخل أحدهم لشرب بعض الشاى، فلا يستريح للجلوس على الكرسى، فيخلع حذاءه ويجلس داخل المكان بين أعواد البوص وفوق الحصير لأخذ بعض الراحة: «والناس بقت تخش تريح جوه بقى، وبقيت سايبها اللى عايز يصلى يصلى واللى عايز يريح يريح، كل واحد ومزاجه بقى».