في نسختها السادسة.. رسائل استراتيجية واقتصادية مهمة بـ"القمة الثلاثية"

كتب: دينا عبدالخالق

في نسختها السادسة.. رسائل استراتيجية واقتصادية مهمة بـ"القمة الثلاثية"

في نسختها السادسة.. رسائل استراتيجية واقتصادية مهمة بـ"القمة الثلاثية"

انطلقت القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، اليوم، في جولتها السادسة في إطار آلية التعاون الثلاثي التي انطلقت بالقاهرة نوفمبر 2014، وتعقد حاليا في جزيرة كريت اليونانية، بهدف البناء على ما تحقق خلال القمم الخمس السابقة وتقييم التطور في مختلف مجالات التعاون ومتابعة المشروعات الجاري تنفيذها في إطار الآلية الثلاثية، لدعم وتعميق العلاقات المتميزة وتعزيز التشاور السياسي بينهم حول سبل التصدي للتحديات التي تواجه منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط.

والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال القمة، رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، وبحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، وحرص البلدين على تدعيم التعاون بينهما ومواصلة التشاور المكثف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى لقاء آخر مع نظيره القبرصي نيكوس أناستاسيادس، لبحث العلاقات المتميزة بين البلدين التي شهدت نموا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية.

وتتضمن القمة رسائل استراتيجية وسياسة مهمة للأطراف الإقليمية بالمنطقة، وفقا للدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، مؤكدا أنها لا تقتصر فقط على عقد اللقاء السادس، وإنما الهدف الرئيسي هو نقل رسالة للأطراف العابثة بالأمن الإقليمي وإسرائيل وتركيا، تؤكد متانة وقوة العلاقات الثلاثية ونموها في الفترة المقبلة، وكونها استراتيجية أكثر منها اقتصادية.

وأضاف فهمي، لـ"الوطن": كما سيكون مطروحا بقوة تحويل التحالف الثلاثي لعمل مؤسسي بين الدول وتطوير العلاقات في مجالات عدة كالاقتصاد والاستثمار والغاز، خاصة بعد الاتفاقية الأخيرة بين قبرص ومصر بشأن الغاز، موضحا أن ذلك من شأنه نقل العلاقات لمرحلة جديدة ومتميزة، لبناء تحالف استراتيجي كامل.

وأرجع أستاذ العلوم السياسية حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على عقد القمة بشكل دوري، من عام 2014، إلى "حرص مصر على بناء علاقات ومنطقة استراتيجية ودائرة نفوذ قوية وجديدة، كما حدث بالقرن الإفريقي والمنطقة العربية، لاستعادة البلاد مكانتها الدولية المهمة واستحداث المزيد من العلاقات الجيدة مع مختلف دول العالم".

أيدّه في الرأي نفسه، شريف أبوفضل، الباحث في الشأن الأوروبي، موضحا أن ذلك يعتبر من الطفرات التي أحدثها السيسي منذ توليه ومن خلفه الخارجية المصرية، بالانفتاح على المزيد من الدول وبناء علاقات وشراكات قوية ومميزة، في إطار محاولات الدولة لإعادة هيكلة شبكة علاقاتها الخارجية وكسب أصدقاء جدد لمعالجة ما شهدته خلال فترة حكم الإخوان، ما له مردود وانعكاس مهم على البلاد، مشيرا إلى أن القمة السادسة تهدف إلى التأكيد على التعاون العام على المستويين الاقتصادي والأمني.

وأكد أبوفضل، لـ"الوطن"، العلاقات بين مصر وقبرص أصبح لها شكل جديد ومتميز، بجانب أن العلاقات مع مصر واليونان أصبحت ذات طابع خاص لحرص القاهرة على تنميتها، لذلك تتناول القمة ملفين استراتيجيين مهمين، أولهم الاقتصاد، الذي يتصدره مجال الطاقة خاصة بعد توقيع مصر وقبرص اتفاقية الأنابيب لتسهيل الغاز القبرصي في المعامل المصرية لتحويل مصر لمركز إقليمي للغاز، إضافة إلى الزراعة والاستثمار السمكي والبيئة والتعاون في اللوجيستيات والنقل والسياحة وتبادل المعلومات، وشبكة ربط كهربائي عبر مصر وقرص واليونان.

وتابع: أما الملف الثاني هو الأمن، لبحث التنسيق بينهم في ذلك المجال بالبحر المتوسط ومكافحة الهجرة غير الشرعية، ومواجهة الارهاب، وتبادل الرؤى حول الأزمات في المنطقة الاقليمية، وتعزيز العلاقات بين مصر والاتحاد الاوروبي.

فيما رأى أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن القمة تتضمن أيضا رسائل هامة للدول الإقليمية وتؤكد أن التحالف الثلاثي تربطه عدة تفاهمات من الشراكة والاقتصاد وترسيم الحدود وأمن المتوسط ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

ورجح العناني أن تنتج عن القمة الثلاثية اتفاقيات مهمة، في ظل نمو العلاقات بين الدول بشكل كبير، حيث نما التبادل بينهم من القمة الثالثة للخامسة بنسبة تتجاوز الـ50%، في ظل تبادل المصالح الاقتصادية والعسكرية.


مواضيع متعلقة