قاهرو الصعاب: «نهى» حولت جراج الكلية إلى متحف مفتوح.. و«حامد» تمرد على التعليم الفنى

كتب: على فارس

قاهرو الصعاب: «نهى» حولت جراج الكلية إلى متحف مفتوح.. و«حامد» تمرد على التعليم الفنى

قاهرو الصعاب: «نهى» حولت جراج الكلية إلى متحف مفتوح.. و«حامد» تمرد على التعليم الفنى

الأستاذ الجامعى هو قمة الهرم التعليمى الذى يتخرج من تحت يديه وينهل من علمه الكثيرون، ويعد إحدى أدوات تشكيل وعى الشباب ويكون له تأثير كبير فى رحلتهم فى الحياة بعد انتهاء المرحلة الجامعية. وهناك نماذج ناجحة من الأساتذة الجامعيين نُقشت أسماؤهم بحروف من نور داخل محاريب الجامعات التى عملوا بها طوال رحلة عطائهم الممتدة لسنوات طويلة.

منذ 40 عاماً، بدأت رحلته العلمية، وتحديداً فى مايو 1978م، حيث تخرج الدكتور مصطفى رجب فى كلية التربية بجامعة أسيوط وكان الأول على دفعته وتم تعيينه معيداً بها فى أول محطة علمية فى حياته ومنها انطلق إلى المحافل الدولية راسماً أروع الصور الذهنية عن الباحث المصرى.

مصطفى رجب حكى لـ«الوطن» عن أبرز النقاط المضيئة فى رحلته العلمية الممتدة على مدار 40 عاماً قائلا إنه تولى عمادة معهد السلطان قابوس العام للدراسات الإسلامية بسلطنة عمان عام 1989م وكان عمره 34 عاماً رغم وجود أساتذة بالمعهد عمرهم 55 عاماً آنذاك، مشيراً إلى أن زياراته العلمية امتدت إلى 10 دول عربية وأشرف على أكثر من 250 رسالة بحثية داخل مصر وخارجها، وتابع: «كنت وحيد أسرتى فلم أعانِ حرماناً من أى شىء وورثت مكتبة عن أبى، توارثها هو عن جدى، فكان لها الفضل فى تشكيل طفولتى ووجدانى وساعدتنى فى مسيرتى العلمية».

«من دواعى فخرى أننى أنشأت المعهد العالى للدراسات الإسلامية والعربية بالكاميرون ورشحت له شخصيات مصرية للتدريس به وما زال المعهد قائماً إلى الآن ويمنح درجة البكالوريوس فى العلوم الإسلامية لأبناء الكاميرون».. هكذا تحدث «رجب» عن أبرز إنجازاته العلمية، مضيفاً أنه كان حديث الصحف ووسائل الإعلام الإندونيسية عام 2009م عندما شارك فى وضع نظام تعليمى لأبناء إقليم «آتشيه» بمختلف مراحلهم الابتدائية والإعدادية والثانوية، وكان المشارك العربى الوحيد.

ورغم بلوغه سن المعاش منذ عامين، لم يتوقف «رجب» عن العطاء وما زال يمارس عمله مدرساً بجامعة سوهاج، مع استمراره عميداً لكلية التربية بجامعة طرابلس اللبنانية، التى اختير عميداً لها عام 2015م، ويدير عمله من خلال «الإيميل»، باستثناء سفره أحياناً إلى لبنان لحضور حفل تخرج أو مناقشة رسالة علمية.

فى كلية التربية النوعية يدرس الطلاب مادة التصوير وهى من المواد المقتصر دراستها داخل جدران الكلية، ولكن نهى عبدالعزيز، أستاذ الرسم والتصوير بجامعة عين شمس، لاحظت قيام الطلاب بشراء اللوحات والألوان لمجرد الحصول على درجة فى المادة مع تزايد نسب الغياب، فقررت كسر هذه القاعدة الراسخة لخدمة المجتمع والبيئة المحيطة، والبداية كانت فى مارس الماضى من جراج الكلية الملىء بالقمامة، حيث قامت نهى باصطحاب طلابها لتنظيف الجراج ورسم جدارياته بدلاً من الرسم على اللوحات، بالجهود الذاتية للطلاب لتعزيز روح الانتماء للكلية، فتبدل شكل الجراج من مقلب للقمامة إلى مجموعة من اللوحات الفنية الرائعة، وافتتح أعمال التطوير ورسم الجداريات نائب رئيس الجامعة الدكتور نظمى عبدالحميد، ليبدأ التنسيق بين جامعة عين شمس ورئاسة حى الوايلى فى تجميل أسوار الحى.

الفكرة بدأت تنتشر بين طلاب الكلية وذاع صيتها مع إصدار نائب رئيس الجامعة أمر تكليف للدكتورة نهى بتجميل سور المدينة الجامعية (بنين) بالتعاون مع رئاسة حى الوايلى، وعن هذه التجربة قالت: «بدأنا العمل فى شهر رمضان وتكفلت الجامعة بالدهانات وتكفلت رئاسة الحى بوجبات إفطار للطلاب المشاركين فى رسم جداريات السور، وشارك 80 طالباً وطالبة فى هذه التجربة لمدة أسبوعين وتم رسم جداريات بطول 165 متراً وعرض 7.5 متر» فى مبادرة أطلق عليها «معاً نرتقى».

ورسخت الدكتورة نهى فكرة وجود الأستاذ الجامعى وسط طلابه فى الشارع وليس فقط فى الكلية أو حتى الجامعة، وأضافت: «لو الدكتور اتصاحب على الطالب هيكون نسخة منه ولو شد عليه مش هيلاقى إنتاج»، مشيرة إلى وجود جروب «واتس آب» يربطها بطلابها لمناقشتهم فى مشاكلهم اليومية وتقديم المساعدة لهم خاصة مع مشاركتهم فى أعمال رسم أعمدة كوبرى العباسية التى قاربت على الانتهاء، بإجمالى كيلومتر، شاملاً منازل الكوبرى ومطالعه و25 عموداً أسفله. «حامد فيزى»، المعيد بكلية الآداب جامعة سوهاج، نموذج مختلف؛ لأن له تجربة مختلفة عن الآخرين، وعنها قال: «أصر والدى على دخولى الثانوى الصناعى باعتباره لا يتطلب الحضور إلا فى الامتحانات حتى أتمكن من العمل لمساعدته فى الإنفاق على إخوتى الثمانية، ومع إصراره الشديد لبّيت رغبته».

وأضاف «حامد» أنه لم يستطع التكيف مع الوضع فى الثانوى الصناعى بعد مرور 20 يوماً فقط على التحاقه، لأن أحد زملائه كان يقنعه بالتدخين، والآخر يطرح عليه فكرة الجلوس على المقهى المجاور للمدرسة لمعاكسة البنات، فطلب من والده التحويل للثانوى العام، فوافق بعد إلحاح منه وهو يقول «ربك يدبرها».

«حامد» اجتهد وبذل مجهوداً كبيراً ليثبت لأبيه أنه كان محقاً فى اختياره، فاجتاز الثانوية بنجاح والتحق بكلية الآداب قسم الإعلام فى جامعة سوهاج، وعُين معيداً بالكلية عام 2014م.. «الوطن» التقت «حامد» للحديث عن مسيرته الناجحة فأكد أنه حصل على الماجستير الشهر الماضى بتقدير ممتاز مع التوصية بالطبع والتبادل بين الجامعات المصرية، مضيفاً أنه يسعى للحصول على الزمالة من كلية الدفاع الوطنى حتى يتمكن من التدريس بها، مشيراً إلى أنه ربط حياته الأكاديمية بالمهنية من خلال عمله مراسلاً لبوابة الأهرام الإلكترونية عامين متصلين، فضلاً عن مشاركته فى معسكرى «ميديا توبيا» السادس والسابع بالإسكندرية والفيوم برئاسة الإعلامى محمد سعيد محفوظ.


مواضيع متعلقة