بروفايل| «مرعى».. رحيل القاضى القوى

كتب: أحمد ربيع

بروفايل| «مرعى».. رحيل القاضى القوى

بروفايل| «مرعى».. رحيل القاضى القوى

خرج ببدلته الأنيقة، يجلس وسط الحضور الكثيف فى مؤتمر إعلان نتائج انتخابات رئاسة الجمهورية المصرية عام 2005، ويعلن الولاية الخامسة للرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، ليشتهر ممدوح محيى الدين مرعى، رجل القضاء، بهذه المناسبة الكبيرة، إثر توليه رئاسة اللجنة العامة للإشراف على الانتخابات وقتها، ليتدرّج بعدها فى عدد من الوظائف والمناصب فى السلك القضائى، كان آخرها وزيراً للعدل منذ 2006 وحتى ثورة 25 يناير فى 2011.

تاريخ طويل فى السلك القضائى قضاه «مرعى»، المولود فى الأول من أبريل عام 1938 بالقاهرة، بدأه معاوناً للنيابة فى عام 1957، ثم مساعداً للنيابة العامة حتى أصبح وكيلاً للنائب العام، ثم قاضياً بالمحاكم الابتدائية، حتى وصل إلى درجة مستشار بمحاكم الاستئناف ونائب رئيس محكمة استئناف، كما شارك فى عضوية اللجان الخاصة بتصفية الحراسات على أموال وممتلكات الأشخاص الخاضعين لأحكام القانون رقم 150 لسنة 1964 فى عام 1978.

أُعير «مرعى» إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للإسهام فى إنشاء محكمة استئناف دبى، وعمل قاضياً بها منذ عام 1979 حتى 1986، وكذلك امتدت مساهمته إلى دولة الكويت فى إنشاء إدارة التفتيش القضائى من عام 1995 حتى 2001، ثم عاد إلى بلده ليعيَّن رئيساً لمحكمة استئناف القاهرة، وفى عام 2003 تربع على كرسى رئيس المحكمة الدستورية العليا، ثم أحيل بعدها بنحو ثلاث سنوات إلى المعاش، وتربع بعدها على عرش الوزارة فى عام 2006 وحتى 2011.

لم يكن «مرعى» قاضياً فقط، بل كان بطلاً رياضياً أيضاً فى لعبة الملاكمة، وذلك فى عام 1975 بجامعة عين شمس، حيث ظل يزاولها لبضع سنوات، حتى فى أوقات عمله فى القضاء.

«مرعى»، الذى رحل اليوم عن عمر يناهز الـ80 عاماً، ترك خلفه إرثاً من المواقف الفارقة فى السلك القضائى، إذ عُرف بقوته التى دفعته لاتخاذ قرارات صارمة من أجل تطهير القضاء وإزالة ما لصق بثوب العدالة من شوائب، فخلال رئاسته للتفتيش القضائى أحال العديد من القضاة للصلاحية ومجالس التأديب لخروجهم على مقتضيات العمل القضائى والانحراف عن عادات وتقاليد القضاء الراسخة التى آمن بها فى كل خطواته.


مواضيع متعلقة