عن التدريس بالغناء والتمثيل والرقص والإفيهات.. دليل الطالب إلى «السنتر»

عن التدريس بالغناء والتمثيل والرقص والإفيهات.. دليل الطالب إلى «السنتر»
- أرض اللواء
- أفلام الكارتون
- إحدى المدارس
- التواصل الاجتماعى
- الثانوية العامة
- الحمد لله
- الدروس الخصوصية
- الدور الأول
- الصف الأول الثانوى
- آفات
- أرض اللواء
- أفلام الكارتون
- إحدى المدارس
- التواصل الاجتماعى
- الثانوية العامة
- الحمد لله
- الدروس الخصوصية
- الدور الأول
- الصف الأول الثانوى
- آفات
إعلانات ولافتات ملونة، تملأ جدران الشوارع، لسناتر الدروس الخصوصية لطلبة المدارس فى مختلف الصفوف التعليمية، بالإضافة إلى إعلانات مواقع التواصل الاجتماعى، كلها أساليب يستخدمها مدرسون لجذب الطلاب، منهم من اتخذ ألقاباً منها: «الجنرال»، و«الملك»، و«الدكتور»، و«الفيلسوف»، بعد أن حقق رواجاً بين الطلاب، فأصبحوا يتهافتون على حضور حصص له، حتى ولو كلفهم هذا مئات الجنيهات.
صورة له وهو يشرح ومن ورائه عدد كبير من الطلاب على مواقع التواصل الاجتماعى.. رأى مصطفى على، مدرس رياضيات بمنطقة شبرا مصر، أنها خير وسيلة للإعلان عنه، لأن الطلاب دائماً يذهبون للمدرس الذى يكون الإقبال عليه كبيراً: «صفحتى الشخصية على الفيس بوك، بانزل عليها دايماً صور القاعات اللى بشرح فيها فى المراكز»، يعمل «مصطفى»، صباحاً، فى إحدى المدارس الإعدادية الحكومية بمنطقة شبرا، منذ تخرجه فى كلية التربية، جامعة القاهرة، بعدها يتوجه للعمل فى المراكز: «مرتب المدرسة ما يكفنيش، لكن مرتبى من المراكز بيسند معايا شوية»، معترفاً أن طريقة شرحه بالمدرسة تختلف تماماً عن شرحه بالدرس الخاص: «حصة المدرسة وقتها ما بيسمحش إنى أحل مع الطلبة مسائل كتير، وكمان أغلبهم معايا فى الفصل بيكونوا مع مدرسين بره».
قاعة مناسبات يحجزها «محمد علاء»، مدرس اللغة العربية فى مدرسة ثانوية حكومية بمنطقة فيصل، خلال أيام المراجعة النهائية، وذلك لكثرة عدد طلابه ويؤكد أن سبب إقبال الطلاب عليه هو إجادته فى شرح النحو: «النحو أتقل فرع فى العربى، عشان كده بيحتاج لطريقة شرح معينة». ولا يخفى «علاء» سروره بتزايد الإقبال عليه: «الحمد لله الطلبة عندى بيقولوا لزمايلهم عنى فالعدد بيزيد باستمرار».
«منهج التاريخ كله المستر عامله لنا أغنية، وفى آخر التيرم اللى يقولها صح له هدية دهب» تقولها «ضحى سيد»، الطالبة بالصف الثانى الثانوى، أدبى، وهى تصف مدرسها «الخصوصى» لمادة التاريخ بمنطقة شبرا الخيمة: «أول ما دخلت أولى ثانوى سمعت عن مدرس بيحفظ الطلبة منهج التاريخ كله على هيئة أغنية، وفعلاً رحت وقفلت امتحان سنة أولى، ودخلت أدبى عشانه». وتؤكد «ضحى»: «بنبقى فى القاعة أكتر من 60 طالب، بس بفهم كويس وبقدر أحفظ ورا المستر، عكس المدرسة بنكون عدد قليل لكن ما بنستفيدش حاجة».
فى شارع ضيق بمنطقة أرض اللواء، يحتشد عدد كبير من طلاب الصف الثالث الثانوى، أمام أحد مراكز الدروس الخصوصية، فى انتظار مدرس اللغة العربية «شريف البشير»، الملقب بـ«الصلب الذى لا يصدأ». عبدالرحمن سيد، طالب فى كلية الهندسة، يقول إنه كان حريصاً على حضور حصص «الصلب» أثناء دراسته فى الثانوية: «مش أى حد يقعد قدام البشير، لأنه لو حس إن فيه عدم اهتمام وعدم تركيز من الطلبة ممكن يطرد 60 طالب ويخلى أربعين بس». وقال إن عدد الطلبة فى الحصة الواحدة لـ«البشير» 100، يدفع كل منهم 35 جنيهاً للحصة الواحدة شاملة الملزمة، بحسب حازم حسن، أحد جيران المركز.
يعمل «البشير» فى تدريس اللغة العربية منذ 28 عاماً، بدأ عمله بمدرسة الأورمان، لكن المرتبات الضعيفة دفعته للانقطاع عن العمل والتدريس فى «السناتر»: «لو المدرس بيشتغل بما يرضى الله ما كانش الطالب هيروح للسنتر». يقولها البشير مشيراً بزهو إلى قدرته على توصيل المعلومات للطالب: «لو طالب حاسس إنه بياخد كفايته من التعليم فى المدرسة مش هيجيلى».
«محمد العسكرى» أحد أشهر أساتذة التاريخ للمرحلة الثانوية، بمنطقة مصر الجديدة، اعتاد أن يخرج على طلابه فى أحد سناتر المنطقة بأزياء «محمد على»، و«سعد زغلول»، والرئيس «السادات»: «اكتشفت أن الطريقة دى بتساهم فى توصيل المعلومة لهم ونتائجها بتكون فى نهاية العام الدراسى إيجابية». وقال إن تلك الأفكار تكلفه مبالغ كبيرة لكن حبه للطلبة يدفعه إلى ذلك: «لو بشرح درس متعلق بسعد زغلول بتكلم بنفس طريقته وبمثل لهم كل حاجة كان بيعملها، ولو فيه عبارة هامة على لسانه بقولها وهما بيرددوها ورايا بنفس الطريقة، لأن ده بيسهل عليهم الفهم وبتثبت فى دماغهم أكتر».
لا يكتفى «العسكرى» بذلك، بل يوزع مكآفات عليهم كنوع من التحفيز، بحسب كلام الطالب«وليد الشاعر»: «بيشجعنا إننا نذاكر المادة أولاً بأول لأن الأفضل بياخد هدية، ولما بيمثل الشخصية بيعلقنا بيها وفى الامتحان بيبقى سهل علينا نتذكرها».
طريقته وأساليبه المختلفة فى الشرح عن طريق أفلام الكارتون وتأليف المقطوعات الموسيقية و«الألش» جعلت اسم «عبدالرحمن جمال» يتردد كثيراً بين طلاب الصف الثالث الثانوى فى العباسية والمناطق المجاورة، حتى أطلق عليه طلابه «وحش اللغة الإيطالية»، فأصبح السنتر الخاص به مقصداً للطلاب، يأتون إليه من عدة مناطق كـ«المقاولون»، و«منشية ناصر»، رغم أن فيها مراكز للدروس.
داخل السنتر وفى إحدى القاعات بالدور الأول تجلس شيماء حسن التى تدرس فى الصف الثالث الثانوى «علمى علوم» فى المقعد الأول المواجه لسبورة الشرح تنتظر بداية الحصة وتقول فى شغف: «حبيت طريقة مستر جمال بسبب سهولة الشرح عن طريق مثلاً إنه بيعرض فيلم كارتون زى توم وجيرى باللغة الإيطالية ويعرضها على بروجكتور وده بيخلى الكلمات تفضل فى دماغنا وبنحفظها وبنطلع من الحصة بحصيلة كلمات كتيرة بعد ما كنا بنتعب جداً على ما بنحفظ كلمة واحدة، وفضلته عن باقى المدرسين لأن كل اللى كنت باخد معاهم بيعتمدوا على الحفظ بس».. الشرح باستخدام الأغانى والمسرحيات، كانت السبب الرئيسى الذى دفع محمد سليمان طالب الصف الثالث الثانوى «علمى رياضة»، الذى يقيم بمنطقة «المقاولون» أن يبدأ دروس اللغة الإيطالية منذ الصف الأول الثانوى وحتى الثالت مع الأستاذ ذاته: «مستر عبدالرحمن بيعمل مثلاً الكلمات الجديدة على شكل أغنية ونقعد نغنيها لحد ما نحفظها، ده غير إننا بنعتبره أخ كبير لينا يعنى معاملته كويسه جداً ولو فيه حد مش فاهم حاجة ممكن يعيد مرة واتنين وتلاته من غير ما يزعق أو يجرح حد»، كما يقوم مدرس اللغة الإيطالية باعتماد «الألش» كأسلوب للشرح فمثلاً يقوم بربط بعض الكلمات الإيطالية بكلمات أو جمل عربية ساخرة حتى تعلق فى ذهن الطالب.
«محمود درويش.. غيره مفيش»، يرددها العاملون فى أحد مراكز الدروس الخصوصية بمنطقة الوراق، للإعلان عن مدرس الجغرافيا لطلاب الثانوية العامة. أحمد جمعة -35 عاماً، وصاحب المركز- يقول إن درويش ظهر عام 2014 مع المناهج الجديدة، واستطاع أن يحقق نجاحاً مختلفاً بسبب تقديمه المادة العلمية بطرق تعتمد على الفهم ثم الحفظ، ما دفع مئات الطلبة للإقبال عليه، خاصة مع وسائل الجذب التى يستخدمها: «السنة اللى فاتت طلعنا رحلة 10 أوتوبيسات لوادى الريان، الرحلة اتكلفت 150 ألف جنيه، ومفيش ولا طالب دفع جنيه واحد». وأوضح أن درويش لا يعمل فى أى مدرسة حكومية أو خاصة، لكنه متفرغ تماماً للتدريس فى المركز.