في ذكرى وفاته.. شادي عبدالسلام ورحلة الوصول بـ"المومياء" للعالمية

كتب: نورهان نصرالله

في ذكرى وفاته.. شادي عبدالسلام ورحلة الوصول بـ"المومياء" للعالمية

في ذكرى وفاته.. شادي عبدالسلام ورحلة الوصول بـ"المومياء" للعالمية

يمتلك مفردات وأدوات مختلفة شكلت تفرده كسينمائي من طراز خاص، اكتسب مجموعة من الخبرات المتعددة جعلت منه فنان صاحب رؤية نافذة، ما بين الدراسة في أعرق مدارس الإسكندرية الكوزموبوليتانية والتي انفتح فيها على ثقافات وجنسيات مختلفة، ودراسة فنون المسرح في لندن، والفنون الجميلة بالقاهرة، بالإضافة إلى حب السينما التي خاض غمارها بقلب شجاع تواق للمزيد، فكان فيلمه الروائي الطويل الوحيد "المومياء" بمثابة بصمة في تاريخ السينما المصرية.

وجاء في المركز الثالث بقائمة أفضل 100 فيلم مصري، وبالرغم من مرور 32 عامًا على رحيل المخرج شادي عبدالسلام، إلا أن اسمه مازال يتردد كواحد من أهم السينمائيين المصريين على مر التاريخ.

العمل كمهندس معماري لم تكن فكرة مطروحة أمام الشاب، الحاصل على درجة الامتياز في العمارة من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1955، فالسينما كان العالم الأرحب والساحر أمامه، فكانت البداية مع المخرج صلاح أبوسيف في فيلم "الفتوة"، والذي اقتصر دوره على تدوين الوقت الذي تستغرقه كل لقطة في الفيلم، وعمل بعد ذلك مساعدًا مع أبوسيف في مجموعة من الأفلام، وبعد ذلك عمل في تصميم ديكور وملابس مجموعة مهمة من الأفلام في تاريخ السينما منها "وإسلاماه"، "بين القصرين"، "الناصر صلاح الدين"، "رابعة العدوية"، و"شفيقة القبطية"، ولم يقتصر عمله على السينما المصرية فقط، بل عمل كمصمم للديكور والملابس في الفيلم الأمريكي "كليوباترا"، والبولندي "فرعون" عام 1966.

الانتقال إلى الإخراج لم تكن فكرة وليدة اللحظة، بل ساهم في تدعميها عمل "عبدالسلام" مع المخرج الإيطالي روسيلليني، في فيلم "الحضارة"، فكانت قصة عائلة "عبدالرسول" التي تعمل في سرقة وبيع التوابيت الملكية الفرعونية، ووصول السلطات المحلية إليهم بعد ما وجدت بعض القطع الآثرية في السوق الأجنبية، فأنتهى الأمر باكتشافهم المقبرة بعد اختلاف اللصوص فيما بينهم.

كانت القصة الحقيقية الفكرة التي انطلق منها المخرج الشاب ليصنع تحفته الفنية الخالدة، وحقق فيلم "المومياء" نجاح كبير في مجموعة من المهرجانات والمحافل السينمائية حول العالم، يعود تاريخ إنتاج الفيلم إلى عام 1969، وشارك في عدد من المهرجانات من بينها، "فينيسيا، فرطاج، سيدني، سان فرانسيسكو، شيكاغو، بلجراد، كارلوفيفاري، ومهرجان برلين"، بالرغم أن الفيلم كان التجربة الإخراجية الأولى بالنسبة لـ "عبد السلام".

تلى "المومياء" مجموعة من التجارب التسجيلية والروائية القصيرة، حيث الحضارة الفنية كانت الملهم الأبرز للمخرج ودخل إلى أعماق مصر الفرعونية القديمة في أعمال منها "شكاوى القروي الفصيح"، "آفاق"، "كرسي توت عنخ آمون"، "الأهرامات وما قبلها"، و"مأساة البيت الكبير" كما تولى منصب مدير مركز الأفلام التجريبية بوزارة الثقافة عام 1970، وخلال تلك الفترة كان يعمل على سيناريو مشروع فيلم الطويل "إخناتون" ولكنه لم يستكمله، ورحل في الـ 8 أكتوبر عام 1986.


مواضيع متعلقة