طفل يجمع القمامة من تحت أقدام صانعى الفخار: «بكرة أبقى زيكو»

كتب: إنجى الطوخى:

طفل يجمع القمامة من تحت أقدام صانعى الفخار: «بكرة أبقى زيكو»

طفل يجمع القمامة من تحت أقدام صانعى الفخار: «بكرة أبقى زيكو»

بعين واحدة والأخرى مغلقة نظر من ثقب الباب ليرى العالم الآخر الذى يتمنى أن ينتمى إليه. دهشة وإعجاب وفرحة.. مشاعر كثيرة انتابته وهو يشاهد أطفالاً يلعبون ويضحكون ويمرحون وهم يشكلون الأوانى الفخارية، فتمنى أن يصبح واحداً منهم. فى المركز الثقافى «درب 1718» حيث الورش الفنية التى تقام للأطفال، يعمل الطفل أحمد كريم الذى لم يتجاوز 10 سنوات، عامل نظافة، يتمنى أن تتحول أدواته من المقشة والجاروف إلى عجينة الفخار ليصنع منها أشكالاً أكثر جمالاً من التى يراها ويعجب بها الآخرون. يسكن أحمد فى شقة صغيرة، خلف شارع «الفخارين» بمصر القديمة، عبارة عن حجرة وصالة، تضمه هو وإخوته، لم يعرف كيف يساعد والده، الذى يعمل فى مصنع زيوت، خاصة حين سمعه وهو يرثى حالهم «البيت من غير قرش ولا يسوى»، فقرر على الفور، أن يكون عامل نظافة فى هذا المركز. مع شروق الشمس كل يوم، تجد أحمد يقف فى مكانه المخصص، مرتدياً «قميص كاروه وشورت بنى»، ليمارس مهامه، التى تتمثل فى تنظيف المكان، ونقل المعدات والأجهزة إلى المخازن، ثم يعود مسرعاً إلى البيت، ليعطى «اليومية» لوالده، ثم يشرع فى مراجعة بعض دروسه المدرسية، قبل أن ينام. علامات البراءة، التى ارتسمت على وجهه، ولمحة الشقاوة، التى تطل من عينيه الزرقاوين، أُضيف إليها الإعجاب والشغف، حين رأى «ورش الخزف»، التى يقيمها المركز من حين وآخر، فما إن يعرف موعدها، حتى يترك عمله على الفور، ويقف ليتابع الأطفال. «انت هتسيب الشغلانة اللى بتجيب قرش وتلعب»، كلمات صدمه بها والده، حين أخبره برغبته فى تعلم صنع الأوانى الفخارية، فبكى كثيراً بغرفته، وتساءل ألست طفلاً مثل هؤلاء الأطفال؟ لم ييأس أحمد، وظل يلح على والده، حتى سمح له بممارسة هوايته، ولكن لمدة يوم واحد فى مهرجان «مواويل»، الذى نظمه «درب 1718»، لتخرج من تحت يده أحلى «فازة» خزفية، ووسط إعجاب الحضور، خاطب الأطفال الموجودين حوله قائلاً: «لما أكبر هافتح ورشة كبيرة، أعلم فيها الأطفال صنع الخزف، ومش هاعمل زى أبويا».