ماذا بعد امتلاك سوريا منظومة "إس- 300"؟.. محلل لبناني يجيب

ماذا بعد امتلاك سوريا منظومة "إس- 300"؟.. محلل لبناني يجيب
نشرت وزارة الدفاع الروسية صورا لتسليم منظومة "إس- 300" إلى الجانب السوري، وتم عرض المشهد على قناة "تي في -24 "الروسية، وتوضح الصور كيف تم تفريغ منظومة صواريخ "إس- 300" من طائرة نقل عسكرية، وجرى التفريغ ليلا.
وجاء ذلك بعد أن أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، أمس الثلاثاء، خلال اجتماع الرئيس الروسي بأعضاء مجلس الأمن الروسي، أنه طبقا لقرار الرئيس، بدأ بتنفيذ عدد من التدابير الموجهة لتعزيز أنظمة الدفاع الجوي السورية، والتي تهدف في المقام الأول إلى حماية العسكريين، مؤكدا استكمال توريد منظومة "إس- 300"، وتشمل 49 وحدة من المعدات: رادارات استشعار، أنظمة التعريف الرئيسية، وآلات التحكم، وأربعة منصات إطلاق، وفقًا لما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وأشار شويجو، إلى أن تدريب وحدات وطواقم الجيش السوري على منظومة صواريخ "إس- 300" يحتاج لمدة ثلاثة أشهر، ولكن بعد أن تم تمرير تلك المنظومة الدفاعية إلى سوريا، هل يمكنها ردع إسرائيل من التدخل كل آن والآخر في الداخل السوري بزعم استهداف عناصر من الحرس الثوري الإيراني وتنظيم "حزب الله" اللبناني؟.
المحلل السياسي اللبناني، نضال السبع، يرى أنه لا شك أن تسليم روسيا "إس 300" لسوريا يعد خطوة إستراتيجية كبرى تغير مجرى الأمور والمعارك في الحرب السورية، مشيرًا إلى أنه من المعروف أن إسرائيل ومنذ 7 سنوات تدعم العديد من الفصائل السورية، و"عندما انهارت هذه الفصائل وجدنا أن الإسرائيلي خرج بالغارات واستهدف دمشق، والعديد من القواعد العسكرية السورية والإيرانية".
وتابع: "من المعروف أن الجيش السوري والروسي عندما وصلا إلى دير الزور اكتشفا أن الكثير من أسلحة داعش الإرهابي هي من سلاح إسرائيلي وهذا مؤشر على أن إسرائيل تدخل في الحرب السورية عن طريق تنظيمات مجهولة المصدر، وعندما انكفأت هذه التنظيمات وجدنا أن الإسرائيليين بدأوا بسلسلة كبيرة من الغارات، اليوم بعد مقتل 14 عسكري روسي في الطائرة الروسية التي سقطت، اتخذت روسيا قرار بمد سوريا بـ(إس 300)"، مشيرًا إلى أهمية هذه الصوارخ التي تستطيع استهداف الطائرات على بعد 250 كيلومتر، بمعنى أن الأراضي السورية بالكامل محمية بفعل ودودها، لافتًا إلى أن الأمر الثاني أن الأراضي اللبنانية أصبحت مغطاة بشكل كامل.
وتابع السبع أنه "من الملفت أن الإسرائيليون يستهدفون سوريا من خلال الأراضي اللبنانية"، موضحًا أن ذلك لأن الجيش السوري بعد انسحابه في 2005، بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، كانت أغلب منظومات الصواريخ والأرصاد الأرضية في منطقة ضهر البيدر القريبة من بعلبك، وفي تلك المنطقة هناك سلسلة كبيرة من الجبال المرتفعة، وبالتالي بعد انكفاء سوريا إلى داخل سوريا وانسحابها من لبنان أصبحت دمشق مكشوفة بالكامل بفعل هذه سلسلة الجبال".
وقال المحلل اللبناني: "قبل الانسحاب السوري من لبنان كانت الأرصاد الجوية موجودة وكانت دمشق محصنة بشكل كبير، بوتين عندما أعطاهم الصواريخ حمى دمشق، وسوريا الآن قادرة على استهداف الطائرات الإسرائيلية، ولكن هل هذه المنظومات سوف تشكل حماية كاملة، أعتقد أن الاستهداف الإسرائيلي لن يتوقف تجاه سوريا، لكن سوف تحد من الكثير من العمليات التي تستهدف سوريا".ولفت السبع إلى أن هناك أمر آخر وهو أن إسرائيل ليست مستعدة لفقدان أي من طياريها من أجل استهداف سوريا، لأنه من الممكن أن يتعرض للقتل أو الأسر، بالتالي الحكومة الإسرائيلية لن تجازف بإرسالهم لاستهداف سوريا، وخصوصًا بعد وصول إس 300 لإسرائيل، مؤكدا: "نتجه إلى تغيير كبير في مجرى الأمور".