"الراعي": خطاب السيسي بالأمم المتحدة رسالة عميقة للعالم من دولة قيادية

كتب: محمد بركات

"الراعي": خطاب السيسي بالأمم المتحدة رسالة عميقة للعالم من دولة قيادية

"الراعي": خطاب السيسي بالأمم المتحدة رسالة عميقة للعالم من دولة قيادية

قال اللواء الدكتور عبد الوهاب الراعي، خبير الجريمة المنظمة والأستاذ الزائر بأكاديميات الشرطة العربية، إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الدورة 73 يعد رسالة للعالم تتسم بالدقة والعمق من خلال مدلولها الصريح والضمني والتي لا تصدر في مثل هذه المحافل الدولية إلا من دولة قيادية وقوية تدرك بفاعلية محتوى وأبعاد مسؤولياتها الوطنية والعربية والإفريقية في إطار المظلة العالمية من خلال الحفاظ على دوائر أمنها القومي.

أضاف الراعي، أن تلك الرسالة ستدركها الدول جيدا لا سيما الكبرى منها من خلال المسؤولين عن قراءة وتحليل خطابات القادة بأجهزة مخابراتهم، وأنه هناك اتفاق إلى حد كبير في مضمون الخطابات الأربعة السابقة له في الأمم المتحدة فيما يتعلق بملفات ليبيا وسوريا واليمن والقضية الفلسطينية والإرهاب والنزاعات المسلحة الدولية والطائفية والموقف المصري الثابت تجاه الأحداث المتمثل في الحلول السلمية والسياسية ودور المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة.

تابع الأستاذ بأكاديمية الشرطة، أن هذا الخطاب يتميز بالمحاور الجديدة الهامة الصريحة والضمنية مثل التصريح إلى رئاسة مصر للمجموعة الـ77 والصين وهو ما يعد إشارة ضمنية للتاريخ الحضاري المصري نظرا لأن مصر والصين من أقدم الحضارات، بالإضافة إلى طبيعة العلاقة القوية بينهما الحالية والمستقبلية في إطار سياسة مصر المتوازنة مع القوى العالمية الكبرى، واستخدم الرئيس لغة الأرقام للإشارة للدور المصري العالمي للمساهمة في تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة مثل اشتراك مصر منذ نحو 70عاما في تأسيس المنظمة وأنها سابع أكبر مساهم عالميا في عمليات حفظ السلام الأممية وسبق انتخابها كعضو بمجلس الأمن الدولي لـ6مرات، مضيفا أنه يدخل في هذا الإطار تناول الرئيس بالخطاب الشأن الإفريقي مع العربي والإقليمي عبر طرح أهمية تعزيز الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لا سيما مع اقتراب رئاسة مصر له عام 2019.

أوضح الراعي، أن ذلك جاء للتأكيد على الحلول السلمية للنزاعات المسلحة بدول إفريقيا الوسطى وجنوب السودان ومالي وأخرى، والإشارة الصريحة الجريئة للدعم المصري لا سيما العسكري للدولة الوطنية بليبيا وأيضا الخلل الذي أصاب المنظمة الدولية في أداء رسالتها.

وأشار الراعي، إلى ما ورد بالخطاب لأول مرة وباحتراف سياسي من إلقاء الضوء على العملية المصرية سيناء 2018 عبر طرحها كمرجعية ونموذج مصري فني وأيدولوجي وتنموي لتطوير سياسات مواجهة الإرهاب عالميا، وامتد أيضا إلى علاقة الإتجار في المخدرات والسلاح والبشر والهجرة غير الشرعية وصور الجريمة المنظمة كنماذج للنتائج السلبية الضارة للجميع الناتجة على تفكك المجتمعات بسبب الصراعات المسلحة.

ولفت خبير الجريمة، إلى أن الرد الضمني القوي من الرئيس على التصريحات الأخيرة من رئيس إحدى المنظمات الدولية للتدخل بشؤوننا الداخلية وأحكام القضاء المصري وذلك عبر طرحه قضية قصور المجتمع الدولي في التعامل مع كافة مجالات حقوق الإنسان بموضوعية بما فيها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية دون تسييس موضحا المرجعية الدستورية والقانونية المصرية في هذا الشأن وتطور تمكين الشباب والمرأة من البرلمان والمناصب التنفيذية وآليات التواصل معهم عبر المؤتمرات وغيرها، وأيضا الربط الذكي بين الشباب ومجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار مع أولويات رئاسة مصر للمجموعة الـ77 والصين.


مواضيع متعلقة