بريد الوطن| إغاثة الشيطان من مصائب الإنسان
بريد الوطن| إغاثة الشيطان من مصائب الإنسان
ابن قيم الجوزية له كتاب شهير يسمى «إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان» لكن بكل أمانة فى زمننا هذا وبعد «لكشة» الجرائم المتنوعة التى حدثت فى الفترة الأخيرة أرى أن الشيطان هو من يحتاج للإغاثة من مكر و«صياعة» الإنسان، فلا أعتقد أن هناك شيطاناً يقتل أخاه ليشترى «استروكس» أو شيطاناً يلقى أبناءه فى الترعة أو يزنى بمحارمه، أو شيطانة بعدما يكتشف زوجها خيانتها يكتشف أن أبناءه الثلاثة أبناء ثلاثة رجال مختلفين خانته معهم، وغيرها من الجرائم التى تجعل الشيطان يستعيذ من أصغر عيل من أولاد آدم، وجميعهم يعلقون جرائمهم على شماعة الشيطان، لأننا للأسف منذ طفولتنا عندما كان أهلنا يريدون منا الإقلاع عن أمر ما يقولون لنا إن الشيطان هو من يفعل ذلك، ولا أعلم كيف شاهدوا الشيطان وهو يفعل ذلك، خاصة إن كان الأمر لم يذكر فى القرآن، المهم كبرنا وكبرت معنا شماعة الشيطان التى نعلق عليها خيبتنا وضعف أنفسنا، واعتدنا «تلبيس إبليس» مصائبنا، رغم أن الجدع أصيع ما يستطيع فعله هو التسويس، وتراثنا المحكى والمكتوب ملىء بكثير من الادعاءات التى تحمل الشيطان ذنب معاصينا، بينما نبرئ أنفسنا تماماً مما يجعلنا نكابر ولا نعترف بعيوبنا ولا نجتهد لإصلاحها، بينما الرسول كان يستعيذ بالله من نفسه أولاً «اللهم أعوذ بك من شر نفسى ومن شر الشيطان وشركه»، بينما نحن نترك الحمار ونتشطر على البردعة، فهيا نكسر شماعة الشيطان ونكف عن تبرئة أنفسنا لنرتقى بها من الفجور للتقوى، فالشيطان ليس له أكل عيش مع الأنفس السليمة.
مصطفى سيد عبدالسلام
الدلاتون – منوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com
