"جدار ترامب مع المكسيك" يعود إلى الواجهة

04:36 م | الأحد 23 سبتمبر 2018

في 25 يناير 2017، وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أمرًا تنفيذيًا، بشأن بناء سياج على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، والذي قدر ترامب أن بناء الجدار سيكلف نحو 8 مليارات دولار، لتعزيز أمن الحدود مع المكسيك، ولوقف الهجرة غير الشرعية التي يعتبرها خطرًا أمنيًا، فيما قال منتقدوه إنه سيكلف ضعف هذا المبلغ.

ووافق "الكونجرس" الأمريكي حتى الآن على تخصيص 1.6 مليار دولار من أصل 25 مليارًا يطالب بها ترامب من أجل بناء الجدار.

وكان بناء حواجز تمتد على مسافة 2000 ميل على امتداد الحدود مع المكسيك أحد التعهدات الأساسية لترامب في حملته ابان الانتخابات الرئاسية.

وقال ترامب، في حديث تلفزيوني، في وقت سابق، إن العمل في بناء الحواجز في الجدار يبدأ خلال أشهر، مضيفا: "المكسيك ستعوض الولايات المتحدة بنسبة 100%، بالتأكيد عن كلفة بناء الجدار".

وكان ترامب في حملته الانتخابية يهاجم المكسك بسبب الهجرة غير الشرعية إلى بلادها وتهريب المخدرات.

وأشار ترامب، في حديث مع قناة "أيه بي سي" التلفزيونية، في 2017، إنه سيأخذ تكلف بناء الجدار بعد موافقة الكونجرس عليه من المكسيك، موضحًا: "سيكون هناك دفع، وسيكون في شكل محدد، وشكلا معقدًا بالطبع وسيكون مفيدا للمكسيك أيضًا".

وقال المتحدث باسم "البيت الأبيض"، في ذلك الوقت، شون سبايسر، إن "بناء هذا الحاجز أكثر من مجرد وعد انتخابي، إنه خطوة أولى منطقية من أجل تأمين فعلي لحدودنا التي يسهل اختراقها، هذا سيوقف تدفق المخدرات والجريمة والهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة".

وكان الرئيس المكسيكي السابق، إنريكي بينيا نييتو، أبدى أسفه لقرار ترامب بدء تشييد الجدار، متعهدًا بالدفاع عن المهاجرين المكسيكيين المقيمين في الولايات المتحدة، وقال في كلمة تلفزيونية، العام الماضي: "يؤسفني وأدين القرار الذي يفرق بيننا منذ سنوات بدلاً من أن يجمعنا"، مضيفا: "المكسيك لا تؤمن بالجدران، قلتها مرات عدة.. المكسيك لن تدفع لأي جدار".

واعتبر معارضون مكسيكيون أن قرار ترامب إهانة لبلادهم، ووصفوا القرار بأنه عمل عدائي، فيما أوضح عضو مجلس الشيوخ المكسيكي، ميجيل باربوزا: "هذه أعمال عدائية ضد المكسيك، وأمريكا اللاتينية، والعالم أجمع، والحرية".

وحذر باربوزا علماء من أن الجدار قد يعرض أكثر من 1000 نوع من الحيوانات للخطر.

وأعلنت السلطات الأمريكية، أمس السبت، بدء أعمال بناء جدار بارتفاع 5 أمتار على طول الحدود مع المكسيك، في بلدة "إل باسو" في تكساس، وقالت دائرة "الجمارك الأمريكية" وجهاز حماية الحدود في بيان، إن الجزء الجديد من الجدار يغطي، 6 كيلومترات من حدودنا مع المكسيك والتي يبلغ طولها ألفي ميل، موضحة، أنه سيحل مكان سياج موجود بين "إل باسو" في تكساس و"سيوداد خواريز" في المكسيك.

وأشار رئيس قوة الحدود في "إل باسو"، آرون هال، إلى أن الجدار الجديد سيكون أكثر متانة وفعالية في ردع الداخلين بطريقة غير شرعية، موضحًا أنه سيتم استبدال السياج الموجود بحاجز حديدي بطول 5.4 أمتار يسمح لعناصر الدوريات بمشاهدة الجانب الآخر من الحدود، فيما أشارت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، إلى أنه سينتهي العمل بالمشروع البالغة كلفته 22 مليون دولار خلال 7 أشهر.

وكانت المكسيك والولايات المتحدة وقعتا اتفاقية في عام 1970، تنص على وضع ضوابط ومعايير محددة حول تشييد أي أبنية على الحدود بين البلدين، كما نصت على أن أي بناء لا يجب أن يعرقل تدفق مياه الأنهار، وهي المتواجدة على الحدود بين المكسيك وتكساس، وكذلك حدود المكسيك مع أريزونا.

{left_qoute_1}

وإثر فوزه بالرئاسة في المكسيك، واجه اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور عدة تحديات صعبة في بلاده، أبرزها: "العلاقة مع ترامب والهجرة، وهذه المسائل كانت أيضًا أبرز محاور وعود الرئيس المنتخب والذي سيتولى منصبه في ديسمبر المقبل".

وقال أوبرادور: "لن نخوض مواجهة مع حكومة الولايات المتحدة، لن نخوض مواجهة مع الرئيس دونالد ترامب"، مؤكدًا أن المشادات الكلامية ليست الحل، وأن "بناء الجدران أو اللجوء للقوة لا يحلان مشكلة الهجرة التي تتطلب دبلوماسية".

{left_qoute_2}

وذكر موقع "بيزنس إنسايدر"، أنه في أغسطس الماضي، شكر الرئيس المكسيكي المنتخب، ترامب، لمعاملته المكسيكين بمزيد من الاحترام، وعدم الحديث بشكل مهين في الآونة الأخيرة.

وقال الرئيس المكسيكي المنتخب في يوليو الماضي، خلال كلمة له أمام حشد من أنصاره خلال حملة الانتخابات، وبخصوص الموقف العدائي لترامب من المكسيك، إنه سيتعامل معه من موقع الند للند، موضحا: "لن نسمح لترامب بأن يجعل منا جلادين لديه".

وأشار إنسايدر، إلى أن المكسيك ترغب في إقامة علاقة صداقة مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل وستعمل على تفادي الدخول في حرب تجارية معها.

ووصف أوبرادور، سياسة الرئيس الأمريكي، في مجال الهجرة بأنها لا مسؤولة وعنصرية، وفقًا لما ذكرته هيئة "الإذاعة البريطانية "بي بي سي".