"رياك مشار".. من التمرد إلى عودة الهدوء في "الغابة"

"رياك مشار".. من التمرد إلى عودة الهدوء في "الغابة"
- رياك مشار
- سلفاكير
- جنوب السودان
- السودان
- المتمردين
- زعيم المتمردين
- النوير
- الدينكا
- رياك مشار
- سلفاكير
- جنوب السودان
- السودان
- المتمردين
- زعيم المتمردين
- النوير
- الدينكا
بعد عدة أشهر من محاولات للصلح، نجح الأمر في التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة بين الفرقاء بجنوب السودان، حيث يحتضن اليوم، القصر الجمهوري، بالخرطوم، احتفالية بمناسبة التوقيع النهائي للسلام بين الفرقاء الجنوبيين، يحضره رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وزعيم المتمردين رياك مشار، في إطار تلبيته دعوة رئيس الجمهورية عمر البشير ضامن الاتفاق.
وتعود الأزمة في جنوب السودان إلى ديسمبر 2013، حيث اتهم سلفا كير الذي ينتمي إلى قبائل الدينكا، نائبه السابق مشار، وهو من النوير، بتدبير محاولة انقلابية، وفور ذلك اندلعت حرب أهلية بين الطرفين بالبلاد، وفي أعقابها تم إبرام اتفاق وسمح لمشار بالعودة إلى منصب نائب الرئيس وللبلاد، واضطر مشار للهرب من بلده، ووقع الطرفان عدد من اتفاقات وقف إطلاق النار لكنها لم تحترم، كان آخرها في 24 ديسمبر الماضي لكنه تم انتهاكه فور دخوله حيز التنفيذ.
وقبل ذلك، وطيلة 3 عقود، كان مشار شخصية محورية في المشهد السياسي في دولتي السودان ثم جنوب السودان، حيث عُرف عنه قدراته على المناورة السياسية والتنقل بين أطراف الصراع في لحظات مختلفة خلال الحرب بين الجنوب والشمال في السودان التي تواصلت لأكثر من عقدين قبل انفصال الجنوب، وكان يسعى في ذلك إلى تعزيز موقفه السياسي وقبيلته النوير، في جنوب السودان، وفقا لموقع "بي بي سي"، مضيفا أن "النوير" هي ثاني أكبر جماعة اثنية في جنوب السودان، وتتقاسم السلطة مع قبائل الدينكا التي تمثل الأغلبية.
ولد مشار، عام 1953، في مدينة لير بجنوب السودان، ولكنه انتقل إلى الشمال بسبب دراسته، وتخرج في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم، ثم سافر إلى بريطانيا وحصل عام 1984 على الدكتوراه في الهندسة الصناعية والتخطيط الاستراتيجي من جامعة برادفورد، وخلال تلك الفترة تزوج من موظفة الإغاثة البريطانية إيما ماكيون عام 1991، والتي توفيت بعد ذلك بعامين، في حادث سيارة في العاصمة الكينية نيروبي.
وبعد عودته إلى من بريطانيا إلى "الغابة"، وهو مصطلح يطلقه أبناء جنوب السودان على من يتجه إلى التمرد، انضم إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان برئاسة جون قرنق، التي قادت الكفاح المسلح ضد حكومات الخرطوم عام 1983، ولكنه انفصل عنها مع مطلع التسعينات، وأسس حركة منفصلة لعدة سنوات، تفاوض خلالها مع حكومة الخرطوم ما أسفر عن توقيع اتفاق للسلام بينهما عام 1997، وأصبح رئيس مجلس تنسيق الولايات الجنوبية، ثم مساعدا للرئيس السوداني عمر البشير حتى 2000، ليعود فيما بعد إلى التمرد العسكري.
في عام 2005، وقع اتفاق السلام لإنهاء النزاع في السودان، وتولى مشار منصب نائب رئيس حكومة جنوب السودان، واستمر فيه حتى بعد إعلان دولة جنوب السودان عام 2011، حتى إقاله سلفاكير في تغيير وزاري، يوليو 2013.
وفي ذلك الحين لعب دور الوسيط بين الحكومة الأوغندية وحركة جيش "الرب" للمقاومة المتمردة، حيث كان يراها التهديد الأكبر للمنطقة، الذي يمكن أن يهدد أيضا استقرار جنوب السودان، الذي تمتلك فيه قواعد عسكرية، ورغم أنه لم يتمكن من التوصل لاتفاق بين الطرفين إلا أنه مؤيديه يرون أنه كان مؤثرا بالاتفاقيات، فيما يرى معارضيه أنه لديه قسوة كبيرة قشوة كبيرة في التعامل مع الأحداث، مدلليل على ذلك بقتل وقمع القوات الحكومية للجنرال جورج آثور، الذي أتهم بالتمرد لصالح حكومة الخرطوم التي نفت ذلك.
ومنذ إقالة مشار، بزغت الأزمة بينه وبين سلفاكير، حيث أعلن زعيم المتمردين نيته الترشح لقيادة الحزب الحاكم في جنوب السودان، ما يؤهله لخوض الانتخابات الرئاسية في عام 2015، فيما اتهمه كير بالتخطيط لانقلاب، واصطدمت القوات الحكومية مع قوات اتهمتها بالتمرد داخل الجيش.