عمل عتالا فى سوق «الخضار» وتحدى عائلته.. قصة التحاق «بهظ بيه» بالفن

كتب: أحمد حسين صوان

عمل عتالا فى سوق «الخضار» وتحدى عائلته.. قصة التحاق «بهظ بيه» بالفن

عمل عتالا فى سوق «الخضار» وتحدى عائلته.. قصة التحاق «بهظ بيه» بالفن

للفنان الراحل جميل راتب، مواقف إنسانية كثيرة تعبر عن معدنه المصرى الأصيل، فكان يحب التقرب من عامة الناس مع الأخذ فى الاعتبار أنه نشأ فى أسرة أرستقراطية، وبسبب رفضها عمله فى مجال الفن والتمثيل، آثر أن يعتمد على نفسه، وعمل بمهن شاقة كالعتالة ليوفر لنفسه قوت يومه، وليظفر لنفسه بالاستقلالية وحرية التوجه والقرار.

الراحل كانت له أحاديث تليفزيونية كثيرة تحدث فيها عن سيرته الذاتية، وأبرز المراحل المؤثرة فى مشواره مع الحياة، فيروى أنه رغم انتمائه إلى عائلة أرستقراطية، لكنه لم يشعر بالأريحية داخل هذه الطبقة، وقرر أن يُحقق الحلم الذى كان يراوده منذ صغره، أن يدخل عالم التمثيل، رغم اعتراض أسرته، التى كانت ترى بأنه من «العيب» أن يلتحق أحد أفرادها بمجال الفن.

قال إنه كان خجولاً وانطوائياً فى طفولته، لكنه اكتسب شعور الثقة بالنفس، فور وقوفه على خشبة المسرح لأول مرة داخل المدرسة، وانتباه الجمهور لدوره فى إحدى المسرحيات، «حسيت إن بقى ليا وجود، وأصريت أن أنجح فى هذا المجال»، فذلك الموقف دفعه إلى الأمام رغم أدائه المتوسط آنذاك. سافر إلى لندن، فور انتهاء الحرب العالمية الثانية، لاستكمال دراسته المتعلقة بالحقوق والسياسة، حيث شددت عليه أسرته بعدم البحث عن فرصة تمثيل هناك، لكنه اتجه إلى دراسة التمثيل فى لندن وشارك فى أعمال فنية: «أول ما شُفت اسمى على الأفيش كان يوم جميل جداً»، عائلته علمت بفعلته، الأمر الذى دفعهم إلى توقفهم عن مساعدته مادياً وإرسال أموال له، لكنه لم يتراجع عن قراره.

عمل بمهن عدة لكى يستطيع الإنفاق على نفسه وتحقيق حلمه الفنى، منها مترجم، «جرسون» داخل المقاهى، «عتال» بأسواق الخضار، وكانت تلك التجارب مهمة بالنسبة له، حيث كان يحتك بالطبقات الفقيرة بشكلٍ مباشر ويتعامل معهم، «أنتمى إلى طبقة أرستقراطية، ولم ألتقِ بمواطنى هذه الطبقة من قبل، لكن وقتها كنا نكافح لنفس السبب، وهو جلب الأموال لكى نعيش.. درس اجتماعى عظيم»، حسب قوله. تزوج من امرأة فرنسية، حيث قال ذات مرة إنه ظل على ديانته وهى كذلك ظلت على ديانتها المسيحية، ولم توجد هناك أى صعوبات فى علاقتهما، حيث إنه كان هناك احترام لأفكارهما، بينما بدأت المشاكل تنشأ فور الحديث عن الإنجاب، فقد كانت ترغب أن تُرزق بطفل، بينما هو كان يرفض بشكلٍ قاطع، الأمر الذى أدى إلى انفصالهما فى النهاية.

فى حديثٍ له، أكد أنه لا يخاف من الموت، بينما يخشى التقدم فى السن وكذلك المرض، متمنياً أن يُفارق الحياة دون إعياء.


مواضيع متعلقة