المخدر القاتل يغزو الأقاليم.. و«الجوكر والاصطناعى» أحدث مسميات «الاستروكس»

المخدر القاتل يغزو الأقاليم.. و«الجوكر والاصطناعى» أحدث مسميات «الاستروكس»

المخدر القاتل يغزو الأقاليم.. و«الجوكر والاصطناعى» أحدث مسميات «الاستروكس»

أصبح «الاستروكس»، ذلك المخدر القاتل يتربع على عرش تجارة «السموم البيضاء»، على حساب الكثير من الأصناف الأخرى، ومنها «البانجو» و«الحشيش» و«الهيروين»، التى احتفظت بصدارة هذه التجارة غير المشروعة لعدة سنوات، حيث انتشرت «عصابات» ترويج الصنف وسط التجمعات الشبابية، خاصةً داخل الجامعات ومراكز الدروس الخصوصية والنوادى ومراكز الشباب، فى الوقت الذى تكثف فيه الأجهزة الأمنية حملاتها على أسواق «الصنف» فى مختلف المحافظات، بينما أطلق عدد من المحافظين مبادرات لتوعية الشباب بأخطار المخدرات، من خلال عقد مجموعة من الندوات والحلقات النقاشية.

ولعل ما شهدته محافظة أسوان خلال الفترة الأخيرة خير مثال على خطورة مخدر «الاستروكس» القاتل، حيث تسبب فى وفاة 10 شبان فى جميع مراكز المحافظة، خلال فترة أقل من 3 شهور، رغم الحملات التى تشنها مديرية أمن أسوان، عقب إدراج «الاستروكس» على جدول المخدرات، وأسفرت هذه الحملات عن ضبط عدد كبير من مروجى ومتعاطى المخدرات، غالبيتهم بدائرة مركز أسوان، بحسب ما أظهرت البيانات الإعلامية الرسمية الصادرة عن مديرية الأمن، وإدارة مكافحة المخدرات.

وسجلت الأجهزة الأمنية بمحافظة المنيا انتشار تجارة «الاستروكس» فى معظم أنحاء المحافظة، وأصبح منافساً قوياً لعدد من الأصناف الأخرى، كما ظهرت عدة عصابات متخصصة فى ترويج المخدر القاتل، فى العديد من المناطق، منها «أبوهلال» و«مغاغة»، وقرية «زهرة»، التابعة لمركز المنيا، وأسفرت الحملات الأمنية الأخيرة عن ضبط 6 أشخاص من «تجار الصنف»، وبحوزتهم كميات كبيرة من «الاستروكس»، خلال أسبوع واحد.

وتحدث عدد من أهالى قرية «زهرة» لـ«الوطن» عن انتشار مخدر «الاستروكس» فى القرية وبعض الأنحاء المجاورة، بقولهم إن هناك بعض المسجلين فى تجارة المخدرات، خاصةً «الحشيش» و«الهيروين»، بدأوا فى جلب كميات من المخدر القاتل للقرية، وبدأت بعض السيارات من خارج القرية، تتردد عليها فى أوقات متأخرة من الليل أو فى الصباح الباكر، ويحصل مروجو المخدرات على «الاستروكس» من التجار داخل تلك السيارات، التى تتخذ من الجسور وشاطئ نهر النيل والزراعات المتاخمة لقرية «صفط اللبن»، من الناحية الغربية، مأوى لهم.

{long_qoute_1}

وبينما طالب الأهالى الأجهزة الأمنية بشن حملات مكبرة، ونشر عناصر من الشرطة السرية بالقرية، للقضاء على تلك البؤر الإجرامية التى تزداد اتساعاً يوماً بعد يوم، فقد أسفرت الحملات الأمنية عن سقوط عدد من تجار «الصنف» بدائرة مركز المنيا، من بينهم «حمادة. م. ح»، 24 سنة، عاطل، سبق اتهامه فى 5 قضايا مخدرات، و«محمد. م. ع»، 29 سنة، عاطل، سبق اتهامه هو الآخر فى 13 قضية، وقد سقطا فى قبضة الأمن وبحوزتهما 166 كيساً لمخدر «الاستروكس»، تزن نحو 500 جرام، قبل توزيعها بأحد الأحياء الشعبية جنوب مدينة المنيا.

وفى مغاغة، تم ضبط أول تشكيل لتوزيع مخدر «الاستروكس»، بقيادة كل من «طه. و. ر»، 21 سنة، عامل، و«كريم. م. ص»، 24 سنة، عامل، و«محمد. ف. ف»، وبحوزتهم 17 تذكرة من ذات المخدر، وقبل أيام تمكنت مباحث مكافحة المخدرات من ضبط «مصطفى. أ. ك»، 26 سنة، حاصل على دبلوم فنى، ومقيم بناحية بندر المنيا، سبق اتهامه فى قضيتى سلاح ومخدرات، وبحوزته 372 كيساً لمخدر «الاستروكس» بقصد الاتجار، بالإضافة إلى مبلغ مالى حصيلة تجارته غير المشروعة فى «السموم البيضاء».

وفى الإسكندرية، بدأت أصناف جديدة من المواد المخدرة، مثل «الاستروكس» و«الفودو»، تنتشر فى العديد من المناطق، خاصةً فى أحياء شرق المدينة، ومنها «سموحة» و«جرين بلازا»، نظراً لتجمع أعداد كبيرة من الشباب والفتيات فى تلك المناطق، تتراوح أعمارهم بين 18 و28 سنة، ويقوم تجار المخدرات بتوزيع «الاستروكس» على زبائنهم بأسماء أخرى، منها «مخدر الجوكر، والماريجوانا الاصطناعية، والبخور العشبى، والأعشاب الزائفة، والمامبا الأسود، وسبايس».

ولعل أبرز أسباب انتشار هذا الصنف من المواد المخدرة بين الشباب فى شرق الإسكندرية، وغيرها من المناطق الأخرى، تتمثل فى سهولة الحصول عليه، ورخص سعره، حيث يُباع الكيس الواحد بنحو 50 جنيهاً، كما أن هناك اعتقاداً خاطئاً بأنه يتم تصنيع المخدرات من مواد «طبيعية»، وبالتالى تكون «غير مؤذية»، ما ساعد على ارتفاع نسبة متعاطى الصنف بالإسكندرية إلى ما يقرب من 40% من إجمالى متعاطى المواد المخدرة، كما كان يتم تداوله بصورة شرعية، قبل إدراجه ضمن جدول المواد المخدرة الممنوع تداولها، إلا أن حالات الوفاة التى ظهرت نتيجة تعاطى مخدر «الاستروكس» أثبتت خطأ ذلك الاعتقاد.

وفى محافظة الغربية، دفعت واقعة سقوط طالب بجامعة طنطا فى قبضة ضباط مباحث قسم أول طنطا، أثناء قيامه بترويج مخدر «الاستروكس»، المحافظ الجديد، اللواء هشام السعيد، إلى إصدار تعليماته المشددة بضرورة التصدى لأى محاولات لترويج المواد المخدرة داخل الجامعة ومدارس المحافظة، من خلال التنسيق مع مدير الأمن، اللواء طارق حسونة، ورئيس جامعة طنطا، الدكتور مجدى سبع، ووكيل وزارة التربية والتعليم، الشناوى عايد، لحماية الطلاب من السقوط فريسة للمخدرات، واتخاذ إجراءات رادعة تجاه تجار المخدرات، وكافة مظاهر الخروج على القانون، خاصةً داخل المنشآت التعليمية، كما طلب المحافظ تنظيم مجموعة من الندوات والحلقات النقاشية مع الطلاب، ومن خلال مراكز الإعلام والوحدات الصحية، لتوعية المواطنين بأخطار المخدرات، ومجابهة مروجيها، والتصدى لهم قانونياً وإدارياً.

وكشفت التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة مع الطالب «أ. ع. أ»، 19 سنة، الذى تم ضبطه وبحوزته 87 كيساً من مخدر «الاستروكس» بقصد الاتجار، وسلاح أبيض «مطواة» بقصد البلطجة وترويع المواطنين، وهاتف محمول، ومبلغ مالى حصيلة البيع، عن أنه على اتصال دائم بعدد من المجموعات «جروبات» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، يستغلها فى الترويج لتجارته، من خلال التواصل مع طلاب المدارس الخاصة والتجريبية والحكومية، وطلاب من كلية الآداب المقيد بها، ومن كليات أخرى بجامعة طنطا، وأشارت مصادر لـ«الوطن» إلى أن الطالب المتهم لا يقتصر نشاطه على مدينة طنطا فقط، وإنما يمتد إلى عدد من المراكز الأخرى، منها المحلة الكبرى وزفتى وكفر الزيات.

أما فى محافظة الفيوم، فما زالت الأصناف الأخرى من المخدرات، مثل «البانجو» و«الحشيش» والأقراص المخدرة، أكثر انتشاراً من «الاستروكس»، بحسب ما أكد مصدر أمنى لـ«الوطن»، طلب عدم ذكر اسمه، وذلك بسبب رخص أسعارها، وسهولة الحصول عليها، ونفى المصدر وجود «بؤر» محددة لتعاطى «الاستروكس» بالفيوم، مشيراً إلى أن عدد قضايا الاتجار وتعاطى المخدرات، التى يتم ضبطها فى محافظة الفيوم يُعد قليلاً نسبياً مقارنة بالعديد من المحافظات الأخرى.


مواضيع متعلقة