"ماير لانسكي".. قصة المجرم الذي أسس الجريمة المنظمة الحديثة في العالم

كتب: مصطفى الصبري

"ماير لانسكي".. قصة المجرم الذي أسس الجريمة المنظمة الحديثة في العالم

"ماير لانسكي".. قصة المجرم الذي أسس الجريمة المنظمة الحديثة في العالم

شهدت عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين تحول الجريمة المنظمة إلى طريقة للأعمال التجارية، وماير لانسكي، المعروف باسم "مسئول الرعاع"، مؤسس رئيس لهذا التحول.

ساعد لانسكي في تأسيس رابطة المنظمات الإجرامية المتعددة الأعراق المعروفة باسم نقابة الجريمة الوطنية في عام 1934، حسب موقع "all that's interesting".

واشتهر ماير لانسكي بخبرته التجارية المربحة سواء في الولايات المتحدة أو خارجها، وكان صغيرًا جسديًا ولكنه كان مؤثرًا وذكيًا بشكل لا يصدق.

ورغم أنه كان متورطًا بشدة في الجريمة المنظمة لما يقرب من نصف قرن، إلا أن أخطر ما أدين به هو المقامرة غير القانونية في عام 1953، مما قضى بسجنه لمدة شهرين.

ولد ماير لانسكي في الرابع من يوليو عام 1902، في مدينة "جرودنو" الروسية، لعائلة يهودية، ولم يكن هذا المكان مثالي لليهود وقتها، لأنه كان الوقت الذي اشتدت فيه معاداة السامية، ولذلك شعرت عائلة لانسكي بالقلق فهاجروا إلى أمريكا في عام 1911.

وكانت منطقة الجانب الشرقي الأدنى في مانهاتن، حيث ترعرع لانسكي، في ذلك الوقت مليئة بثقافات مختلفة، وهذا هو المكان الذي زرع فيه لانسكي جذور الجريمة المنظمة وتمكن من تشكيل منظمات متعددة الأعراق.

ولأن ماير كان لديه مواهب جيدة في الرياضيات، استخدم مواهبه الطبيعية لبدء بعض ألعاب المقامرة في الحي، وبدأت سمعته حول المدينة في النمو، ومعها، كان بداية العصر الذهبي للجريمة المنظمة.

وأسس "ماير" منظمة من المسلحين الإيطاليين واليهود، والتي أصبحت فيما بعد تعرف باسم "Murder Inc"، والتي ترأسها رجال عصابات مثل ألبرت أناستازيا وآل كابون، لكن لانسكي تمكن من تطوير هذه المجموعة من المجرمين إلى ما صار مشروعا تجاريا.

وكان لانسكي قادرا على بناء امبراطورية جديدة للقمار على مبدأين:

الأول هو أنه، على عكس عمليات القمار الأخرى التي عادة ما كانت مزورة، أصر لانسكي على اللعب النزيه، إذ كان لديه مهارات رياضية حقيقية استخدمها ليكتشف بشكل فعال احتمالات ألعاب الرهان الأكثر شعبية.

المبدأ الثاني الذي أبقى على تجارته سليما هو أنه لم يلجأ إلى العنف، بدلا من ذلك، استخدم الرشاوى ضد إنفاذ القانون، مما ضمن أن المؤسسات الحكومية ستظل بعيدة عنه.

وتشير التقديرات إلى أنه بحلول نهاية الستينيات، كانت ثروة لانسكي تبلغ أكثر من 300 مليون دولار، ولكن بسبب ذكاءه وحذره، على الورق كان لانسكي لا يملك شيئا تقريبًا.

وعلى نحو مماثل، صُدمت عائلته عندما علمت أن عقاراته كانت تساوي 57 ألف دولار فقط بعدما مات، وحتى يومنا هذا، لا تعرف عائلته أين ذهبت ثروته.


مواضيع متعلقة