الطيور المهاجرة تصل بحيرات الأكسدة في سيناء.. وخطة لاستغلالها سياحيا

كتب: حماده الشوادفي

الطيور المهاجرة تصل بحيرات الأكسدة في سيناء.. وخطة لاستغلالها سياحيا

الطيور المهاجرة تصل بحيرات الأكسدة في سيناء.. وخطة لاستغلالها سياحيا

تعد محافظة جنوب سيناء، من المحطات المهمة، للطيور المهاجرة، بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويبدأ موسم الهجرة من أوربا مع بداية سبتمبر وفصل الشتاء، حتى نهاية نوفمبر، ثم تعود الطيور من إفريقيا إلي أوربا في شهري مارس وأبريل، بمعنى أن موسم الهجرة 4 أشهر في كل عام، وتقطع الطيور خلالها آلاف الكيلو مترات، وتستريح لتناول الطعام والمبيت يوم أو يومين حتى تستطيع استئناف الرحلة.

وذكرت دراسات من وزارة البيئة، أنه جرى رصد مئات الآلاف من الطيور المهاجرة في منطقة جنوب سيناء طوال الموسم، وتقوم المحميات بمتابعة الطيور وخط سيرها بل تدرس المناطق التي تستريح فيها للمحافظة على حياة الطيور.

وقال اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، إن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة رصدت وجود آلاف من الطيور المهاجرة متواجدة على بحيرات الأكسدة الموجودة بمدينة شرم الشيخ، وهناك تنسيق تام بين شركة المياه والمحميات والمحافظة، حفاظا على حياة الطيور وتوفير سبل الراحة لها خلال الرحلة.

وأضاف محافظ جنوب سيناء، أن هناك مشروع ضخم تتبناه وزارة البيئة بالتعاون مع قطاع المحميات لعمل أبراج خشبية بالمناطق التي أصبحت استراحة دائمة للطيور المهاجرة لمتابعتها وتحليل أي ظاهرة غريبة، مؤكدا أن بعض شركات السياحة تصطحب السياح إلي بحيرات الأكسدة لمشاهدة الطيور الجميلة، وأنشأ قطاع محميات جنوب سيناء، غرف خشبية صديقة للبيئة في منطقة بحيرات الأكسدة بشرم الشيخ، وهناك لوحات مدون عليها أسماء بعض الطيور المهاجرة ونبذة عن كل طائر وتستعد البيئة لتنفيذ مشروع الطيور الحوامة التي تزور الأراضي المصرية كل عام، ومن المقرر أن يتواجد في الأبراج مناظير لمشاهدة الطيور عن كثب.

خالد أحمد، مالك شركة سياحية بشرم الشيخ، يقول إن موسم هجرة الطيور من الممكن استغلاله في الترويح للسياحة بل يعد موسم الهجرة أحد مواسم جذب السياح، مقترحًا، أن تقوم المحميات بتوفير برامج سياحية بالتعاون مع شركات السياحة لتكون الزيارات تحت إشراف البيئة ويتم تحصيل رسوم رمزية من الوفود التي تزور المنطقة.

يذكر أن بحيرات الأكسدة بشرم الشيخ تقع في منطقة السفاري على بعد 7 كيلومترات من شرم الشيخ، وتضم نحو 15 حوضًا كبيرًا وجاري معالجة المياه واستخدامها في ري المسطحات الخضراء بالمدينة والفائض من المياه تروى بها الأشجار الموجودة في الغابة الشجرية.

وتحلل الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، كل فترة المياه للتأكد من سلامتها، وتتم عمليات المعالجة طبقا للمواصفات المطلوبة، ولا تؤثر على حياة الطيور المهاجرة.

وفي سياق متصل، قال الدكتور أسامة الجبالي، مدير مشروع الطيور المهاجرة بقطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، إنه جرى افتتاح مركز شرم الشيخ لمشاهدة الطيور المهاجرة عام 2015، بدعم من مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة، في إطار بروتوكول التعاون الموقع بين وزارة البيئة والمحافظة، لإعادة تأهيل منطقة بحيرات الأكسدة بشرم الشيخ، لتصبح مزارًا سياحيًا لمشاهدة الطيور.

وأضاف مدير مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة، أنه تم تدريب عدد من المرشدين السياحيين بالمحافظة، من خلال المشروع، وبالتعاون مع النقابة العامة للمرشدين السياحيين، على مفاهيم السياحة البيئية وأنواع الطيور المهاجرة وأشكالها وأهميتها لتقديم الدعم والمساعدة في التكيف مع قانون البيئة ومتطلباته، وإعداد ووضع برامج تنمية سياحية تهدف لحماية البيئة ودعم الشراكة بين الوزارة والعاملين في مجال السياحة، بهدف نشر الوعي البيئي وتحقيق التنمية المستدامة بالحد من التهديدات التي تواجه تلك الطيور أثناء هجرتها، مشيرًا إلى أنه جرى توزيع مطبوعات إرشادية بأنواع الطيور المهاجرة بتلك المنطقة.

وأشار "الجبالي" إلى استخدام هذا المركز في الأغراض السياحية البيئة والتعليمية في مجال دراسة ومراقبة الطيور المهاجرة، على أن يجرى إدارة المركز بالتعاون بين الوزارة والمحافظة والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، باعتبارها مالك الأرض المقام عليها المركز، وقامت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، بزيارة تفقدية لبحيرات الأكسدة في شرم الشيخ الشهر الماضي بهدف تطويرها، موضحا أن البيئة تولى اهتماما كبيرا لهذا المشروع الذى يعد نقلة هامة فى مجال البيئة بالنسبة لمصر.

يذكر أن، مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة الممول من مرفق البيئة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمجلس العالمي لحماية الطيور، يهدف إلى دمج إجراءات صون الطيور الحوامة بالقطاعات التنموية، مثل وزارات الكهرباء والطاقة والسياحة والزراعة والهيئة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي، لتعريفهم بأهمية الطيور المهاجرة، وكيفية حمايتها من المخاطر التي تواجهها، ما يدعم مفهوم التنمية المستدامة، ويحفز الجهات الدولية المانحة لتشجيع ذلك القطاع في مصر، ويحقق التزام الدولة نحو المعاهدات الدولية الموقعة عليها، مثل اتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية الأنواع البرية المهاجرة.

 


مواضيع متعلقة