"على الحلوة والمرة".. الشقيقان سامي وسمير من تجارة الآثار لـ"الإعدام"

"على الحلوة والمرة".. الشقيقان سامي وسمير من تجارة الآثار لـ"الإعدام"
- ارتكاب جريمة
- القتل العمد
- القطع الأثرية
- المحاكمة الجنائية
- الإعدام شنقا
- ارتكاب جريمة
- القتل العمد
- القطع الأثرية
- المحاكمة الجنائية
- الإعدام شنقا
فى قفص قاعة محكمة جنايات الجيزة بعابدين، وقف الشقيقان "سمير وسامي" يوزعان نظراتهما بالقاعة التى امتلأت بالحضور، يترقبان قرار المحكمة بشأنهما، يشد الأول أزر الثاني كونه الشقيق الأكبر وكأنه يشعر بالذنب، فبدلا من أن يكون قدوة له في أمر عظيم كان قدوته في تجارة الآثار وخلافاتها، حتى قاد نفسه وشقيقه الأصغر إلى حبل المشنقة، بعدما قضت محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار عبده عطيه، بإعدامهما شنقا حتى الموت، لإدانتهما بقتل 3 أشخاص بسبب خلافات على تجارة الآثار بالصف.
أوراق القضية التى تحمل رقم 318 كلي جنوب الجيزة، تقول إن المتهمين يعملان فى مصنع طوب، ووقائع القضية كانت فى منطقة القبابات بالصف، حيث تلخصت أسبابها فى خلاف نشب بين المحكوم عليهما وبين المجنى عليهم الـ3، بسبب قطع أثرية كانت بحوزة الشقيقين وفضلا الانفراد بها.
كان الشقيقان يعيشان حياة "مستورة" قبل أن يلهثا طالبين ثراءً سريعا، فوجدا ضالتهما فى 4 قطع أثرية عثرا عليها، وخبأها فى إحدى المناطق الجبلية، وظلا يفكران فى شخص أمين يساعدهما فى تصريف تجارتهما المُحرمة، واستقرا على خفير يعمل معهما بذات المصنع ويُدعى "حماد دخيل الله"، والذي وافق على طلبهما وتوفير مكان آمن لتخزين القطع الأثرية به، واستعان فى سبيل ذلك بنجلي شقيقيه، هما "دياب طويلة هليل" و"عبد الله محمد هليل" الخفيرين بمزرعة مملوكة لطبيب.
صباح يوم 27 سبتمبر 2012 توجه الـ5 مستقلين سيارة ربع نقل، قاصدين منطقة جبلية حيث خبّأ الشقيقان القطع الأثرية هناك، وطلب "سمير وسامي" من دياب وعبد الله الانتظار بعيدا عن مكان القطع الأثرية، واصطحبا عمهما "حماد" وهناك دار بينهم نقاش، طلب فيه "حماد" حمل القطع الأثرية وتخزينها فى مكان آمن لحين تصريفها، خالج الشك الشقيقين وخشيا أن يستولى "حماد" على الآثار.. ولم يفكر "سمير" طويلا فى الأمر فكان القرار بالتخلص من "حماد" فأمطره بوابل من الرصاص فى الرأس، ونتيجة لقرب مسافة الإطلاق أحدثت الطلقات فتحات خروج ودخول، ولقي مصرعه فى الحال.
على بعد 3 كيلو مترات كان ينتظر "دياب وعبدالله" عمهما "حماد" والشقيقين "سمير وسامي"، وفجأة أبصرا الأخيرين قادمين دون عمهما، وبالسؤال عنه أخبراهما أنه حمل القطع الأثرية وسلك طريقا آخرا تجنبا للرصد الأمني.. لم يرق هذا الحديث لـ"دياب وعبد الله" لا سيما وأنهما لاحظا على الشقيقين علامات الارتباك، وهذه المرة قرر "سمير وسامي" التخلص منهما أيضا مطمئنين لعدم وجود شهود فى المدق الصحراوي، فأطلق "سمير" صوب دياب عدة طلقات استقرت بالصدر وأدت لوفاته، وحاول عبدالله الهرب، لكنه أُصيب بطلقة فى القدم ثم أجهزا عليه وأصاباه بطلقات نارية فى الوجه والعنق ولقي مصرعه فى الحال، ثم هربا من المكان.
اللواء محمود فاروق، مدير مباحث الجيزة الأسبق، أمر بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، ضم العقيد رشدي همام مفتش مباحث جنوب الجيزة الأسبق، والمقدم محمد مختار رئيس مباحث الصف الأسبق، وكشفت تحرياتهما عن حدوث خلافات بين المتهمين والمجنى عليهم بسبب قطع أثرية رغب الشقيقان "سمير وسامي" فى الإنفراد بها، فاستدرج "سامى" المجنى عليه الأول "حماد" ليطلق عليه "سمير" طلقة أردته قتيلا، ثو توجها للمجنى عليهما الثاني والثالث "دياب وعبد الله" فقتلاهما، وأُلقي القبض عليهما واعترفا بارتكاب الجريمة، وأرشدا عن السلاح المُستخدم فى الواقعة.
ووسط حراسة أمنية مشددة اصطحب الأمن المتهمين إلى مقر نيابة جنوب الجيزة الكلية، وأسندت لهما النيابة ارتكاب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وحيازة سلاح ناري دون ترخيص، وذلك فى ختام التحقيقات التى باشرها عمرو جمال، مدير النيابة الأسبق، وأشرف عليها المستشار هاني شتا، رئيس النيابة الأسبق، وأُحيل المتهمان إلى المحاكمة الجنائية والتى أصدرت الحكم المتقدم، بعد مطالعة رأي مفتي الجمهورية.