من الحضانة للجامعة.. "أحمد" بيعمل نضارات ببلاش لغير القادرين

07:01 م | الخميس 13 سبتمبر 2018

"أي مواطن متعسر، ومش قادر يشتري نضارة للمدرسة لابنه يتصل عليا فورًا، المقاسات كلها موجودة مجانًا من الحضانة إلى الجامعة"، تدوينة وضعها أحد الشباب على حسابه الشخصي، بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لاقت انتشارًا واسعًا، وتفاعل معه رواد مواقع "السوشيال ميديا" وتناقلوه على نطاق واسع.

وقال أحمد عادل، الشاب الذي تخرج من معهد تكنولوجيا البصريات، ويبلغ من العمر 35 عامًا، إنه بدأ العمل في هذه الخدمة لغير القادرين والمحتاجين منذ 8 سنوات، مؤكدًا تحمله نفقات وتكاليف النظارات، وأنه اعتاد على ذلك منذ أن افتتح محل النظارات الخاص به، والذي تحمل لافتته عبارة مدون عليها "نظارات مجانية لغير القادرين".

وأوضح عادل لـ"الوطن"، أنه يعمل في المهنة منذ أن كان عمره 10 سنوات، قائلًا: "اشتغلت مع عمي في المحل الخاص به من صغري، وهو اللي حببني في المجال" ليرث المهنة عنه ويعشقها، ويتنقل بين ورش النظارات بمنطقة وسط البلد وعابدين وباب اللوق "شربت المهنة".

"أحمد" اعتاد على التطور في عمله، فمن ورش تصليح وتركيب النظارات التي اختفت تقريبًا بعد دخول التكنولوجيا للمهنة، انتقل للعمل في محلات النظارات الكبرى في مصر، ثم تأجير "سكاشن" بالمستشفيات، حتى امتلك أول محل خاص به في منطقة "شبرا" التي ينتمي لها.

"ربنا كرمني وفتحت محلات أكبر لحد ما استقريت في حدائق الأهرام وفتحت المحل الحالي" هكذا عبر "أحمد" عن رضاه عن الرحلة التي خاضها ليصبح مالكًا لمحل نظارات كبير، يشكر الله عليه بتحمل تكاليف نظارات غير القادرين، أو تأجيل الدفع حتى لمن يستطيع تحمل النفقات بعد حين، دون الحصول على أي أوراق أو ضمانات لذلك، كما أن الأمر لا يقتصر على الطلبة فقط.

ورغم التكلفة المالية الكبيرة التي يتحملها الشاب الثلاثيني، إلا أنه يشعر براحة نفسية نتيجة ما يقوم به، معتبرًا أن عمله ليس منّة أو تَفَضٌل منه على الناس، وإنما "حق الإنسان على أخيه" حسب تعبيره، كما أنه يرى أن فعل الخير يعود إليه في ابنته وزوجته "اللي عند ربنا مبيروحش".