شباب يهجرون كوكب الدردشة إلى عالم "الجوابات": "عبَّر مين قدك"

كتب: أسماء نبيل

شباب يهجرون كوكب الدردشة إلى عالم "الجوابات": "عبَّر مين قدك"

شباب يهجرون كوكب الدردشة إلى عالم "الجوابات": "عبَّر مين قدك"

في عالم اقتحمته التكنولوجيا، وسلبت منه وسائل التواصل الإلكترونية صدق المشاعر وحقيقتها، وصراع الملايين على اقتناء أحدث الإصدارات منها، قرر مجموعة من الشباب في مقتبل أعمارهم أن يهاجروا كوكب الدردشة على "فيس بوك" ومجموعات "واتس آب" والإيموجي المبتسمة والضاحكة والحزينة زيفا التي يتوهم الكثير أنها تعبر عما بداخلهم وتصف حقيقة ما يشعرون به فعليا، عمد كل من محمد فوزي "الفكرة والميديا"، مصطفى ياسر "الخطاط"، عبدالرحمن حسين ومحمد كمال (التصميم) بتأسيس مشروعهم الخاص تهدف إلى عودة تبادل الرسائل والمحادثات عن طريق الجوابات المكتوبة بالخط الديواني.

يروي محمد فوزي الطالب بالفرقة الخامسة كلية طب الأسنان جامعة المنصورة، لـ"الوطن" مصدر الفكرة والتي جاءت في أذهانهم منذ عام وخمسة أشهر، وساعدهم على تطوير الفكرة صديقهم مصطفى ياسر الذي يهوى الكتابة والرسم بالخطوط العربية.

لم يكن صديقهم هو الإلهام الوحيد لتنفيذ الفكرة فحسب، بل كان تأثرهم بمشاهدة الفيلم الأجنبي "Her" حافزا لتنفيذ الفكرة، حيث تكمن فكرة الفيلم في صعوبة أنواع من البشر واختلاف طرقهم في التعبير عما بداخلهم بصدق، فكان بطل الفيلم يحاول معرفة تفاصيل هؤلاء الناس عن حياتهم وعن أحبائهم، ثم يعرض عليهم مجموعة من الرسائل التي تحاول وصف شعورهم وما يدور بأعماقهم تجاه من يحبون، لكن يعسر عليهم التعبير عما يكنوه لهم من جمال الشعور، فيقوم بطل الفيلم بإرسال تلك الرسائل إلى من يحبون بعد عرضها عليهم أولا.

يواصل الطالب روايته عن تنفيذ الفكرة، التي استغرق تنفيذها نحو عام ونصف أعاقهم خلالها العديد من المشكلات والصعوبات التي تتعلق بحياتهم الشخصية جعلتهم يتوقفون عن مواصلة التنفيذ بشكل أسرع، لكنهم قرروا السير على نهج نظرية الـ"21 يوما" التي تنص على أن 21 يوما كافية لتغيير أي عادة عند الإنسان، فقرروا ألا يتأثروا بالمشكلات والصعوبات التي أعاقتهم عن موصلة التنفيذ.

وعبر محمد عن الهدف الرئيسي للفكرة وهو مساعدة الناس في التعبير عن مشاعرهم بالطريقة المناسبة.

بدأ الشباب أولى خطوات تنفيذ فكرتهم عقب انتهائهم من امتحانات العام الدراسي للماضي، باستيراد المستلزمات والأدوات اللازمة لتنفيذ الفكرة بشكل لائق، وشرعوا في الدعاية البدائية للفكرة آخر يوليو الماضي عن طريق الكتابة بالخط الديواني العربي، مع الكتابة أيضا بالخطوط الإنجليزية مستعنين بخطاط متخصص في الكتابة باللغة الإنجليزية.

وعقب انتظار المدة المحددة لاستيراد المستلزمات التي يحتاجونها في كتابة الخطابات وهي عبارة عن كرافت بني أصلي أشبه بورق البردي الذي كان يستخدمه الفراعنة، ثم الختم المستخدم لوضع اللوجو على الجواب، وحبل الهدايا الذي يشبه ورق البردي أيضا في شكله وتكوينه بالإضافة إلى استيراد مجموعة من الطوابع، قرروا افتتاح مشروعهم رسميا في 8 سبتمبر من الشهر الجاري، ليجدوا مردودا جيدا للفكرة على "فيس بوك" و"تويتر" وبدأت الطلبات تصل إليهم لتنفيذ خطابات.

لم تقف مكونات الخطاب على هذا الشكل فحسب، اتفق الشباب أصحاب الفكرة مع أحد محلات الورد، كي يتم إرسال الجواب إلى الشخص مرفقا بوردة كي تكون أكثر تعبيرا عن رقة وصدق الشعور.

وذكر محمد أن الخطة المرسومة في تطوير طريقة كتابتهم للجواب، وضع العطر الخاص بالمرسل إليه كي تزيد الشعور بالبهجة.

وبالاستعانة بمصمم الفريق، سيكون للخطاب تصميم جديد كل شهر، ولكل مناسبة تصميم خاص به، على سبيل المثال سيكون تصميم عيد الحب يختلف عن تصميم عيدالأم وهكذا، وسيتم تقسيم تصميم الخطاب حسب الشحص المرسل إليه سواء كان لأم أو أب أو زوج أو صديق.

وحفاظا على خصوصية المرسل، فهناك طريقتين لكتابة الخطاب إما أن يكتبه المرسل نفسه ثم يرسله للفريق في اليوم الثاني، مع أخذ ضمان منه على عدم تضمن الخطاب لعبارات غير لائقة أو تحتوي على تحريض أو تعريض الغير للخطر، أو أن يوضح المرسل للفريق ما يريد التعبير عنه بطريقة موجزة ثم يساعده الشباب في صياغة هذا الشعور بالطريقة الملائمة للموقف، في حالة صعوبته في إيجاد الطريقة المناسبة للتعبير عما يجول بداخله.

وأوضح محمد أن الأماكن الحالية لإرسال الجوابات هي، المنصورة والمحلة وطنطا، وجار البحث عن الطرق المفضلة والبسيطة لتغطية باقي أنحاء مصر، إما عن طريق البريد أو عن طريق شركة شحن تكون بمبلغ رمزي وفي متناول الجميع حتى لا يتكلف الجمهور أعباء مادية كثيرة، مع توعية الناس أن توصيل الخطاب يستغرق نحو ثلاثة أيام.

وعبر مصطفى ياسر، الخطاط المسئول عن كتابة الخطابات بالخط الديواني، أنه كان يفضل إرسال الرسائل النصية أكثر من رسائل مواقع التواصل الاجتماعي، لما فيها من بث الشعور بالقيمة للشخص المرسل إليه، وتعبيرا عن مكانته وحب المرسل له، لكنه استنكر سهولة الكلام وتقليده في الوقت الحالي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ففضل العودة بالجمهور إلى أيام الماضي والزمن الجميل التي ييحن إليها طوائف عديدة من الناس.


مواضيع متعلقة