خبراء عن بيان مصر و3 دول عربية ضد تدخلات إيران: "رد قوي وفي وقته"

كتب: عبدالرحمن قناوي

خبراء عن بيان مصر و3 دول عربية ضد تدخلات إيران: "رد قوي وفي وقته"

خبراء عن بيان مصر و3 دول عربية ضد تدخلات إيران: "رد قوي وفي وقته"

في اجتماعها التاسع في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أصدرت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بتطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية، والمكونة من كل من: الإمارات والبحرين، والسعودية، ومصر، والأمين العام لجامعة الدول العربية، بيانا أدانت فيه التدخل الإيراني والتركي في الشئون العربية.

وأدانت اللجنة دعم إيران للحوثيين في اليمن، وعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية من داخل الأراضي اليمنية على المملكة العربية السعودية، بالإضافة لاحتضانها جماعات "سرايا الأشتر" الإرهابية، والتي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين، والتهديدات الإيرانية المباشرة للملاحة الدولية في الخليج العربي ومضيق هرمز، وكذلك تهديدها للملاحة الدولية في البحر الأحمر عبر وكلائهـا فـي المنطقة، كما أدانت التدخل التركي والإيارني في الأزمة السورية.

البيان العربي صدر في توقيت هام جدا، بعد تمادي التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، حسب هشام البقلي، الباحث المتخصص في الشأن الخليجي والإيراني، مؤكدا أنه رد قوي من الدولة العربية، وعلى رأسها مصر، على إيران بعد التصريحات المستمرة بدعم الحوثيين في اليمن، والتدحل السافر في القضية السورية.

البقلي أضاف لـ"الوطن" أن التدخل الإيراني في الشأن السوري أصبح قويا للغاية، خاصة بعد تواجد القوات الإيرانية في إدلب بشكل مكثف، والاجتماع الثلاثي بين إيران وروسيا وتركيا لحل الأزمة، دون أي تواجد خليجي أو مصري، معتبرا إياه موقف مخزي للغاية من الدول الثلاثة.

التهديدات الإيرانية للملاحة الدولية في مضيق هرمز عن طريق الميليشيات الحوثية واستمرارها في ذلك، بالإضافة لدعم الجماعات الإرهابية في البحرين والتأثير على اقتصادها، كلها أمور دفعت مصر لإتخاذ موقف صريح من الأزمة للمرة الأولى، وفقا للباحث في الشأن الإيراني والخليجي، موضحا أن مواقف مصر السابقة من دول المنطقة، وخاصة إيران، كانت عن طريق التلميح والتأكيد على سيادة وأمن الدول العربية.

تدخل مصر بشكل محدد وصريح في الأزمة وذكر إيران سيضيف قوة كبيرة للجانب العربي، حسبما أكد البقلي، مشيرا إلى أن الخريطة السياسية في الشرق الأوسط أصبحت معقدة للغاية، ولابد من إتخاذ مواقف حاسمة وواضحة ومحددة، خاصة بعد أن أصبحت كل الدول بما فيها إيران، تلعب على المكشوف، وبشكل مباشر وصريح.

الباحث في شئون المنطقة يرى كذلك أن بيان الرباعي العربي سيكون له آثار كبيرة في المنطقة الفترة القادمة، أهمها تقويض دور الدبلوماسية، حيث أصبحت المواجهات المباشرة وإجراء الصفقات والتفاوض وجها لوجه الأسلوب الذي ينتهجه العالم منذ صعو دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

من جانبه، قال هاني سليمان، المدير التنفيذي للمركز العربي للدراسات، والمتخصص في الشأن الإيراني، إن اجتماع اللجنة الوزارية العربية سيطر عليه موضوعان رئيسيان، دعم الأونروا، ومناقشة التدخل الإيراني في الشأن العربي، موضحا أن التدخل الإيراني استحوذ على المساحة الكبرى، خاصة مع تواجد مصر بشكل صريح في البيان.

وأضاف سليمان لـ"الوطن" أنه طوال الاجتماعات السابقة، وما صدر عنها من بيانات، كانت مصر تحاول فيها على الدوام موازنة الأمور مع إيران، والنأي عن المواجهة المباشرة معها، ومراعاة عدم الدخول في أزمة دبلوماسية، بالتأكيد على دعم الأمن في الخليج وسيادة الدول العربية، إلا أن تسارع الأحداث وازدياد حدتها دفع مصر للانضمام بشكل صريح للبيان العربي.

التدخلات الإيرانية أصبحت تهديدات مباشرة، وفقا لتأكيد المتخصص في الشأن الإيراني، موضحا أن إيران تسعى لتشكيل كيان مماثل لحزب الله في سوريا، يكون وكيلها هناك، خاصة مع تأكدها أن خروجها من الأراضي السوري حتمي، عاجلا كان أو آجلا، بالإضافة إلى ازدياد الدعم للحوثيين في اليمن والجماعات المسلحة في البحرين، والسيطرة على الملاحة في مضيق هرمز.

البيان يُعد أحد الاستنجادات بالثوب العربي، خاصة بعد استغلال إيران لانشغال الدول العربية بالأزمات الداخلية وتقوية نفوذها في المنطقة، حسب سليمان، مشيرا كذلك إلى ما يحدث في العراق ومحاولة التخلص من إيران.

وأكد الباحث في الشأن الإيراني أن البيان الحالي سيعقبه بيانات أخرى، مردفا أن إتخاذ خطوات فعلية على الأرض مثل دعم الجماعات والحركات الوطنية في العراق وسوريا واليمن، ومحاولة تكوين رأي دولي في الأمم المتحدة ضد إيران، أمر منتظر في الفترة القادمة.


مواضيع متعلقة