"النيروز".. حين عاد أقدم تقويم في العالم للصفر احتفاء بالشهداء

كتب: ماريان سعيد

"النيروز".. حين عاد أقدم تقويم في العالم للصفر احتفاء بالشهداء

"النيروز".. حين عاد أقدم تقويم في العالم للصفر احتفاء بالشهداء

بعد 4 آلاف و525 عاما قرر الأقباط تصفير عداد أقدم تقويم في العالم "التقويم الفرعوني" جاعلين من عام 284 ميلاديا و4525 فرعونيا، بداية السنة القبطية "المصرية" ليبدأ تأريخ "الشهداء" مطلقين عليه لفظه عيد "النيروز".

يرجع هذا التغيير التاريخي لأقسى عصور الاضطاد ضد المسيحيين وهو عصر الأمبراطور دقلديانوس أو ديوكلتيانوس الذي اعتلى العرش الإمبراطوري في روما عام 284 وفي بداية حكمه أظهر تعاطفا كبيرًا مع المسيحيين، وبحلول عام 286 أشرك مكسيميان معه في الحكم ليكون إمبراطور الشرق، حيث نزفت الكنيسة أكبر عدد في تاريخها من الشهداء، وبلغ عدد شهداء الأقباط نحو 800 ألف شخص.

لم يكن عصر دقلديانوس مجرد عصر من عصور الاضطاد لكن في ذاك الوقت كانت "المسيحية" من الجرائم البشعة التي يعاقب عليها القانون، فلم يكتفي بقتل المسيحيين لكنه أيضا أصدر مع زميله جاليروس منشورًا بهدم كل الكنائِس وإحراق الكتب الكنسية، واعتبار المسيحيين خارجين عن القانون، حتى أن في 25 نوفمبر لعام 311م، وبأمر الإمبراطور مكسيميان الذي كان يملُك على الشرق استُشهِد البابا بطرس البطريرك السابِع عشر.

وتعود أصل لفظة "نيروز" للكلمة القبطية "ني – يارؤو" والتي تعني الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل، ولما دخل اليونانيين مصر أضافوا "حرف السي" للأعراب كعادتهم فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية.

وفي كتاب الاستشهاد في فكر الآباء "مارتيريا"، قسم القمص أثناسيوس فهمي جورج، الاضطهاد الروماني إلى 10 عصور وكان عصر دقلديانوس، آخرهم وأقساهم، حيث يذكر التقليد الكنسي أنه في سنة 313م، وفي مدينة ميلانو صدر مرسوم للتسامُح مع المسيحيين، يُعرف باسم "مرسوم ميلان" أُعطِيت به الحرية الدينية للمسيحيين، وكان هذا على يد الإمبراطور قسطنطين، الذي يُعد آخر الأباطِرة الوثنيين وأول المسيحيين.


مواضيع متعلقة