ظهرت في الدولة العثمانية وأنقذت صاحبها من القتل..تعرف على قصة "الرشوة"

كتب: صفية النجار

ظهرت في الدولة العثمانية وأنقذت صاحبها من القتل..تعرف على قصة "الرشوة"

ظهرت في الدولة العثمانية وأنقذت صاحبها من القتل..تعرف على قصة "الرشوة"

"الرشوة" إحدى الوسائل غير المشروعة التى يلجأ إليه الكثير في تسيير أموره ومصالحه الشخصية، في الوقت الذى يقبلها البعض ويرفضها آخرون، وما بين هذا وذاك هناك أمور كثير ومصالح يتم قضاؤها بالرشوة، حتى أصبحت سمة سائدة في مصر، ومما لا يعلمه الكثيرون أن الرشوة لم تكن موجودة في مصر قبل الدولة العثمانية ولم تكن من صفات المصريين حيث لم يثبت أن تعاملوا بها قبل ذلك.  

في عهد الجراكسة التى استمرت دولتهم في مصر 139 سنة تدوالوا الحكم بينهم وبين أولادهم إلى الأشرف قنصوه الغوري التى انتهت دولة الجراكسة العثمانية على يده، فعندما تولى السلطان سليم شاه بن عثمان كان لابنه "سليمان" صديق يدعى شمسي باشا العجمي، وعندما تولى السلطان سليمان حكم مصر أيده صديقة على الحكم السائد في أيام والده.

وكان لشمسي باشا العجمى، مداخل غريبة وحيل عجيبة يلقيها في قالب مرضي يسحر بها العقول، فأراد أن يدخل شيئا منكرًا يكون سببا لخلخلة دولة آل عثمان، وهو قبول "الرشوة" من أصحاب الولاه والعمال، فلما تقرب من السلطان سليمان، قال له "عبدكم فلان الذي تم إزالته من منصب كذا ليس بيده منصب الأن وقصد من فيض إنعامكم عليه المنصب الفلانى ويدفع كذا وكذا"، وذلك حسبما ذكر المؤرخ عبد الرحمن بن حسن الجبرتى في كتابه عجائب الأثار في التراجم والأخبار الصادر عن مطبعة دار الكتب المصرية عام 1997.

لم يكن أسلوب "الرشوة" موجود في مصر قبل ذلك، فأدرك السلطان سليمان، أن ما أبداه شمسي مكيدة منه قصد بها إدخال السوء بيت أل عثمان، فتغير مزاجه قائلا: "يا رافضي تريد أن تدخل الرشوة بيت السلطنة حتى يكون ذلك سبب لإزالتها"، فأمر بقتله، فطلب منه شمسي قائلا: "يا باشا لا تتعجل هذه وصية والدك" حيث قال لي "السلطان سليم صغير السن وربما يكون عنده ميل للدنيا فأعرض عليه هذا الأمر فإن جنج إليه فامنعه بالطف فإن امتنع فقل له هذه وصية والدك قدم عليها" ودع له بالثبات ونجى نفسه من القتل، وبهذ يكون أول من ابتدع الرشوة في مصر.


مواضيع متعلقة