صور| البابا بـ"أربعين" إبيفانيوس: مقتله هز الكنيسة ونعتبره جرس إنذار

كتب: مصطفى رحومة:

صور| البابا بـ"أربعين" إبيفانيوس: مقتله هز الكنيسة ونعتبره جرس إنذار

صور| البابا بـ"أربعين" إبيفانيوس: مقتله هز الكنيسة ونعتبره جرس إنذار

اعتبر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبومقار، بالهزة التي تعرضت لها الكنيسة في الأسابيع الأخيرة..

وقال البابا: "نعدها إفاقة وهذا الرحيل نعتبره جرس إنذار لنا جميعا لنصل للنهاية الفاضلة، لخلاصنا وأبديتنا".

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها خلال ترأسه قداس ذكرى الأربعين للأسقف الراحل، الذي أقيم صباح اليوم، بالكنيسة الأثرية بدير أبومقار بوادي النطرون، وسط حضور عدد كبير من مطارنة وأساقفة الكنيسة، وتشديدات أمنية مكثفة.

وظهر الحزن والأرهاق على وجه البابا، في القداس الذي وقف يلقي كلمته خلاله وبجواره صورة للأنبا إبيفانيوس، مشيرا إلى أن ذكرى الأسقف الراحل تعطي الجميع فرصة للتفكير كيف يكون الإنسان مستعدا أن يلاقي الله، لافتا إلى أنه يجب أن يراعي 3 معايير في حياته والتي قال إنها تحققت في حياة الأنبا إبيفانيوس، وهيأن يكون لك هدفا نقيا، وطاعة الوصية، ونمو المحبة.

مشيرا إلى أن الأنبا إبيفانيوس كان له هدف، إذ بعد أن انهى دراسته للطب وصار طبيا اختار الحياة الرهبانية وكان راهبا ملتزما كل أيام حياته، وكان شخصا ممتلتأ بالكلمة المقدسة ومحبا للإنجيل، وعندما يسئل عن أي شئ يفتح صفحات الإنجيل ويجيب منه، كما كان الأنبا إبيفانيوس محبا ومحبوبا.

وتابع البابا: "أن الإنسان لن يأخذ معه شئ إلا مقدار المحبة، فما أنجزناه أو تعلمته يظل في الأرض، لكن كل شئ مصنوع بالمحبة يظل موجود لنذهب به للسماء، ولذا نشأت الرهبنة مصرية، ونقلت عنا الأديرة المنتشرة في العالم كله، لأن مجتمعنا مجتمع محبة، وكنز كل دير هو المحبة التي فيه، وإن اختفت المحبة لا يصير للحياة الرهبانية معنى، ولابد أن نقيس جهادنا للمحبة كل يوم".

وأردف البابا: "نتذكر الأنبا إبيفانيوس، ونرفع قلوبنا للسماء، ونعلم أن الله ضابط الكل وهو يدبر كل شئ، إذا كنا قد تعرضنا لهذه الأزمة منذ أربعون يوما، وماتبعها من أمور، نعتبرها ساعة لكي ما نعود لكي نبدأ من جديد، ومع بداية السنة القبطية، يجب أن نراجع أنفسنا، لأن كل منا سيقف وحيدا أمام الله".

وكانت الكنيسة خصصت حضور القداس بدعوات خاصة، نظرا للإجراءات الأمنية، والتقي البابا تواضروس مع رهبان الدير عقب القداس، وافتتح مبنى الضيافة والمؤتمرات الجديد بالدير، والذي يحمل اسم الأنبا إبيفانيوس، تكريمًا لذكراه.

كما وزع رهبان الدير، خلال القداس كتابًا خاصًا عن الأسقف الراحل، واحتوى كلمات نعي للأنبا إبيفانيوس، من عدد كبير من مطارنة وأساقفة الكنيسة.

وتعد تلك أول مرة يترأس البابا تواضروس شخصيًا قداس ذكرى الأربعين على أسقف رحل عن الكنيسة، إذ كان يكتفي بصلاة قداس التجنيز فقط، الذي تم في حالة الأنبا إبيفانيوس 31 يوليو الماضي.

كما تعد تلك هي الزيارة الثالثة للبابا تواضروس لدير أبومقار منذ جلوسه على الكرسي البابوي في 2012، إذ زاره في 2014 بعد عام واحد من تجليس الأنبا إبيفانيوس أسقفا، وزاره للمرة الثانية بعد وفاة الأسقف لصلاة الجنازة عليه، والثالث تلك وتأتي في ذكرى الأربعين للأنبا إبيفانيوس.

والأنبا إبيفانيوس من مواليد 27 يونيو 1954 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وحاصل على بكالوريوس الطب، والتحق بالدير في 17 فبراير 1984، قبل أن يرسم راهبًا في 21 أبريل 1984، ورسم قسًا في 17 أكتوبر 2002، وكان يشرف على مكتبة المخطوطات والمراجع بكل اللغات في الدير، واختير رئيسًا للدير بالانتخاب في 10 مارس 2013، ووجد يوم 29 يوليو الماضي، مقتولًا خارج قلايته (سكنه) بالدير، ووجهت اتهامات لراهبين أحدهما جرد من الرهبنة، خوفاً من كشف مخالفاتهم المالية، وتم إحالتهما إلى محكمة جنايات الإسكندرية.


مواضيع متعلقة