لماذا لم تحسم معركة إدلب؟.. مدير تحرير "الوطن" يجيب

كتب: شريف سليمان

لماذا لم تحسم معركة إدلب؟.. مدير تحرير "الوطن" يجيب

لماذا لم تحسم معركة إدلب؟.. مدير تحرير "الوطن" يجيب

حل الكاتب الصحفي أسامة خالد، مدير تحرير جريدة "الوطن"، ضيفًا على برنامج "نقاط ساخنة"، المُذاع عبر فضائية "إكسترا نيوز"، للحديث عن ملف تحرير مدينة إدلب السورية، وأسباب إطالة أمد الأزمة، وسبل إنهائها، والدور الذي تلعبه مصر في إنهاء الأزمة السورية. 

وتوقع خالد، حدوث توافق بين وجهتي النظر الروسية والتركية فيما يخص الموقف من معركة إدلب، والتي من المنتظر أن يسعى من خلالها الجيش السوري إلى إنهاء وجود الميليشيات المسلحة، موضحًا أن المعركة في إدلب لن تحسم دون تنسيق بين الجانب الروسي- الإيراني والجانب الأمريكي- التركي. 

وتابع: "بالرغم من الصراعات الإقليمية، إلا أن ما يحدث في سوريا صراع مصالح، ولا يمكن التنبؤ بقدرة طرف على حسم المعركة دون التنسيق مع الطرف الآخر، ونيكي هايلي مندوبة الولايات المحدة الامريكية في مجلس الأمن حذرت من هذا، وعمومًا فإن الصدام سيكون خسارة للجميع".

وأكمل: "أتوقع أن تتوصل كل الأطراف إلى اتفاق ولكن لن يكون واضحًا، وتحقيق أي انتصار في إدلب سيكون جزئيًا ولن يكون شاملًا"، موضحا: "المشهد في سوريا محزن للغاية، فروسيا وإيران وتركيا يتفاوضون من أجل تقرير مصير سوريا، وأنا عندما سألت نائب وزير الخارجية السوري في دمشق عن موعد حل الأزمة السورية، قال إن الأزمة ستنتهي عندما تقرر القوى الدولية والإقليمية".

{long_qoute_1}

واتهم مدير تحرير "الوطن"، تركيا بالتسبب فيما يحدث في مدينة إدلب، مؤكدًا: "صنعت أنقرة ما يمكن وصفه بمنتخب إرهابيي العالم في إدلب، والجميع اتفق على تحويل إدلب إلى عش الدبابير، والآن صارت محاصرة في خانة اليك". 

وأضاف: "موقع إدلب استراتيجي ولا أتوقع حل الأزمة بشكل شامل، وتركيا تريد استعادة أطماعها القديمة وإقامة الإمبراطورية العثمانية المزعومة، كما أنها تتذرع بالأزمة الإنسانية والعناصر الإرهابية التي دعمتها تحتمي بالسكان، وتتخذهم دروعًا بشرية، إلا أن الجيش السوري يتعامل بشيء من العقلانية حتى لا تجري بحور الدماء على الأراضي السورية". 

وتابع: "عدد سكان إدلب زاد حوالي مليون ونصف المليون نسمة في أعقاب الأزمة، قدموا من الغوطة وحلب وحمص وكافة المدن والمناطق التي حررها الجيش العربي السوري، وأصبحت المدينة مثل عش الدبابير الذي يضم المسلحين والإرهابيين، الذي سبق لهم قتال الجيش".

وأكمل: "لا أحد يعلم كيفية أو موعد إنهاء ما يدور في إدلب، فهناك حوالي 170 ألف عنصر أجنبي مسلح، وعند انتهاء الأزمة من المتوقع أن يعودوا إلى كفيلهم وممولهم وهو الجانب التركي، وهذا ما لن تسمح به تركيا بسبب الأزمات التي تمر بها البلاد".

وأوضح: "لم يتم إعداد الأرض التي سينتقل إليها الإرهابيون، مثلما حدث بعد انتهاء معركة الشيشان، ولهذا لا أتوقع أن تنتهي المعركة قريبًا، فهذه الجماعات مرتزقة وتنفذ أهدافًا محددة".

وأردف: "أما مقولة أن مباحثات جنيف هامة وفاعلة على الأرض، فهذا حق يراد به باطل، لأن توازنات الدول الإقليمية هي من تقرر مصير سوريا على أرض الواقع لا المفاوضات، وبالرغم من المشاحنات بين الولايات المتحدة وتركيا فإنهما قد اتفقتا على ترك إدلب بؤرة لصراع مفتوح". 

ولفت إلى أنه لم يبق في سوريا شيء لم يدمر، إلا أنها تبقى موقعًا جغرافيًا هامًا بالنسبة لكل من الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا، موضحا: "تركيا تريد بعث الخلافة العثمانية المزعومة، وإيران ترغب في زيادة نفوذها، وروسيا تعتبر سوريا منفذها الوحيد على دول المنطقة والبحر الأحمر، والولايات المتحدة لا ترغب في وجود روسيا في سوريا". 

وتابع: "تركيا مسؤولة عما حدث في حلب، وما فعلته هناك يثبت ذلك فهي نقلت مصانع حلب بالكامل إليها واستولت عليها، كما تعتبر هي المسئولة عن تمويل منتخب إرهابيي العالم الموجود في إدلب".

{long_qoute_2}

واعتبر خالد أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تتعامل بشرف مع ما يحدث في سوريا، موضحًا أن الدولة السورية تعاني بسبب تضارب مصالح مختلف القوى الإقليمية والدولية منذ 7 سنوات. 

وأضاف: "القيادة المصرية تتعامل بشرف مع الأزمة دون انتهازية، والدور المصري أصبح أكثر تأثيرًا وقوة، ونستضيف مصر وفود المعارضة والحكومة وتنسق مع كل الأطراف، ولهذا تمت دعوتنا إلى مؤتمر جنيف". 

وأكمل: "مصر صارت لاعبًا أساسيًا له دور إيجابي ولا يسعى إلى تحقيق مصالحه على حساب مصالح الشعب السوري".

{long_qoute_3}

واستبعد مدير تحرير جريدة الوطن، أن تشهد إدلب حربًا شاملة بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية المنخرطة في الصراع السوري: "أعنف المواجهات خلال الفترة المقبلة ستكون بين أمريكا والصين، وأتوقع أنها لن تكون حربًا عسكرية بل ستكون حربًا اقتصادية".

وأكمل: "الروس يرغبون في إنهاء ملف إدلب قبل التوجه إلى جنيف، حتى يكونون في وضع أقوى، كما يرغبون في التفرغ لحل الأزمة التي ستنشب بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية". 

وتابع: "الطرف الوحيد الذي يريد إنهاء الصراع في إدلب هو الحكومة السورية، حتى تتمكن من دخول مرحلة الإعمار، أما المعارضة فإن إنهاء ملف إدلب بالنسبة لها يعني ذبحها سياسيًا".


مواضيع متعلقة