حوار| ناصر تركي: الشركات المنظمة لرحلات الحج والعمرة في خطر

03:19 م | الجمعة 07 سبتمبر 2018

قال ناصر تركي نائب رئيس غرفة شركات السياحة عضو اللجنة العليا للحج السياحي، إن شركات السياحة المنظمة لرحلات الحج والعمرة في خطر في ظل نظام السوق المفتوح الذي بدأت السعودية في تطبيقه حاليًا ونظام البرامج المدفوعة مقدمًا، موضحًا أنه يجب على شركات السياحة أن تدخل فيما بينها في كيانات كبيرة قادرة على المنافسة بعد دخول الشركات السعودية منافسا قويا لها.

وأضاف في حواره لـ"الوطن" أنه يجب استمرار الـ 3 جهات المنظمة للحج حاليًا، وهي وزارة الداخلية التي تنظم حج القرعة ووزارة التضامن الاجتماعي التي تنظم حج الجمعيات الأهلية ووزارة السياحة التي تنظم الحج السياحي كون ذلك يصب فى صالح المواطن المصري، مشيرًا إلى أن موسم الحج هذا العام كان ناجحًا. وإلى نص الحوار.

* كيف ترى مستقبل شركات السياحة المنظمة لرحلات الحج والعمرة خلال الفترة المقبلة ؟

بعد اعتماد المملكة العربية السعودية لوسائل التكنولوجيا فى تنظيم رحلات الحج والعمرة وبدء تنفيذ عددا من البرامج مثل برنامج الطريق إلى مكة فإن الفترة المقبلة قد تشهد قيام السعودية بطرح برامج الحج والعمرة المدفوعة مقدما على أنظمة الحجز عبر الانترنت مثل "بوكينج "وهو ما يضع شركات السياحة فى خطر بدخول الشركات السعودية كمنافس قوى فى تنظيم الرحلات للمصريين ، ولابد لشركات السياحة المصرية من التطوير والاندماج فى كيانات كبيرة قادرة على المنافسة مع ضرورة الاستثمار داخل السوق السعودى مع تجويد الخدمة المقدمة للعميل.

- ما هو تقييمك لاتجاة عدد من المستثمرين السعوديين لشراء عدد من شركات السياحة المصرية خلال الفترة الماضية ؟

بالفعل الفترة الماضية شهدت قيام مستثمرين سعوديين وهو أمر طبيعى كون السوق المصري سوق هام جدا بالنسبة للسعودية في ظل تصدرمصر لترتيب الدول المصدرة للمعتمرين خلال السنوات الماضية وقبل تحديد الدولة المصرية لاعداد المعتمرين، إضافة إلى أن الرؤية الجديدة داخل المملكة تعتبر الحج والعمرة من أهم الموارد المالية للسعودية خاصة فى ظل التوسعات الجديدة التي تتم بالحرم المكي، والتي ترفع من نسب استيعابه للحجاج والمعتمرين، والتي تتكلف مليارات الريالات، وأطالب الشركات المصرية فى ظل السوق الحر بالتعامل بالمثل وشراء كيانات لها داخل السعودية حتى تستطيع الاستمرار في المنافسة.

- هل بات سوق الحج والعمرة مفتوحا لأى راغب فى تنظيم البرامج ؟

القانون المصري يقضى بأن الجهة الوحيدة المنظمة لرحلات العمرة داخل مصر هى شركات السياحة ومع آليات السوق المفتوح التى يتم التعامل بها حاليا فإن جهات أخرى ستتدخل في تنظيم رحلات الحج والعمرة للمصريين، وعلى سبيل المثال أصدرت المملكة السعودية خلال موسم الحج الحالي نحو 30 ألف تأشيرة حج خارج الحصص الرسمية للدول العربية، تم تنظيم عدد كبير منها عن طريق برامج مدفوعة مقدما عبر المسار الإكتروني يتم تنظيمها بالكامل بواسطة شركات وجهات سعودية تشمل السفر والاقامة بمكة والمدينة والاقامة بمخيمات منى وعرفات.

- ما هو تقييمك لموسم الحج لهذا العام كونك عضوا باللجنة العليا للحج السياحي؟

الموسم بصفة عامة كان ناجحا، وغالبية شركات السياحة اجتهدت في تنفيذ البرامج للحجاج وهناك مخالفات غير جسيمة ارتكبتها بعض الشركات كتنفيذ تأشيرات مباشرة دون إخطار وزارة السياحة وقصور في أداء بعض المشرفين تجاة الحجاج، إلا أن هناك بعض المشاكل والسلبيات خارجة عن إرادة الشركات خاصة في مشعر منى، فقد اعتدنا خلال السنوات الماضية حدوث بعض الازمات فى التسكين بمخيمات منى وذلك لضيق مساحة المشعرالا اننا فوجئنا أول أيام العيد بشكوى مقدمة من عدد من شركات السياحة لعدم وجود مخيمات لأكثر من 320 حاجا بمنى وتحركنا على الفور مع وزارة الحج السعودية ومؤسسة الطوافة السعودية لايجاد مخيم لهولاء الحجاج وبالفعل تم ايجاد مخيم بديل لهم، وقد تقدمت بعثة الحج السياحى وغرفة شركات السياحة بشكوى لوزارة الحج ومؤسسة الطوافة لايقاف المطوف عن العمل وتعويض الحجاج ماليا، كما تم التقدم بشكاوى أخرى ضد عدد من مكاتب الطوافة أخلت ببنود العقود الموقعة مع الشركات.

- مشكلة التسكين بمخيمات منى تتكرر كل عام فلماذا لم تجدوا حلا لها حتى الآن؟

هي مشكلة لجميع الدول وذلك نظرا لضيق مشعر منى مقارنة بأعداد الحجاج المتواجدين به، وهناك بعض الدول منعت حجاجها عن المبيت بمنى بحيث يقضوا جزء من الليل بها ويذهبوا للمبيت بفنادقهم ويرمون الجمرات فى غير أوقات الذروة منعا للازدحام والتكدس، والحل من وجهة نظرى هو تدشين حملة توعية لجميع الفائزين بالحج قبل بداية المناسك بـ 3 أشهر يشارك بها عدد من شيوخ الأزهر والأوقاف ووسائل الاعلام وذلك لتوضيح الرخص في أداء المناسك وعدم وجوب إقامة الحجاج بمشعر منى وان يتواجدوا بالتناوب منعا لوقوع اية حوادث على ان تصل رسالة تلك الحملات إلى كل المسافرين ويكون هناك قرار فاصل بتلك المسألة.

- كيف ترى تجربة الحج الاقتصادى أو الحج الميسر الذي استحدثته السياحة خلال السنوات الماضية ؟

هذا البرنامج الذي يقصده البسطاء ومتوسطي الدخل أثبت بالتجربة خلال السنوات الماضية، أنه ناجح جدا ويجب إستمراره، حيث اتاح لتلك الشريحة التي تمثل 66% من حصة تأشيرات الحج السياحي أن تقيم بفنادق قريبة جدا من الحرم المكى ومسجد رسول الله، كما أن الخدمات المقدمة لهم جيدة للغاية حيث يتم تقديم وجبتين يوميا لهم طوال اقامتهم بمكة والمدينة و3 وجبات إحداهن ساخنة اثناء اقامتهم بالمشاعر المقدسة بمنى وعرفات ، وهو برنامج متكامل وسعره مناسبا جدا بالنسبة للخدمات المقدمة لها كما ان الشركات باتت متمرسة في تنفيذه.

- طالبتم بالماضي بتنظيم السياحة لكامل حصة مصر من تأشيرات الحج فهل لا زلتم عند رأيكم ؟

في ظل المنافسة الحالية بين الـ 3 جهات المنظمة للحج وهي وزارة الداخلية التى تنظم حج القرعة ووزارة التضامن الاجتماعي التي تنظم حج الجمعيات الأهلية ووزارة السياحة التي تنظم الحج السياحي لتقديم أجود الخدمات للحاج المصري فإني أرى أن تلك المنافسة تصب فى صالح المواطن المصرى ويجب استمرارها خاصة ان هناك تحسن يتنامي عاما بعد آخر في مستوى تنفيذ البرامج وهو ما يجعل صورة الحج المصرى بصفة عامة جيدا.

- ما هي أبرز التوصيات التى يجب الأخذ بها في الحج السياحي الموسم المقبل ؟

أولا: يجب فتح باب التقدم للحج مبكرا عن الأعوام السابقة خاصة أن آخر موعد لتسجيل بيانات الحجاج على المسار الإلكتروني السعودي سيكون يوم 29 شعبان، ثانيا: يجب وضع ضوابط لتقنين تأشيرات حج الفردي التي تتسبب في مشاكل لشركات السياحة، ثالثا: لابد من ايجاد حلول لازمة المساحات بمشعر منى وذلك بتفعيل خطاب دينى يحمل التيسير على الحجاج وحملات توعية للحجاج قبل السفر.

- كيف ترى موسم العمرة الذي سيبدأ رسميا خلال شهر من الآن؟

أعتقد أنه من الضروري ألا يقتصر موسم العمرة على 3 أشهر فقط لأن ذلك يخلق العديد من المشاكل مثل ارتفاع الأسعار ووجود تكدسات بالمطارات وتغيير فى مواعيد الطيراني، وأطالب بأن تحدد الدولة كوتة عددية مثل العام الماضي على أن يتم تنفيذها طوال الموسم وذلك لتقديم خدمة جيدة للمعتمر وبسعر أقل، كما أطالب بزيادة الحصة المخصصة لشهر رمضان 50 ألف تأشيرة وذلك لمواجهة الطلب المتزايد لسفر المعتمرين خلال شهر الصوم.