يزوره السيسي.. "الميدان السماوي" شاهد على تاريخ الصين

كتب: ماريان سعيد

يزوره السيسي.. "الميدان السماوي" شاهد على تاريخ الصين

يزوره السيسي.. "الميدان السماوي" شاهد على تاريخ الصين

عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي في العاصمة الصينية بكين جلسة مباحثات مع رئيس وزراء الصين لي كيه تشيانج في دار ضيافة الدولة، ومن المقرر أن يضع الرئيس إكليلًا من الزهور اليوم، على النصب التذكاري الواقع في ساحة تيان آن من في بكين.

وتعد ساحة تيان آن من أو "ميدان السماء" أكبر ميدان من حيث المساحة في العالم، حيث تصل مساحته إلى نحو 440 ألف متر مربع، ويقع في وسط بكين، وفي منتصفه النصب التذكاري لأبطال الشعب، وسقف باللون الذهبي، وحائط باللون الأحمر، أما في شرق الميدان فيقبع متحف الثورة، وفي غربه يقع المتحف التاريخي، وقاعة الشعب الكبرى.

والساحة التي شهدت أحداثا مهمة في تاريخ الصين بُنيت لأول مرة في 1417 وسُمّيت بـ"تشينتيان مَن" وتعني "بوابة التعاقب السماوي"، وكانت مخصصة للمناسبات الرسمية باعتباره جزءا من المدينة الإمبراطورية، حسب الموقع الرسمي "لإذاعة الصين الدولية".

تعرض الميدان للدمار في نهاية أسرة مينج الملكية بسبب الحرب، وبعد إعادة بنائه عام 1651 في عهد أسرة تشينج الملكية، أُطلق عليه اسم "تيان آن من" واعتبر بوابة الدخول الرئيسية للمدينة الإمبراطورية، المقر الرسمي للأعمال الحكومية ومقر سكن الإمبراطور والمسؤولين الرئيسيين بالحكومة وحاشيتهم، آنذاك، وما زالت الأجزاء الجنوبية لسور المدينة قائمة حتى الآن على جانبي البوابة.

الأهمية التاريخية للميدان ظهرت 1 أكتوبر عام 1949، حيث أعلن الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونج قيام جمهورية الصين الشعبية من منصة الميدان، ليصبح رمزا للصين الجديدة، وشهد أيضا مظاهرات ساحة تيانانمن وهي مجموعة من المظاهرات الوطنية التي وقعت في جمهورية الصين الشعبية، بين 15 أبريل 1989 و4 يونيو 1989، قادها طلاب جامعيون صينيون طالبوا بالديمقراطية والإصلاح.

وفي 2017 كشفت وثائق لوزارة الخارجية البريطانية، رفعت عنها السرية مؤخرا، تدخل الجيش الصيني لقمع المتظاهرين في ساحة تيانانمن في العاصمة بكين عام 1989 ما أسفر عن مقتل 10 آلاف شخص على الأقل، حسب "بي بي سي عربي".

ومنذ 1989 حتى الآن تقع من حين لآخر حوادث في الميدان، ففي عام 2011، أشعل رجل النار في نفسه هناك، في أعقاب ما سماه المسؤولون نزاعا قانونيا، قرب ملصق كبير عليه صورة الزعيم الصيني الشهير ماو تزيدونج، وقبل ذلك وفي عام 2000، اعتقل أعضاء عدة من حركة فالون جونج الروحية بسبب التظاهر في الميدان.

ويتسع الجزء الشمالي من الميدان لنحو مليون شخص، حيث تصل مساحة الجزء الشمالي لـ44 هكتارا، وتنظم فيها الاحتفالات والتجمعات العامة، ومع ذلك لم يكن الميدان متاحا للعامة منذ بنائه لكن في عام 1988 فُتحت منصة الميدان أمام الناس لأول مرة، وبعدها أصبح مزارا للسائحين من كل أنحاء العالم.


مواضيع متعلقة