المعارضة التركية تتهم «أردوغان» بتلقى الأوامر من أمير قطر

09:31 م | السبت 01 سبتمبر 2018

اتهم زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهورى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بتلقى الأوامر من قطر، على حد قوله، وهو اتهام يأتى وسط أزمة اقتصادية يواجهها الرئيس التركى على خلفية أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية. واسترشد «كليجدار أوغلو»، بحسب ما نقلت اليوم صحيفة «زمان» التركية المعارضة، بمقولة شهيرة لـ«أردوغان» بأن «من يتلقى الديون، يتلقى أوامر»، وسأله قائلاً: «بدأتُ الآن تدق باب دولة قطر لطلب الديون. فهل ستتلقى الأوامر من أمير قطر، حسب ما كنت تقول فى الماضى؟».

وتواجه تركيا أزمة اقتصادية حادة مع انهيار تاريخى لليرة أمام الدولار وصل إلى نحو 40%، بعد إجراءات عقابية وتأديبية اتخذها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على خلفية احتجاز «أنقرة» القس الأمريكى أندرو برانسون بتهم إرهاب وتجسس عقب محاولة الانقلاب الفاشل يوليو 2016.

{long_qoute_1}

وقال زعيم المعارضة التركية، قبل اجتماع لمجلس حزبه: «تركيا فى الوقت الحالى لا تطلب ديوناً من أجل سداد ديونها، بل إنها تستدين لسداد فوائد الديون كذلك». وزار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد الثانى أنقرة قبل أيام، وأعلن بعد لقائه مع أردوغان تفعيل حزمة استثمارات فى تركيا تبلغ 15 مليار دولار فى أقرب وقت ممكن. وكان أمير قطر تميم بن حمد زار تركيا مؤخراً، وأعلن عقب لقاء مع «أردوغان» ضخ 15 مليار دولار استثمارات فى تركيا، بهدف إنقاذ الليرة من الانهيار. وفى محاولة لمواجهة أزمة تراجع الليرة، أفادت أرقام نُشرت فى الجريدة الرسمية فى تركيا بأن مرفق الكهرباء سيرفع الأسعار 14% للاستخدام الصناعى، و9% للاستخدام المنزلى اعتباراً من أول سبتمبر، بحسب ما نقلت وكالة أنباء «رويترز». وستفاقم زيادة الأسعار التضخم الذى وصل بالفعل إلى خانة العشرات، وتسلط الضوء على أبعاد أخرى لأزمة العملة المستمرة فى تركيا، وفق الوكالة.

وهوت العملة التركية نحو 42% هذا العام، ما أضر كثيراً بشركات الطاقة، إذ تعتمد تركيا اعتماداً شبه تام على الاستيراد لتلبية احتياجاتها من الطاقة. واستمرت الليرة التركية بالهبوط، أمس، بعد أن أنهت جلسة التداول الجمعة، منخفضة 1.1% عند 6.577 ليرة مقابل الدولار الأمريكى. وأتى ذلك بعد أن خفّضت تركيا مستوى ضريبة الحيازة على الودائع المصرفية بالعملة المحلية الليرة التى يتجاوز أجلها عاماً إلى صفر من 10% بينما رفعت مستوى الضريبة على الودائع بالعملة الأجنبية التى يصل أجلها إلى عام، فى محاولة جديدة لمواجهة أزمة تراجع العملة. وتعرضت الليرة التركية لضغوط متعددة خلال الفترة الماضية، آخرها تخفيض وكالة «موديز» التصنيف الائتمانى لعدد من المصارف والمؤسسات المالية العاملة بالبلاد.

فى سياق آخر، استدعت التحرشات التركية بحقول غاز شرق المتوسط التابعة لليونان وقبرص تبكير موعد اجتماعات لجنة التعاون المشترك على مستوى وزراء الخارجية، التى كانت مقررة أواخر العام الجارى لتصبح فى الثالث عشر من شهر سبتمبر الجارى، وفق صحيفة «كاثمرينى» اليونانية. وتقرر عقد الاجتماعات بمقر وزارة الخارجية الإسرائيلية بمشاركة بنيامين نيتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى بوصفه حاملاً حقيبة وزير الخارجية فى حكومته ووزيرى خارجية اليونان نيكوس كوستاياس، ونظيره القبرصى نيكوس كريستودوبليدس. وبحسب المصادر القبرصية، فسوف يتم استعراض ما تقوم به تركيا من استفزازات ومحاولات القيام بحفر فى خارج مياهها الإقليمية للتنقيب عن الغاز فى شمال شرق المتوسط وإعاقة عمل كل من اليونان وقبرص وإسرائيل فى حقول تلك المنطقة. كذلك ستتناول المحادثات المرتقبة اتخاذ إجراءات ضد السياسات العدائية من الرئيس التركى الذى هدد بأن «أنقرة» لن تسمح بإخراجها من المعادلة الجديدة للطاقة فى شمال شرق المتوسط ومساعيه لفرض نفسه بالقوة افتئاتاً على حقوق قبرص واليونان فى حقول تلك المناطق. وكانت الصحافة القبرصية انتقدت ما وصفته بـ«سياسات الابتزاز» التى تتبعها «أنقرة»، لإقحام نفسها عنوة فى مشروعات استخراج غاز شرق المتوسط، مقابل إيجاد حل للمشكلة القبرصية التى دامت لعقود.