بعد فوز "أردوغان" بالرئاسة.. ما مصير المعارضة التركية بعد الانتخابات؟

كتب: عبدالرحمن قناوي

بعد فوز "أردوغان" بالرئاسة.. ما مصير المعارضة التركية بعد الانتخابات؟

بعد فوز "أردوغان" بالرئاسة.. ما مصير المعارضة التركية بعد الانتخابات؟

وسط خروقاتٍ عديدةٍ التقطتها عدسات وسائل الإعلام العالمية، وشابت عملية الاقتراع والتصويت في الانتخابات التركية، وتشكيك من المعارضة في نزاهتها، فاز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بالرئاسة من الجولة الأولى.

وجرت الانتخابات الرئاسية تزامنًا مع الانتخابات البرلمانية التي تنافس فيها مرشحو كل من أحزاب "العدالة والتنمية"، و"الشعب الجمهوري"، و"الشعوب الديمقراطي"، و"الدعوة الحرة"، و"إيي"، و"الحركة القومية"، و"السعادة"، و"الوطن"، ويشارك مرشحو حزب "الاتحاد الكبير" ضمن قائمة "العدالة والتنمية"، ومرشحو "الديمقراطي" في قائمة "إيي"، والتي شهدت عدة تحالفات بين أحزاب المعارضة لمواجهة تحالف حزب العدالة والتنمية الحاكم مع الأحزاب الموالية له.

الدكتور كرم سعيد، الباحث المتخصص بالشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أكد أن تحالفات الأحزاب التركية المعارضة في الانتخابات هي تحالفات براجماتية مصلحية مؤقتة، من الصعب أن تستمر بعد انتهاء الانتخابات وفوز رجب طيب أردوغان.

وأضاف كرم لـ"الوطن"، أن هذه التحالفات كشفت عن عدة دلالات، من بينها الشعبية المتدنية لميرال أكشنار، مرشحة حزب الخير، على عكس المتوقع قبل الانتخابات بتشكيلها تهديدًا حقيقيًا لأردوغان وحزبه، موضحًا أن حزبها الحديث قد لا يستمر كثيرًا في الحياة السياسية بعد الانتخابات.

وأوضح الباحث في الشأن التركي، أن فوز أردوغان وحزبه بالانتخاب، سيقلب الطاولة على المعارضة التي ضخمت من قدراتها وأوهمت الجميع بقدرتها على إسقاط الرئيس التركي، الذي أوضحت مؤشرات التصويت أنه لا زال يملك شعبيةً كبيرةً، خاصةً بعد تقدمه في اسطنبول معقل العلمانيين.

محرم إنجه، هو الوحيد من بين المرشحين القادر على الاستمرار بشكلٍ قويٍ بعد الانتخابات كرقم مهم في الحياة السياسية، وفقًا لكرم، لافتًا إلى أن هناك شرط مهم لتحقيق ذلك لابد أن يحققه "إنجه"، وهو تحقيق التوافق داخل حزب الشعب الجمهوري الذي رشحه، خاصةً أنه على خلاف مع كمال قليجدار أوغلو رئيس الحزب، الذي رأى ان ترشيحه للرئاسة فرصة للتخلص من الصداع الذي سببه له داخل الحزب، وأنه غير راغب في وجوده من الأساس، مؤكدًا أن وجود "إنجه" على الساحة السياسية سيصبح وقتيًا ولحظيًا ومعنويًا إذا لم يستطع رأب الصدع داخل حزبه.

وتوقع الخبير في الشأن التركي، أن يسير "أردوغان" عقب فوزه في طريق تصالحي مع المعارضة، لتعزيز النموذج الديمقراطي، وتحسين صورته أمام العالم من خلال وضع "ديكور" ديمقراطي، خاصةً أن منح مساحة أكبر للمعارضة لن يضره بعد سيطرته الكاملة على الرئاسة والبرلمان.

من جانبه، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، خبير الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تحالفات أحزاب المعارضة في الانتخابات كانت من أجل إسقاط رجب طيب أردوغان، وهو ما فشلت في تحقيقه، لذلك لا يوجد مبرر لاستمرار التحالف.

وأكد عبدالفتاح في تصريحات لـ"الوطن"، أن أحزاب المعارضة ذات أطياف وتوجهات مختلفة ومتناقضة، حيث إن حزب الشعب الجمهوري علماني، وحزب الخير حزب قومي، فيما يعتبر حزب السعادة إسلاميًا، فمن المستحيل استمرارهم في تحالف دائم بسبب الاختلاف الفكري والأيديولوجي والسياسي، مضيفًا أنه في حالة نجاحهم في إسقاط أردوغان وحزبه سيتفتت التحالف كذلك.

وأوضح خبير الشأن التركي أنه في حالة حصد رجب طيب أردوغان وحزبه أغلبية البرلمان مع الرئاسة، سيوجه ضربةً قاضيةً للمعارضة قد تستمر لمدة 20 عامًا، لافتًا إلى طريقهم للمعارضة في البرلمان عقب الانتخابات عن طريق الهجوم والاستجوابات لن يؤثر في "أردوغان" الذي نجح رغم حشد المعارضة لكل أسلحتها.

قمع رجب طيب أردوغان للمعارضة سيزداد وسترتفع وتيرته بعد إحكام قبضته على البلاد، حسبما يرى عبدالفتاح، مشيرًا إلى أن الرئيس التركي من النوع الذي يزداد قمعه كلما تمكن من السيطرة، مستشهدًا بارتفاع حدة القمع والانتهاكات عقب فشل الانقلاب العسكري عليه في عام 2017، بعدما ظن الجميع انه سيراجع حساباته ويفتح الباب ولو قليلًا للمعارضة.

وشهدت تركيا، أمس، انتخابات رئاسية مبكرة، تنافس فيها 6 مرشحين، أبرزهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عن "تحالف الشعب، والمرشح عن حزب "الشعب الجمهوري" المعارض محرم إنجه، ومرشح حزب "الشعوب الديمقراطي" صلاح الدين دميرطاش، ومن المتنافسين أيضا، مرشحة حزب "إيي" ميرال أكشنار، ومرشح حزب "السعادة" تمل قرة ملا أوغلو، ومرشح حزب "الوطن" دوغو بيرنجك.


مواضيع متعلقة