معركة «الزعامة».. وفديون يطالبون الدولة بالاحتفال بـ«سعد زغلول ومصطفى النحاس».. و«مؤرخون»: ليسا زعماء

كتب: سمر نبيه

معركة «الزعامة».. وفديون يطالبون الدولة بالاحتفال بـ«سعد زغلول ومصطفى النحاس».. و«مؤرخون»: ليسا زعماء

معركة «الزعامة».. وفديون يطالبون الدولة بالاحتفال بـ«سعد زغلول ومصطفى النحاس».. و«مؤرخون»: ليسا زعماء

طالب عدد من القيادات الوفدية بضرورة مشاركة الدولة بشكل رسمى فى احتفالات ذكرى كل من الزعيمين سعد زغلول ومصطفى النحاس، التى ستقام ضمن الاحتفال بمئوية حزب الوفد، ومرور 100 عام على ثورة 1919، مؤكدين أنهما يستحقان الاحتفال والتخليد من جانب الدولة، فيما اختلف عدد من المؤرخين وأساتذة التاريخ، مع آراء القيادات الوفدية، وقالوا لـ«الوطن» إن زغلول والنحاس لا تنطبق عليهما مواصفات وأدوار الزعامة.

وقال طارق تهامى، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن ذكرى الاحتفال بالزعيمين لها شكل خاص هذا العام، حيث تتواكب مع الاحتفال بمئوية حزب الوفد، والاحتفال بزعماء أسسوا حزباً عاش لمدة 100 سنة، لافتاً إلى أن الوفديين يعتبرون أن زعماء الوفد هم ثلاثة فقط، سعد زغلول، ومصطفى النحاس، وفؤاد سراج الدين.

وأضاف أن هؤلاء الزعماء يستحقون الاحتفال والتخليد من الدولة، فلا يجوز أن يظل الوفد وحده فقط يحتفل بذكراهم، وبما ضحوا به من جهد ومناصب وأموال، وصلت إلى حد تعرض «النحاس» لـ6 محاولات اغتيال، وعلى الدولة أن تكون طرفاً فى هذا الاحتفال السنوى.

من جانبه، قال المستشار بهاء أبوشقة، رئيس حزب الوفد، إنه حان الوقت للاحتفال بشكل جيد بالزعيمين، وسيكون هناك كتاب شامل لتاريخ زعماء الوفد الثلاثة، مشيراً إلى أن كتب التاريخ أغفلت هؤلاء الزعماء، وأضاف أنه بعد عام 52 زالت أسباب إغفالهم ونعيش الآن فى عصر نؤسس فيه لدولة ديمقراطية عصرية حديثة، ومن مبادئ الديمقراطية أن نوفى لهؤلاء الزعماء حقهم فى التاريخ.

{long_qoute_1}

من جانبهم، اختلف عدد من المؤرخين وأساتذة التاريخ، مع آراء قيادات الوفد، وقال الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ جامعة القاهرة، إن معنى الزعيم فى اللغة العربية، تعنى الكفيل، وهو الذى يراعى شئون الغير دون طلب منهم، والذى يستحق لقب الزعيم وفق هذا المعنى، ووفق ما ورد فى القرآن الكريم، «وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ»، هو جمال عبدالناصر، لأنه كان يصدر قرارات تمس مصالح الجماهير دون أن يطلبوا منه، وظهر هذا فى قرار مجانية التعليم، ولم يكن هذا بناء على طلب من الجماهير، بل هو شعر بمفرده بما فى ضمير الناس، فعبر عنهم، ومن هنا يستحق لقب الزعيم، وليس كل رئيس زعيماً. أضاف «الدسوقى» إن «زغلول والنحاس» سياسيان، وقاما بأدوار سياسية، والزعامة لا تنطبق عليهما.

وقال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ، رئيس لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، إن لكل عصر زعماءه، ويختلف مفهوم الزعامة نفسه عبر العصور المختلفة، فالزعماء فى التاريخ القديم اتخذوا شكل الأنبياء، ولا يستطيع أحد أن ينكر على سيدنا موسى والسيد المسيح، والنبى محمد عليه الصلاة والسلام، أنهم كانوا زعماء جاءوا برسالات كبرى، غيرت التاريخ.

أضاف أن الأباطرة أيضاً كانوا زعماء، وكل منهم توافر فيه كثير من السمات ساعدته على أن يصبح إمبراطوراً زعيماً، لافتاً إلى أن أبرز زعماء القرن العشرين هم جمال عبدالناصر، ونهرو، وغاندى.

وأوضح «شقرة» أن الوفديين لهم رأى مبالغ فيه فيما يتعلق بسعد زغلول ومصطفى النحاس، حيث يعتبرونهما زعيمين، وقال إنه يختلف معهم، وإن الرجلين من رجال السياسة فى المقام الأول.

من جانبه، قال الدكتور عمرو الشوبكى، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية «عبدالناصر» كان زعيماً تاريخياً، كونه أسس النظام الجمهورى الذى تلتزم به كل القوى السياسية، وتتحرك فى إطاره، وهذا لا يتعارض سواء وصفنا زغلول والنحاس، بأنهما سياسيان أو من الزعماء، فهذه ليست القضية، القضية أن كليهما كان له دور تاريخى، فقد كانا من الرموز الوطنية.


مواضيع متعلقة