خبراء يتوقعون مصير "سد النهضة": قد يتأخر كثيرا

كتب: سمر صالح

خبراء يتوقعون مصير "سد النهضة": قد يتأخر كثيرا

خبراء يتوقعون مصير "سد النهضة": قد يتأخر كثيرا

"إذا سرنا على المنوال الحالي، قد لا يرى المشروع النور في أي يوم"، جزء من تصريحات كاملة أدلى بها رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، خلال خطاب له عن مشكلات تواجه تصميم سد النهضة، أثارت ضجة كبيرة وتساؤلات عدة حول مصير السد. 

وأورد موقع "ذا ريبورتر" الإثيوبي، المزيد من التصريحات لرئيس الوزراء، حيث نقل عنه قوله: "إنه زار مشروع سد النهضة منذ شهرين، ورصد تأخرًا في تنفيذ الجوانب الكهروميكانيكية من جانب هيئة المعادن والهندسة المتعاقد معها".

تصريحات أبي أحمد، فسرها خبراء الموارد المائية والبحوث الإفريقية، بآراء مختلفة منهم من اعتبرها طمأنة للجهة السياسية في مصر التي تتخوف من مخاطر السد على حصة البلاد من مياه النيل، ومنهم من أكد أن رئيس الوزراء الإثيوبي يبرأ نفسه من تأخير اكتمال السد أمام شعبه.

الدكتور أحمد نور عبدالمنعم، خبير الموارد المائية، قال إن السد منذ بدء العمل فيه يواجه مشكلات عدة، كان أولها اعتراض مصر عليه خوفًا على تأثير حصتها من مياه نهر النيل؛ وجاء تقرير المكتب الدولي الفني ليؤكد أن السد عامل الأمان به ضد الزلازل ضعيف جدًا، ثم مشاكل في التكلفة وصعوبة التمويل وكلها مؤشرات تؤكد تؤكد اعتراضات الرؤية المصرية تجاه هذا المشروع.

وأضاف "عبدالمنعم" لـ"الوطن"، أن المرحلة الأولى من بناء السد كان مقرر الانتهاء منها عام 2015، موضحًا "حتى الآن لم تنته وإضافة إلى اعتراضات الجانب المصري والمكاتب الدولية على بعض جزئيات المشروع بالتالي كلها دلائل على السير في اتجاه تعثر إكمال البناء وتحقيق الأمن المائي لمصر"، مشيرًا إلى إنه وإن كانت مصر لا تعترض على المشروع كفكرة ما لم تتأثر حصتها من مياه النيل، حسب تعبيره.

فيما اعتبر الدكتور عباس شراقي الخبير الدولي في مياه النيل، ورئيس قسم الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن تصريحات أبي أحمد ما هي إلا لتبرئة نفسه أمام شعبه من تأخير بناء السد؛ الذي أنفقت عليه الحكومة مليارات لبناءه ويعمل الاقتصاد الإثيوبي خلال السنوات الماضية على تمويله، حسب تعبيره.

"شراقي" استبعد في تصريحاته لـ"الوطن"، أن يكون مصير السد هو العدم وعدم إكتماله تمامًا، لأن ذلك قد يسبب غضب شعبي كبير في الشارع الإثيوبي ولكن لا يمكن إنكار أن مراحل إتمام السد تأخرت كثيرًا بعد أن كان المفترض افتتاح المرحلة الأولى في عام 2015، ولذلك قرر مصارحة شعبه بأسباب التأخير ملقيًا باللوم على الشركة التابعة للإدارة الإثيوبية.

وأوضح الخبير الدولي للموارد المائية، أن شهري أغسطس وسبتمبر موسم الأمطار في إثيوبيا، ولذلك تم إيقاف العمل في الوقت الحالي في الطريق المنتصف للنهر لإفساح الطريق للمياه لأنه لا يمكن إكمال البناء في وقت الأمطار والفيضان، ولكن يمكن استكمال البناء بعد انتهاء الموسم، أما عدم إكمال بناءه تمامًا أمر صعب، حسب قوله.


مواضيع متعلقة