«أم عبده» متعهدة البصل لـ«المحال»: «دموعى مابتنشفش»

كتب: دعاء عرابى

«أم عبده» متعهدة البصل لـ«المحال»: «دموعى مابتنشفش»

«أم عبده» متعهدة البصل لـ«المحال»: «دموعى مابتنشفش»

تجلس أمام محلها، ممدة الساقين، تمسك بيدها سكيناً صغيرة، بينما يحيط بها عدد من الأجولة و«القفف» العامرة بالبصل، تواصل عملها، بينما تنساب دموعها دون توقف، حيث تقوم بتقشير كميات كبيرة من البصل بشكل يومى، لتقوم بتوزيعها لاحقاً على محال الجزارة والمشويات، حيث يتم مزجها مع اللحوم لعمل «الكفتة والحواوشى».

سنوات طويلة قضتها «أم عبده»، بشارع «المدبح القديم»، فى منطقة السيدة زينب، لم تهنأ السيدة بـ«القعدة فى البيت»، فمنذ زواجها وهى تعمل فى «تقشير البصل»، وظيفة خصمت الكثير من جمالها وصحتها، فضعف نظرها وارتدت نظارة طبية، حاملة معها بشكل دائم «قطرة طبية»، لترطيب عينيها.

«أنا كانت عينى خضرة وجميلة، كنت باتعايق بيها، والناس تحسدنى على جمالها»، تقولها بحسرة بعدما تحولت عيناها إلى اللون الأحمر من فرط الالتهاب المتواصل.

{long_qoute_1}

تشكو كثيراً للمحيطين، فتواجه تلك المعلومة الأثيرة «البصل مفيد للعين»، لكنها ترد سريعاً «اسأل مجرب ولا تسأل طبيب، مية البصل مفيدة صحيح للعين، لكن ده للست اللى قاعدة فى البيت اللى بتقشر كل يوم بصلة واحدة أو اتنين، لكن اللى زى حالاتى بتقشر كل يوم ييجى 3 أشولة لوحدها، طبيعى عينى تبوظ».

فى التاسعة صباحاً تنتقل المرأة ذات الـ65 عاماً، إلى محلها، للبدء فى تحضير الكميات المطلوبة منها، التى تزيد خلال أيام عيد الأضحى، لكثرة الشراء وتخزين اللحوم، مضطرة إلى مد ساعات العمل مع العامل الذى يساعدها، والذى لم تتوقف عيناه عن ذرف الدموع بدوره، معتمدة على أولادها فى نقل أجولة البصل من سوق الساحل وإرسالها بعد تحضيرها إلى المحال المتعاونة معها «فى العيد الشغل بيبقى كتير، وكل محل بيبقى طالب فى اليوم لوحده ييجى 3 أشولة أو 20 كيلو بصل، لازم نخلص كل الكميات المطلوبة بسرعة، علشان ده موسم، والناس 24 ساعة شغالة، مافيش غير اتنين اللى بيشتغلوا الشغلانة دى فى السيدة، كان نفسى أتعلم شغلانة آكل منها عيش غيرها، لكن ما باليد حيلة».


مواضيع متعلقة