تأخر «المخصصات المالية» يحاصر طلاب البعثات فى الجامعات المصرية

كتب: أحمد عصر وهشام حجى

تأخر «المخصصات المالية» يحاصر طلاب البعثات فى الجامعات المصرية

تأخر «المخصصات المالية» يحاصر طلاب البعثات فى الجامعات المصرية

الهروب من الحرب وويلاتها لم يمنعهم عن هدفهم الذى جاءوا إلى مصر من أجله، ألا وهو التعليم فى جامعاتها، ورغم وجود أزمات فى إرسال المخصصات المالية التى تبعثها الحكومة اليمنية للطلاب اليمنيين بالقاهرة، فلا يوجد لديهم سبيل آخر لطرقه سوى باب السفارة والملحق الثقافى، واللجوء إلى ذويهم فى اليمن لإرسال نفقات دراستهم وإعانتهم على مصاريف المعيشة داخل مصر.

عاطف الجنيد، طالب يمنى يعد الماجستير فى المحاسبة، بجامعة قناة السويس، يقول: «عندما تبعث اليمن طلاباً لتلقى العلم فى مصر يوجد نوعان من الابتعاث، أحدهما ممول تمويلاً كاملاً من الحكومة اليمنية، فهى التى تقوم بدفع الرسوم للجامعات المصرية، وكذلك دفع مصاريف للطالب، وهذا النوع هو النسبة الأعلى من الابتعاث، أما النوع الآخر فهو أن تعطى مصر لليمن ما بين 60 إلى 75 مقعداً مجانياً، وهنا الحكومة اليمنية لا تدفع رسوماً للجامعات بل تدفع مصاريف للطالب لينفق من خلالها على نفسه واحتياجاته الجامعية، وهذا يعد من باب التبادل الثقافى بين مصر واليمن».

{long_qoute_1}

ويكمل: «اليمن عندما دخلت فى الحرب وسيطرت ميليشيات الحوثى على البلد أصبحت موارد الدولة محظورة، وصارت الأموال التى تجمعها الدولة لا تذهب إلى مكانها الطبيعى بل تذهب إلى الميليشيات، وينفقونها فى غير مجراها السليم حتى أصبحت كل شرائح الدولة تعانى نقصاً فى الموارد المالية، والطلاب شريحة من هذه الشرائح».

ويوضح «الجنيد» أنه طالب ابتعاث حكومى ممول تمويلاً كاملاً من الحكومة اليمنية، ومع ذلك لم يحصل على مستحقاته المالية منذ 7 أشهر، رغم أن تلك المستحقات يحصل عليها الطالب كل ثلاثة أشهر، وأن السنة الدراسية مقسمة على أربع دفعات، وأنه حتى الآن لم يحصل على أى دفعة من الدفعات السابقة منذ بداية العام الحالى».

المصاريف الدراسية التى يدفعها «الجنيد» تبلغ 4000 دولار سنوياً وربما تتجاوز هذا الرقم فى الكليات العلمية، حسب قوله، شاملة رسوم الجامعة ومصاريف احتياجات الطالب ومسكنه، وإذا كان الطالب مستجداً فى الجامعة فإنه يدفع ما يسمى برسوم القيد مما يزيد عليه المصاريف إلى 20 ألف دولار، مضيفاً: «أنا مابعرفش أركز فى دراستى بسبب تأخر إرسال مستحقاتى المالية، لأن كل شىء مترتب على إرسالها حتى دخول الامتحان والمناقشات يشترط دفع رسوم الجامعة ومستحقات الكتب».

حال «الجنيد» لم يختلف كثيراً عن غيره من الطلاب اليمنيين فى القاهرة ومنهم أبوهيثم الركانى، الذى يعد رسالة الدكتوراه فى الصحة العامة، بجامعة أسيوط، منذ خمس سنوات، ومتزوج ولديه ثلاثة أطفال، يقول: «بدأت أزمة إرسال المخصصات المالية للطلاب اليمنيين فى القاهرة منذ أواخر عام 2015، عندما سيطرت الميليشيات الحوثية على البنك المركزى، واستحوذت على الاحتياطى النقدى، وعلى التحويلات الخارجية للطلاب، وبدأت المشكلة فى تأخر المخصصات فقط حتى أصبح التأخر تراكمياً، لأنه من المفترض أن نستلم المخصصات بداية كل ثلاثة أشهر، سواء طلبة بكالوريوس أو دكتوراه، وعلى حسب نوع دراسة الطالب يتحدد مقدار مخصصاته».

ويوضح «أبوهيثم» أنه فى أول دراسته فى مصر، كان يوجد تأخير لا يذكر فى إرسال المخصصات للطلاب، ويقول: «أما فى آخر ثلاث سنوات فقد أصبحت المخصصات تتأخر جداً وتتراكم بالأشهر والآن هم بالربع المالى الثالث للعام الدراسى ولم يرسل إليهم شىء، ما يؤثر على الطالب بالسلب، لأن دخوله الامتحان وإجراء المناقشات متوقف على دفع الرسوم وعمل الأبحاث».

ويكمل: «أنا لا أشتغل فى وظيفة فى القاهرة لعدم وجود وقت كافٍ، ولأن طلب العلم محتاج الكثير من الوقت».

عبدالرحمن فدج، طالب يمنى، جاء إلى القاهرة لتحضير الدكتوراه فى طب الأسنان، بجامعة عين شمس، يقول: «الطالب اليمنى يستلم راتباً كل ثلاثة شهور، وكان يحصل على الراتب فى موعده المحدد وهو بداية الشهر الأول من الربع المالى السنوى، أما فى آخر ثلاث سنوات فبدأت المخصصات تتأخر وتتراكم، دون أن يحصل الطالب منها على شىء، وعندما يلجأ إلى السفارة أو الملحق الثقافى اليمنى، يقولون لنا عليكم بالصبر، وأصبح الحال أنه كل 6 أو 8 أشهر يرسلون لنا دفعة مالية، بعد أن كانت كل 3 أشهر»، بهذه الكلمات يصف «فدج» حاله وحال زملائه.

يقول «فدج»: «طلبة زملائى لم يدخلوا الامتحان بسبب عدم دفعهم للمصاريف الجامعية، ومع ذلك لم ترسل لهم الحكومة اليمنية مخصصاتهم وهذا يراكم المصاريف الجامعية على الطالب»، موضحاً أن الطالب لكى يسجل مناقشة رسالته يجب أن يكون مستوفياً للشروط ومنها دفع كل مصاريف الجامعة.


مواضيع متعلقة