آباء في ثوب عزرائيل..خبراء علم نفس يفسرون سبب انتشار جرائم قتل الأبناء

كتب: هبة وهدان

آباء في ثوب عزرائيل..خبراء علم نفس يفسرون سبب انتشار جرائم قتل الأبناء

آباء في ثوب عزرائيل..خبراء علم نفس يفسرون سبب انتشار جرائم قتل الأبناء

في الوقت الذي لم تغلق فيه جهات التحقيق ملف قضية مقتل الطفلان "ريان ومحمد" على يد والدهم، بحسب اعترافه، بميت سلسيل محافظة الدقهلية، حتى طفت على سطح الأحداث جثة طفل صغير ونجاة شقيقه الرضيع، جاء في التحريات أن أمهما ألقتهما داخل ترعة البحر اليوسفي بعزبة الشيخ عيسى، التابعة لقرية صفط الخمار بسبب خلافات مع زوجها.

جاء الإخطار إلى الجهات الأمنية بالمنيا، يفيد إلقاء سيدة تدعى "الشيماء. ص. ع. 24 عامًا" طفليها "محمد. ر. ض. 5 سنوات"، و"هاني. 6 أشهر، داخل ترعة البحر اليوسفي أمام عزبة الشيخ عيسي التابعة لقرية صفط الخمار محافظة المنيا.

وفي جريمة قرية ميت سلسيل قال "الأب"، المنسوب إليه تهمة قتل "ابنيه" ريان 5 سنوات ومحمد 3 سنوات، نفس عبارة نجل الفنان المرسي أبوالعباس أثناء التحقيق معه، مساء أمس، "قتلت أولادي علشان يسبقوني للجنة".

وفي محاولة لفهم لغز أو تفسير جزء من أسباب انتشار الجرائم الأسرية، خاصة قتل الآباء أبنائهم، تواصلت الوطن مع خبراء نفسيون للاستفادة من بعض دراساتهم أو نظرتهم التحليلية للقضية التي باتت "حديث المدينة".  

وعلق الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن هذه النوعية من الآباء والأمهات يحملون فاتورة أخطاءهم لأولادهم، وأن المتنفس للضغوط الحياتية التي يتعرضون لها هو التخلص من أبناءهم، دون إدراك منهم أن هؤلاء هم الأقرب إليهم.

ووصف استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية لـ"الوطن"، الشخصية التي تقوم بمثل تلك النوعية من الجرائم بالـ"النرجسية الأنانية"، التي تفكر في نفسها أكثر من غيرها، بالإضافة لكونها شخصية سيكوباتية عدوانية، لا تمانع من الآذية حتى ولو كان أبنائها.

وتوقع هاني، حدوث تلك النوعية من الجرائم داخل الأسرة، ولكن بأشكال مختلفة، كون أن المجتمع يمر بمرحلة الانفلات الأخلاقي، وهو عبارة عن وجود ظواهر غريبة غير نطاق الواقع والمألوف وتحدث بكثرة.

وأكد استشاري الصحة النفسية، على ضرورة أن تتحرك جميع مؤسسات الدولة كالإعلام والأزهر والدراما والسينما، للتوعية بدور الأسرة وأهميتها، بالإضافة لأهمية أن يكون هناك تأهيل نفسي لكل الأسر: "من البداية لازم يكون في كشف وتأهيل هل الشخصين دول مؤهلين للزواج والإنجاب والتربية أم لا".

ويستكمل: "لو دورنا على انتحار البنت اللي رمت نفسها تحت المترو هنلاقي مشاكل أسرية، وعشان كده الرئيس طالب ببناء الأسرة المصرية".

وعلى الجانب الاجتماعي، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس، إن الشخصية المصرية لا تعرف الجريمة أو العنف ولا تميل له، ولكن ما يحدث مؤخراً ما هو تغير يدعوا للاهتمام من قبل جميع مؤسسات الدولة.

وأكدت أستاذ علم الاجتماع لـ"الوطن"، على ضرورة أن يعطي الأزواج لأنفسهم مهلة تصل إلى سنة بعد الزواج لمعرفة ما إن كان اختيارهم صحيح أم خطأ حتى لا يدفع الأبناء فيما بعد نتيجة الاختيار الخاطئ وهو قتلهم.

ونوهت خضر، أنها تخشي أن تتكرر الجريمة بهذا الشكل مرة أخرى، نافية أن تكون الأوضاع الاقتصادية لها علاقة بالإقبال على تلك النوعية من الجريمة، إذ أن قاتل أبنائه بميت سلسيل كان يعمل في تجارة الآثار وميسور الحال.


مواضيع متعلقة