بريد الوطن| استهلاك المواطن فى المُجمعات الاستهلاكية

بريد الوطن| استهلاك المواطن فى المُجمعات الاستهلاكية
يعيش المواطن البسيط بين حجر الرحايا يطحن يومياً كحبات القمح من أجل لقمة العيش يراوده حُلم واحد فقط.. أن يعيش. ربما سعت الحكومات وما سلف منها أن تقدم الدعم فى صورته المتهالكة باختلاف أشكاله للمواطن البسيط الذى أصبح بدوره يرضى بما قُسم له دون أى اعتراض ليس من باب الرضا، ولكن رُبما لأنه أصبح أكثر استسلاماً عن ذى قبل، تسير الأمور بين طرفى المعادلة فى تناغم الشد والجذب فيما يتعلق بمتطلبات المعيشة وما تحمله فى طياتها من خبايا. وفى صورة عن قرب للشارع المصرى يظهر لنا الطرف الثالث الذى صعب من الأمر، إذ يُزيد من حجم المشكلة ويضخم مما يحمله المواطن على كاهله كاسراً بضغوطه حائط الرضا المُزيف.
يقوم بدور الطرف الثالث هنا موظفون وتجار يمثلون بأدوارهم على مسرح المجمعات الاستهلاكية، التى لطالما كانت هى المنفذ والمتنفس الوحيد للمواطن العادى الذى يُلبى أغلب متطلباته بالأسعار التى تناسبه وتدعم احتياجاته. إلا أنه وبعد زيادة الأسعار المُتلاحقة بعيدة عن التدرج الاستهلاكى للمواطن واستيعابه، أصبح الأمر على غير ذى سابق فلم تعُد المجمعات الاستهلاكية تقوم بدورها. إن وجود المجمعات الاستهلاكية فى الأساس لصالح المواطن وخدمته وليس لاستهلاكه واستنفاد ما تبقى لديه من رضا ورغبة فى العيش.
محمد أحمد صلاح
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com