حرب كلامية جديدة بين روسيا وأمريكا.. وإيران تهدد حلفاء واشنطن

04:11 م | الأربعاء 22 أغسطس 2018

تصاعدت حدة الصراع بين موسكو وواشنطن اليوم، بحرب كلامية بين مستشار الأمن القومي الأمريكي ومسؤولين روس، حيث رد مسؤول روسي رفيع المستوى، على تصريح مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، الذي قال فيه إن روسيا "علقت" في سوريا، وقال المسؤول في تصريحات نقلتها وكالة إنترفاكس اليوم: "نود تذكير جون بولتون، أنه إذا كان هناك من علق فعلا، فهي الدولة التي يتولى هو حاليا، شؤونها الأمنية".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة بالذات غرقت في وحول العراق وأفغانستان. ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، اليوم، روسيا بأنها "عالقة" في سوريا، وهي تبحث عن من يستطيع أيضا تمويلها لإعادة البناء بعد الحرب، مشيرا إلى أن هذا يمنح واشنطن أدوات في المفاوضات مع موسكو.

وخلال مقابلة خاصة مع وكالة "رويترز"، قال أن الولايات المتحدة تفكر في أشكال التعاون مع البلدان الأخرى في سوريا، ولكن بشرط سحب إيران لقواتها.

وتابع: "إننا سوف نرى، على ماذا نحن والآخرون يمكن أن نتفق في موضوع حل النزاع في سوريا. ولكن هناك شرط مسبق واحد هو خروج القوات الإيرانية والرجوع إلى إيران".

وأضاف "بولتون": "إن مصلحتنا في سوريا هي القضاء التام على الخلافة داعش المحظورة في روسيا، والتعامل مع التهديد المستمر لإرهاب داعش والمخاوف حول وجود الفصائل والقوات النظامية الإيرانية ".

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، اليوم، إن النظام الإيراني ظل مركزاً للإرهاب، منذ عام 1979 في إشارة إلى سقوط الشاه ووصول الملالي إلى سلطة البلاد. وأكد بولتون خلال مؤتمر صحفي بالقدس المحتلة، أن تأثير العقوبات التي أعادت بلاده فرضها على طهران فاق التوقعات، وأكد أن على الأوروبيين الاختيار بين التعامل مع الولايات المتحدة أو إيران.

وتابع "بولتون": "لنكون واضحين، تغيير النظام الإيراني لا يعد من سياسات الولايات المتحدة، لكن ما نريده هو تغيير هائل وكبير في تصرفات النظام"، وفق ما نقلت "رويترز". وأشار إلى أن الاقتصاد الإيراني عانى من سوء إدارة لفترة طويلة، لكن الاتفاق النووي الإيراني أعطى النظام حياة جديدة، "هذا النظام الذي كان بنكاً مركزياً للإرهاب الدولي منذ 1979".

ومن جهته، زعم مساعد وزير الخارجية الأمريكي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى شق الولايات المتحدة. ونقلت جريدة "فزجلاد" الروسية عن ويس ميتشل، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون أوروبا واوراسيا، قوله إن بوتين يعمل على شق الولايات المتحدة باستخدام أدوات الثوار الروس الذين قاموا بالثورة في عام 1917.

وفنّد فريق التواصل الإلكتروني، في وزارة الخارجية الأميركية، على حسابه في تويتر "كذب" إيران بشأن المقاتلة الجديدة التي قالت إنها أنتجها مؤخراً، مؤكدا ان تلك المقاتلة انتجتها الولايات المتحدة منذ عقود.

ومن جانبها، أعلنت وزارة الصناعة والتجارة الروسية، اليوم، أن حظر الولايات المتحدة على تصدير الأجهزة الإلكترونية والمكونات ذات الاستعمال المزدوج إلى روسيا سيؤثر على بعض الصناعات، ولكن ليس تأثيرا حرجا، وستحاول الوزارة دعم الشركات في حالة الحظر الكامل. وأضاف بيان وزارة الصناعة والتجارة، أن السلطات الروسية قد وضعت تدابير ردية لتخفيف تأثير الحظر الأميركي على تصدير المنتجات ذات الاستخدام المزدوج، وسيتم استيراد مكونات الإلكترونيات غير المتوفرة من دول جنوب شرق آسيا.

أعلنت شركة فيسبوك، اليوم، أنها حذفت أكثر من 650 صفحة ومجموعة وحسابا، اعتبرتها "مزيفة" وأنها كانت تعود لروسيا وإيران، وخصصت لنشر المعلومات المضللة. وفي سياق اخر، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسف موسكو لرفض الولايات المتحدة المشاركة في مؤتمر موسكو المقرر انعقاده في 4 سبتمبر المقبل حول أفغانستان، مشيرة إلى أن عدم مشاركة واشنطن في هذا المؤتمر يكشف زيف الخطاب الأمريكي السلمي في الشأن الأفغاني.

وحذر الرجل الدين الإيراني الكبير أحمد خاتمي الولايات المتحدة، اليوم، من أنها إذا هاجمت إيران فسيتم استهداف حلفائها في المنطقة بما في ذلك إسرائيل.

وفي سياق متصل، ارتفعت أسواق النفط، اليوم، بدعم من انخفاض مخزونات الخام بالولايات المتحدة وتراجع الدولار، كما وجدت الأسعار دعما في المخاوف من احتمال حدوث نقص في الإمدادات الإيرانية، اعتبارا من شهر نوفمبر، بسبب العقوبات الأمريكية. واستبعد خبراء أن تتراجع العملة الروسية بشكل حاد، مع دخول حزمة من العقوبات الأمريكية على روسيا حيز التنفيذ، مشيرين إلى أن تأثير العقوبات سيكون محدودا على الروبل.

ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد أبوزيد الباحث في إدارة الأزمات والأمن الإقليمي، أن تصاعد الخلافات بين واشنطن وموسكو ينذر بإطالة أمد الازمات في المنطقة العربية، ولاسيما الأزمة السورية، مؤكدا ان روسيا لن تقبل بسهولة أن تجبر شريكها الايراني على التنازل مجانا على كل ما قدمه لدعم الحليف السوري خلال سنوات الازمة، والخروج من الاراضي السورية بلا مكاسب.

واعتبر "أبوزيد" في تصريحات لـ"الوطن" أن الولايات المتحدة جادة في عقوباتها ضد إيران، بدليل التضييق عليها في كل الملفات سواء من خلال العلاقات الثنائية وفرض العقوبات الاقتصادية، أو عبر الانسحاب من الاتفاق النووي، والتصميم على إخراجها من الأراضي السورية، موضحًا أن الضغط الأمريكي هدفه تغيير سلوك النظام الإيراني الذي لا يزال لديه أطماع توسعية في المنطقة ويتصرف بسلوك ثورة تحاول الانتشار وليس دولة مسؤولة ولديها التزامات ازاء استقرار منطقتها.