مدير إدارة «الحفاظ على التراث»: 3 آلاف عقار «مسجل» فى القاهرة تحتاج إلى مليارات الجنيهات لاستعادة عراقتها.. ومن يهدمها دون ترخيص مصيره السجن

07:01 م | الثلاثاء 21 أغسطس 2018

قالت الدكتورة ريهام عرام، مدير عام إدارة الحفاظ على التراث بمحافظة القاهرة، إن المحافظة، ممثلة فى إدارة الحفاظ على التراث، أخذت على عاتقها إنجاز مشروعين مهمين، هما تطوير القاهرة الخديوية والقاهرة التاريخية، لإعادة الوجه الحضارى للعاصمة، مؤكدة أن استعادة وسط البلد لرونقها يحتاج لـ3 سنوات، وأشارت إلى أن التحدى الأكبر فى إنجاز تلك المشروعات يتمثل فى توفير الدعم اللازم.

{long_qoute_1}

وأضافت «ريهام»، فى حوارها لـ«الوطن»، أن العاصمة بها أكثر من 3 آلاف عقار تراثى، تتطلب مليارات للحفاظ عليها، وشددت على ضرورة تغليظ العقوبات على من يشوه الوجه الحضارى لوسط البلد بزيادة الغرامة المقررة على المخالفين، وإلى نص الحوار.

ماذا يمثل لك كونك أول سيدة تتولى إدارة الحفاظ على التراث بالقاهرة منذ إنشائها؟

- هذا تكليف وشرف لى، وكانت بداية عملى فى محافظة القاهرة بقسم العلاقات الخارجية، ومن خلالها تعرفت بممثلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» التى سعت لأن تكون لمحافظة القاهرة إدارة خاصة للحفاظ على القاهرة التاريخية، باعتبارها موقعاً من مواقع التراث العالمى، وتواصلت مع محافظ القاهرة وعرضت عليه تشكيل إدارة للحفاظ على تراث القاهرة فهى غنية بالأماكن التراثية والمناطق الأثرية، وبدأت رحلتى لتشكيل تلك الإدارة، فحصلت على موافقة الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة عام 2015 ومن ثم بدأت الإدارة فى عملها الرسمى تحت إشرافى المباشر وبمساعدة مجموعة من المهندسين والأثريين ومجموعة من المتخصصين فى مجال التاريخ والسياحة والعاملين بالأحياء المنضمين للجنة، وتم تأهيلهم وتدريبهم لمدة عامين من قبل اليونيسكو، كما تم تعيين مجموعة من الشباب من حملة الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى الاستعانة بمهندسين وبعض العاملين بالأحياء انضموا إلينا لتكون الإدارة شاملة مختلف الكفاءات للحفاظ على التراث.

ما أهم الملفات التى تركز عليها الإدارة؟

- نحن معنيون حالياً بأهم مشروعين تراثيين هما القاهرة الخديوية والقاهرة التراثية، وقد تخرجت فى قسم الإرشاد السياحى الفرنسى بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، وفى هذا القسم درست تاريخ وحضارة مصر عبر العصور المختلفة بداية من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، وحصلت على الدكتوراه عام 2011 فى حضارة مصر القديمة. {left_qoute_1}

كم عدد العاملين فى الإدارة؟

نحو 15، كلهم من الشباب وبعضهم كانوا يعملون بالأحياء وبعضهم من حديثى التخرج، وهذا العدد غير كافٍ ونحتاج إلى جيش من المؤهلين المؤمنين بالقضية للحفاظ على تراث البلد لأننا نحارب ثقافة ليس لديها الوعى الكافى للحفاظ على التراث ونفتقد الهمة والإرادة لعمل ذلك.

بم تفسرين افتقاد الهمة وغياب الوعى؟

- لا يوجد مواطن مصرى لا يحب تراث بلاده، لكن فئة كبيرة ليس لديها الوعى، ونتغنى بأننا حضارة 7 آلاف سنة ولا نحافظ عليها، ولا يتم تعليم الأطفال والشباب والطلاب أهمية هذا التراث ولا نغرس فيهم أهمية تلك الحضارة والموروث الحضارى الهائل، ولا بد من تنظيم رحلات لأبنائنا وتثقيفهم وغرس حب التراث فيهم وأهمية الحفاظ عليه.

هل الحفاظ على التراث قاصر على القاهرة فقط؟

- بدأنا من فترة بسيطة تفعيل إدارة الحفاظ على التراث بكل المحافظات بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية، والوزير ساعدنا بشكل كبير من خلال التواصل مع اليونيسكو لتنظيم دورات تدريبية لكل المقرر عملهم بتلك الإدارات ليكونوا مؤهلين بكل محافظة.

لكن النصيب الأكبر من التراث موجود بالقاهرة؟

- بالفعل، فالقاهرة تحوى نصيب الأسد من التراث والحرف والمهن التاريخية، لكن العاصمة تواجه تحديات كثيرة منها ازدحام مرورى ومخالفات وإشغالات وخلافه، بينما مدن مثل رشيد فى منتهى الجمال، وبورسعيد ومدن القناة تحوى تراثاً معمارياً يجب الحفاظ عليه، وتمنيت العمل فى رشيد للحفاظ على تراثها.

وهل يشترط فى تسجيل العقار كتراث معمارى مرور 100 عام عليه؟

- إجراءات الحصر والتسجيل تتم وفقاً للاشتراطات التى حددها الجهاز القومى للتنسيق الحضارى وليس شرطاً أن يسجل عقاراً أو مبنى لأن بها عناصر معمارية متميزة فحسب أو مر عليه 100 عام، لكن من الممكن أن يتم التسجيل بناء على القيمة التاريخية بأن يكون هناك بيت أو مقبرة لأحد المشاهير أو الفنانين أو الشخصيات المؤثرة فى المجتمع أو المرتبطة بالتاريخ القومى، فمثلاً تم تسجيل مبنى مجلس قيادة الثورة نظراً لأهميته التاريخية، وتسجيل بيت فى الدرب الأحمر رغم تهالكه لأن شخصية فنية متميزة مثل القصبجى سكن هذا المكان. وهناك لجان دائمة تختص بالحصر والتسجيل تعمل وفق قانون البناء رقم 144 لسنة 2006 فى شأن تنظيم وهدم المبانى غير الآيلة للسقوط والحفاظ على التراث المعمارى، واللجنة تتشكل بقرار من المحافظ، وتضم ممثلاً لوزارة الثقافة تكون له رئاستها وممثلاً لوزارة الإسكان، واثنين يمثلان المحافظة وخمسة من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات من المتخصصين فى مجالات الهندسة المعمارية والهندسة الإنشائية والآثار والتاريخ والفنون، والقواعد المنظمة لحصر العقارات ذات القيمة المعمارية المتميزة تنطبق على المقابر التراثية من حيث الحفاظ عليها وعلى القيمة التاريخية التى تمثلها.

{long_qoute_2}

هل تعوّض الدولة ملاك المبانى التى تصنف كتراث معمارى؟

- الحصر ليس أكثر من إدراج المبانى فى الكشوف وتوثيقها فقط، والدولة لا تعوض أحداً، لأنه لا يوجد نزع ملكية، لكن لا يتم ترميمه إلا بتصريح وتحت إشرافنا.

ماذا عن مبانى الوزارات بعد نقلها للعاصمة الإدارية؟

- لدينا نحو 18 مبنى تراثياً بمنطقة مربع الوزارات فى وسط القاهرة وجارٍ بحث استغلالها بالشكل الأمثل بعد نقل الهيئات والوزارات الحكومية للعاصمة الإدارية الجديدة. وهناك لجنة من وزارات التخطيط والمالية والإسكان ومحافظة القاهرة وجهاز التنسيق الحضارى تدرس التصور الأمثل للتعامل مع مبانى الوزارات والجهات الحكومية التى ستنتقل إلى العاصمة الإدارية الجديدة العام المقبل، خاصة أن أغلب مبانى هذه الجهات مسجلة كتراث أو مبانٍ ذات قيمة معمارية وهو ما يتطلب وضع مخطط واضح للحفاظ عليها وتطويرها واستثمارها والاستغلال الأمثل لها وربما يكون لها منفعة اقتصادية.

ماذا عن مشروع تطوير القاهرة الخديوية؟

- مشروع تطوير القاهرة الخديوية يمثل نقلة نوعية لوسط البلد، فقبل التطوير كانت المنطقة مرتعاً للباعة الجائلين، وعانت من الفوضى العارمة، وليس أدل على ذلك من شارع 26 يوليو، وتمت معالجة الأمر من خلال نقل الباعة إلى سوق الترجمان، ومنطقة القاهرة الخديوية تتميز بالمعمار الأوروبى منذ منتصف القرن التاسع عشر، وحظيت باهتمام الخديو إسماعيل الذى تولى الحكم فى عام 1863 وبدأ مشروعات التوسع فى بناء مصر الحديثة لذلك حملت المبانى طابعاً متقدماً فى عصره. {left_qoute_2}

ما دوركم مع لجنة المهندس شريف إسماعيل؟

- نشارك مع لجنة حماية التراث برئاسة المهندس شريف إسماعيل التى أنشئت فى 2016، وتضم ممثلين عن عدة جهات، منها وزارات التخطيط والإسكان ومحافظة القاهرة ورئيس التنسيق الحضارى ورئيس العاصمة الإدارية، وأهدافنا تتمثل فى عدم ترك التراث فريسة للعشوائية والفوضى وإعادة الشىء لأصله، وركزنا على وسط البلد تحت مسمى تطوير القاهرة الخديوية، ومعظمها عقارات أنشأها الخديوى إسماعيل بالاستعانة بمعماريين فرنسيين وبلجيك وإيطاليين، وهى ثروة عقارية متميزة وجارٍ ترميمها وإعادة صيانتها واستخدامها بشكل اقتصادى.

كم عدد العقارات التى شهدت تطويراً بوسط البلد؟

- تم إعادة تأهيل أكثر من 200 عقار بالقاهرة الخديوية، بنسبة 40% من العقارات الموجودة، ونعمل على تطوير مناطق بعقاراتها وشوارعها وميادينها، وتغيير فكر القاطنين بها، وليس الأمر قاصراً على تطوير العقارات فقط، حيث نعمل على إعادة الشىء لأصله، ونستعين بالصور القديمة لوسط البلد من حيث الألوان والديكورات والشكل وخلافه فى عملية التطوير، وحدث هذا فى عمارات شارع عماد الدين وشارع الألفى، ونسعى إلى جعل بعض الشوارع قاصرة على المشاة فقط، مثل الألفى والبورصة وممر بهلر لإقامة الاحتفاليات والملتقيات الثقافية بالمجان للجمهور، بحيث تكون أماكن ذات طابع ثقافى واجتماعى وسياحى.

ما وضع المقاهى التى تمت إزالتها بمنطقة البورصة؟

- المنطقة بها أكثر من 5 بنوك ومؤسسات مهمة، ولا ينبغى أن تكون مقراً للمقاهى بعد أعمال التطوير، وبعضها كان نشاطه مخالفاً، ولن نقبل بأى مخالفات، ولن تعود المقاهى مرة أخرى، وجار الحوار مع المواطنين لتحويلها إلى بازارات ومكتبات، كما تم الانتهاء من تطوير مبنى فندق كوزموبوليتان بتمويل من شركة إيجوث المالكة للفندق، وجار طرحه لإعادة تشغيله، وتم الانتهاء من تطوير مبنى بنك قناة السويس بتمويل من البنك بنحو نصف مليون جنيه، بالإضافة إلى مليون ونصف أخرى قدمها البنك لرفع كفاءة المنطقة المحيطة به، وجار التنسيق مع جهاز التنسيق الحضارى واستشارى المشروع لرفع كفاءة الشوارع والميادين الواقعة بمنطقة البورصة، بإعادة الرصف وتوحيد منسوب الأرصفة والإنارة وتقليم الأشجار وطلاء الباردورات.

ما دور اتحاد الشاغلين فى أعمال التطوير؟

- أى منطقة تخضع للتطوير يُلزمها المحافظ بتشكيل اتحاد شاغلين للحفاظ على ما تم إنجازه، مثلما حدث فى شارع الألفى للحفاظ على المظهر الحضارى، وتولى أعمال الصيانة فيما بعد، فالدولة لا يمكنها القيام بكل شىء، ولابد من مشاركة مجتمعية وتحمُّل المسئولية من قبَل السكان وأصحاب المحلات والملاك، وتم تدريب العاملين بمحلات شارع الألفى من أجل خدمة أفضل للجمهور والتعامل الراقى مع السياح والعمل على جذبهم بدلاً من تنفيرهم، وتلافى السلبيات التى كانت تحدث فى تعاملهم مع الجمهور.

{long_qoute_3}

ما أهم التحديات التى تواجه مشروع القاهرة الخديوية؟

- من أهم التحديات التى تواجه المشروع توفير التمويل، ومحافظة القاهرة ساهمت من مواردها، فى دعم المشروع، علاوة على المشاركة المجتمعية من اتحاد البنوك والشركات وأحياناً اتحاد الشاغلين، ومستمرون فى تطوير القاهرة الخديوية، وبدأنا نجد تجاوباً من البنك الأوروبى لإقامة مشروعات بوسط البلد، وقريباً سيكون هناك تصور اقتصادى كامل لإحياء هذه المنطقة، وبعض الخيارات جار دراستها لاستغلالها اقتصادياً، ووزارة التخطيط تشاركنا فى هذا الأمر مع لجنة المهندس شريف إسماعيل.

هل توجد مدة زمنية للانتهاء من المشروع؟

- لدينا أحلام وطموحات كبيرة لبعض المناطق، وسيتم غلق بعض الشوارع مرورياً وقصرها على المشاة فقط، واستعادة الحدائق التراثية، مثل حديقة الأزبكية، وإعادتها لرونقها، ونحتاج ما لا يقل عن 3 سنوات لإعادة المظهر الجمالى والحضارى لوسط البلد، كما نحتاج إلى سن تشريع جديد لتوفير الموارد اللازمة للحفاظ على المبانى والمنشآت التراثية.

وهل هناك تجاوب من قبَل المواطنين مع أعمال التطوير؟

- لدينا صعوبات كبيرة مع المواطنين، بعضهم غير متعاون ويستمر فى المخالفات، وأصحاب المحلات يشوهون شكل العقارات بوضع لافتات وخلافه، ونقول لهم: ساعدونا فى الحفاظ على تاريخ البلد، ونحتاج إلى ضمير جمعى، إزاى مبنى مسجل وصاحب المحل يضع لافتة كبيرة مضاءة بأنوار مختلفة تغطى العقار؟!

ومتى سيتم القضاء على ظاهرة اللافتات العشوائية فى القاهرة الخديوية؟

- خلال 4 شهور ستتم إزالة تلك اللافتات المشوهة للتراث المعمارى لإظهار الوجه الحضارى لوسط البلد.

ما دور الأحياء فى الحفاظ على التراث؟

- نكمل بعضنا البعض، فالأحياء جهة تنفيذية، ودورنا توضيح الاشتراطات، ولنا دور رقابى، ودور الحى إزالة الإشغالات واللافتات المخالفة، لكن عقوبة المخالفات غير مغلظة، فمثلاً غرامة إزالة اللافتات تتراوح بين 10 و15 جنيهاً، وحملات الأحياء لإزالة المخالفات والإشغالات تحتاج مجهودات وأموالاً، ولابد من تغليظ العقوبة.

كم عدد العقارات التراثية بالقاهرة؟

- لدينا أكثر من 3 آلاف عقار تراثى بالقاهرة، وبعضها يحتاج إلى مراجعة، والحى يساعد فى ذلك، والملاك عليهم دور لإصلاح المشكلات الإنشائية، ولو العقار مسجل ممنوع أى أعمال ترميم أو صيانة إلا تحت إشراف جهاز التنسيق الحضارى.

هل هناك حالات تخريب متعمد؟

- أى تخريب للعقارات التراثية يعاقب عليه المالك بالحبس، وهناك وقائع حدثت بالفعل، ويحال المتسبب فيها للتحقيق.

كيف يتم الحفاظ على هذا التراث المعمارى؟

- نحتاج مخصصات مالية كبيرة للحفاظ على التراث، فترميم عقار يحتاج ميزانية كبيرة، ونحن بحاجة إلى مليارات للحفاظ على 3 آلاف عقار تراثى، وما لا يدرك كله لا يترك كله. وأول ما بدأنا فى القاهرة الخديوية وصلت لنا مساعدات، ولا بد من دراسة طرق أخرى للاستفادة من التراث للحفاظ عليه، وهذا متبع فى العالم كله، فلا توجد عقارات تراثية مغلقة أو يسكنها ناس بأموال زهيدة.

هل تم رصد التعديات والإشغالات التى تعانى منها العقارات التراثية؟

- جار حصر الإشغالات المخالفة للتعامل معها، ونرسل إنذارات لإزالة المخالفات، وبعدها نتخذ إجراءات تصل للتشميع والغلق.

ما أكثر الأحياء التى تعانى تلك المشكلة؟

- حى الأزبكية يضم أكثر العقارات تراثية، ونتيجة أنه منطقة تجارية تم تحويل الشقق إلى مخازن للأحذية والملابس منذ عقود مقابل إيجار زهيد لا يتعدى 30 جنيهاً.

ما دور المحافظة تجاه تلك المخالفات؟

- المهندس عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة، وجّه رؤساء الأحياء الأربعة «الأزبكية وعابدين والموسكى وغرب القاهرة» بعمل حصر للمخالفات وتوجيه إنذارات لإخلاء تلك المخازن وإعادة الشىء لأصله، وهناك تجار ومواطنون يستجيبون لتعليمات المحافظة، لكن نسبتهم بسيطة.

كيف يتم التعامل مع عمليات هدم العقارات التراثية من قبَل المواطنين؟

- الإجراءات مشددة، ومن يهدم بدون ترخيص مصيره السجن.

وماذا عن تطوير القاهرة التاريخية؟

- المنطقة مسجلة على قوائم التراث العالمى باليونيسكو عام 79، وكذلك الأزهر والحسين والغورية وسوق السلاح والسيدة زينب، وبدأنا تطوير سوق السلاح من ثلاث سنوات بتمويل من محافظة القاهرة، والمحافظة أخذت على عاتقها تطوير المنطقة ككل من مبان وشوارع، وعقدنا بروتوكول تعاون مع الأوقاف لتطوير ربع المانسترلى وتحويله إلى فندق تراثى لجذب السائحين.

هناك اهتمام بالأسوق التاريخية، وإلى أى حد؟

- نسعى لتطوير الأسواق التاريخية مثل سوق العتبة وباب اللوق، وانتشالها من العشوائية لما لها من طابع تاريخى وتراثى مميز، والتطوير يجرى على غرار أسواق عالمية، فى إطار اهتمام المحافظة باستكمال أعمال تطوير القاهرة الخديوية بإعادة الشىء لأصله من العقارات والمبانى ذات الطابع التراثى المتميز، والتى تعود إلى نشأة القاهرة الخديوية منذ 150 عاماً بطابعها الأوروبى المتميز، والتصميمات ركزت على إنشاء أسواق مجمعة لتلبية احتياجات المواطنين مثل سوقى العتبة وباب اللوق، وهناك نماذج لأسواق مماثلة على مستوى العالم كانت تدهورت تماماً وتم إعادة تطويرها وإدارتها وتحويلها أسواق خضراء مستدامة، على غرار ما تم فى مدن تونس وفلورنسا وبرلين وبرشلونة وغيرها. وهناك تعاون مع كلية الهندسة بجامعة القاهرة وجامعة نيوكاسل لتطوير تلك الأسواق من خلال المنحة المقدمة من صندوق نيوتن، هناك فريق بحثى متخصص لتبادل الرؤى حول إعادة تطوير سوق العتبة وتوظيفه فى إطار الحفاظ على المبانى التاريخية وذات الطابع المعمارى المتميز، مع إعادة توظيفه كمكان لبيع المواد الغذائية وجذب المترددين عليه كمكان ترفيهى وتعليمى وتثقيفى مع الحفاظ على تراثه المعمارى.

ما نتائج الاجتماع الأخير بشأن تطوير تلك الأسواق؟

- صدرت توصيات هامة لإعادة تطوير مثل هذه الأسواق بخلق كيان إدارى مستقل لإدارة السوق مع أهمية المشاركة المجتمعية من أصحاب المصالح، سواء التجار والبائعون فى أعمال التطوير، والتعرف على مقترحاتهم واحتياجاتهم، بالإضافة إلى إعادة تأهيل الطراز المعمارى وإضافة المتطلبات الحديثة ووسائل الحماية الأمنية وإنذار بالحريق والعمل على تحسين البنية والمرور المحيط بالمكان وتحديد الدخول والخروج لكافة الأنشطة من السوق وإليه ووضع دراسة جدوى اقتصادية وتحديد الهوية لكل سوق، بالإضافة إلى وضع برنامج عمل يعتمد على مشاركة أصحاب المصالح وبالتنسيق مع هيئة الأوقاف المالكة للسوق من خلال برنامج زمنى للعمل على إعادة تطوير سوق العتبة والحفاظ عليه مما تعرض له من تدهور شديد خلال سنين طويلة من العشوائية المستدامة، وتكوين اتحاد شاغلين له يساهم كثيراً فى نجاح المشروع وتحويله إلى مكان جاذب للمواطنين، وإنجلترا كانت لديها أسواق تاريخية أسوأ من عندنا منذ 30 عاماً، وتم تطويرها.

ما ملاحظاتكم على تلك الأسواق؟

- هذه الأسواق تابعة لهيئة الأوقاف، وفيها مخالفات وتعديات، ووضعنا خطة للتطوير بالتنسيق مع الأهالى مع إشراك أصحاب المصلحة، والتحدى الأكبر هو إيجاد التمويل اللازم لتمويل تلك المشروعات.

ماذا عن مسار آل البيت والعائلة المقدسة؟

- بدأنا تطوير مسار آل البيت فى الخليفة، ونحاول الحصول على منح دولية لمعالجة أزمة شارع الأشراف والتصدى لمشكلة المياه الجوفية، ونشارك فى تطوير مسار العائلة المقدسة ومنطقة مجمع الأديان وكنيسة العذراء بالمعادى بالتنسيق مع وزارة السياحة.

كيف يتم التعامل مع المقابر؟

- بعض المقابر تم تسجيلها كتراث معمارى، لما لها من قيمة تاريخية وفنية، وهى نحو 150 مقبرة سُجلت لأسر ملكية ووزراء ورؤساء وزراء وفنانين.