بريد الوطن| إلى عرفات الله تفيض المحابر شوقاً

بريد الوطن| إلى عرفات الله تفيض المحابر شوقاً
تحرّك الركب مسرعاً إلى أطهر بقاع الأرض قاطبة، الكل يملأه الشوق والحنين أن تطأ قدماه أشرف أرض خلقها الله منذ الأزل. الكل يطمع فى نيل غفران الكريم، الكل يحمل على كتفيه ذنوباً اقترفها، نسى منها ما نسى، وأهمّه منها ما يذكره، وهو يعلم أن كلاً عند الله فى كتاب، لا يضل ربى ولا ينسى. الكل طامع فى عفو العظيم أن يعفو ويغفر. ولكن كيف حالى أنا وأنا العبد الذى لم ينعم عليه ربه بنعمة الحج حتى الآن؟
كل عام أحمل أمتعتى فوق كتفى مهرولاً إلى ربى فى منامى ويقظتى وأنا أناشده بأركان عرشه أن أنال النعمة وأن أضع وجهى على أستار الكعبة وأبكى لربى، أناشده القبول والرضا، وأن أنال نظرة منه ترضينى فى الأولى والآخرة، أحمل أمتعتى على كتفى، وأهرول إلى مدينة رسول الله، وهناك مقام من هو خير من وطئت قدماه الثرى، هو الشفيع الذى تُرجى شفاعته، هو الحبيب الذى أحبنا قبل أن يرانا، وهو العظيم الذى رباه الله على عينه. أحلم فى منامى ويقظتى بأن أقف أمام قبره باكياً بدموع المحب وأن أرجوه متوسلاً أن يسامحنى على ما صنعناه فى سنّته وما غيّرنا وبدّلنا، وأرجوه أن أراه فى منامى ليحمل عن قلبى هموم الدنيا. وأجرى مشتاقاً إلى عرفات الله، أحمل حصى جمعتها لأرجم بها شيطانى الرجيم الذى أبعدنى كثيراً عن طريق ربى، أقذف بها ظالماً عصى وتكبّر وغوى. أمنيات يحملها قلبى كل عام وتأخذنى معهم هناك، وأرجو ربى أن يحول أمنياتى إلى حقيقة، فما أجملها من حقيقة.
محمد الطرابيلى، المنصورة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com