روعة لا مثيل لها.. قصة أول أوروبي يطوف حول الكعبة قبل 515 سنة

روعة لا مثيل لها.. قصة أول أوروبي يطوف حول الكعبة قبل 515 سنة
- الحج
- السعودية
- موسم الحج
- الحج والعمرة
- كان لودفيكو
- أول أوروبي
- يزور الكعبة
- بيت الله
- أوروبي
- الحاج يونس المصري
- الحج
- السعودية
- موسم الحج
- الحج والعمرة
- كان لودفيكو
- أول أوروبي
- يزور الكعبة
- بيت الله
- أوروبي
- الحاج يونس المصري
"كان لودفيكو، أول أوروبي من أصول إيطالية يزور مكة وذلك قبل 515 عامًا".. حسبما أفادت وزارة الحج والعمرة السعودية وبعض المراجع عن أول شخص من أوروبا يزور مكة المكرمة، والذي أطلق على نفسه فيما بعد الحاج يونس المصري، بعدما سجل انطباعاته عنها.
يأتي ذلك في إطار اهتمام وزارة الحج والعمرة السعودية، بتقديم كافة القصص والحكايات المتعلقة بمكة المكرمة، حيث تتجه أنظار العالم إليها هذه الأيام، بعد توافد مئات الآلاف حول العالم لأداء شعائر الحج.
البداية جاءت عندما غادر " المصري" عام908هـ/1503م، مدينة البندقية كمملوك مسلم في زيارة لعدة عواصم عربية بصحبة ملك البرتغال آنذاك متوجهًا إلى مدينة الإسكندرية والقاهرة وبيروت وطرابلس وانطاكية وأخيرًا دمشق.
خلال تواجد "أبو يونس المصري" في دمشق التقى بقبطانٍ مملوكي، وأخبره عن نيته لزيارة مكة بصفته مملوك مسلم، إلا أن القبطان أخبره أنه يتوجب عليه منح الكثير من الهدايا والرشاوى وأن يتدبر أمر جواد جيد وملابس تتناسب مع طبيعة مكة.
وجاءت اللحظة الفارقة في حيات الرجل التي جعلته يشاهد أشياء عن المسلمين لم يكن يتوقع رؤيتها، وبالفعل غادر "الحاج يونس" دمشق ضمن قافلةٍ كبيرة قِوامها 40 ألف رجلٍ، و35 ألف جمل واستغرقت الرحلة إلى مكة 40 يومًا.
وبحسب المراجع، الرحلة إلى مكة، لم تتخذ طريقًا مباشرًا، إلا أنها توقفت لبعض الأيام في المدينة المنورة للراحة، ووصلت بعد أيام وتحديدًا في 20 من ذي القعدة، وكتب في مذكراته عنها: "مدينة رائعة الجمال قد أُحسن بناؤها ولم ير قط من قبل مثل هذه الوفرة والارتياد الهائل للناس".
وبحسب مذكراته حسبما أفادت وزارة الحج والعمرة بالسعودية: الماء أهم من أي شيء آخر في مكة، ولم يكن متوفّرًا، أما عن الكعبة يقول: كان المعبد يقصد الكعبة وسط المدينة أشبه ما يكون بتمثال كولوساس رودوس الضخم في روما، وبحلبة مسرح روماني، ليس من المرمر أو الحجر السوري، بل من القرميد المحروق، وعند المدخل تلألأت الجدران المطلية بالذهب على كلا الجانبين بروعة لا مثيل لها تحت الأماكن المقنطرة، كانت الكعبة أشبه ببرج وسط الساحة ملفوف بقماش سميك مطرّز بالحرير، إنهم يدخلون داخل الكعبة من باب فضّي، وعلى كل جانبٍ أحيط بأوعية مفعمة بالروائح العطرة.
وعن الحمام الطائر في مكة قال: وقد وجدنا في طريق مكة 15 ألف أو 20 ألف حمامة، ويطير الحمام في كل أنحاء مكة بين سعادة الجميع، ففي الحوانيت يبيعون الحبوب والذرة الرفيعة والأرز وسائر الخضروات، وأصحاب هذه الحوانيت لا يملكون قتل هذه الحمائم أو ذبحها أو الإمساك بها، ويجب أن تعلم أن هذا الحمام يُلحق تلفًا كبيرًا داخل المسجد الحرام.
أما عن بئر زمزم يقول أول أوروبي يزور مكة: عند هذه البئر يقف ستة رجال أو ثمانية لسحب المياه للناس وعندما ينتهي الناس من الطواف سبعة أشواط حول الكعبة يأتون هذه البئر يولونها ظهورهم، ويقوم أولئك الذين يسحبون الماء من البئر بصب ثلاثة جرادل على كل شخص من الحجاج من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين، فيستحم الجميع بهذه الطريقة حتى الذين كانت ثيابهم من الحرير.
القافلة التي غادرت دمشق إلى مكة، مكثت بها عشرين يوما في السعودية، حتى يتثنى للجميع أداء شعائر الحج، وبعد الانتهاء من الحج أصدر قائد القافلة حكمًا بالإعدام على كل من رفض العودة إلى سورية، ولم يكن في نية أبو يونس المصري العودة مع القافلة التي أتت به، فقرر الاختباء في بيت أحد أصدقائه المماليك، وقد ساعدته زوجة ذلك الرجل على السفر إلى فارس من جدة منها ولّى مدبرًا من الجزيرة العربية، ارتحل بعدها إلى الهند والحبشة ودار حول رأس الرجاء الصالح، وعاد سالمًا إلى روما حيث أتى.