أستاذ أمراض الدواجن: غياب الرقابة ونقص معلومات صانعى القرار.. سبب كوارث المربين

كتب: دينا أبوالمجد

أستاذ أمراض الدواجن: غياب الرقابة ونقص معلومات صانعى القرار.. سبب كوارث المربين

أستاذ أمراض الدواجن: غياب الرقابة ونقص معلومات صانعى القرار.. سبب كوارث المربين

يؤكد الدكتور مجدى القاضى، أستاذ أمراض الدواجن وعميد طب بيطرى بنى سويف سابقاً، أن «الإنفلونزا» و«النيوكاسل» و«الميكوبلازما» أهم وأخطر الأمراض على الدواجن، بالإضافة لانتشار مرض «الليكوزس» بشكل كبير فى السلالات المحلية، مطالباً بوجود خريطة وبائية تحدد أماكن المرض ونوعه، ووجود ثقافة بيطرية عند المربين والدكاترة لقلة النافق فى المزارع. وأشار «القاضى»، خلال حواره لـ«الوطن»، إلى وجود لقاحات جديدة تقاوم الأمراض المحلية، مؤكداً عدم فاعلية الدواء المستورد فى مواجهة المرض المحلى، وأن 90% من الطيور الحية تكون حاملة للفيروس أثناء نقلها من مكان لآخر. وطالب بضرورة اتخاذ إجراءات الأمن الحيوى وتطبيقها لتجنب «النافق»، وعدم الاعتماد كلياً على اللقاحات، بالإضافة لقيام الرقابة بدور فعال لمحاربة اللقاحات المغشوشة التى ينتج عنها كوارث للمربين.. وإلى نص الحوار:

بداية نود التعرف على أكثر الأمراض انتشاراً وخطورة على مزارع الدواجن؟

- يوجد نوعان يعتبران أهم وأخطر الأمراض انتشاراً فى المزارع، وهما «الإنفلونزا»، و«النيوكاسل»، بالإضافة إلى مرض آخر لا يقل خطورة عنهما ويسمى «الميكوبلازما»، وهو من أهم الأمراض الاستراتيجية الموجودة ولابد من وضعه فى الاعتبار.

هل يوجد ما يسمى بـ«سرطانات الدواجن»؟

- بالفعل يوجد منها «مرض الليكوزس، الميريك، RE»، وجميعها أمراض سرطانية، ومنها ما هو تحت السيطرة لوجود تحصين خاص به مثل «الميريك»، ولكن النوعين الآخرين لا يوجد تحصين ضدهما، حيث إن السلالات المستوردة من الخارج من الجدود والأمهات تأتى مقترنة بشهادات تثبت خلو السلالات من أى أمراض، وأحياناً تكون هناك ثغرات بسيطة يدخل من خلالها المرض، ولكن المشكلة الأخطر هى السلالات المحلية، حيث إنه منتشر بها المرض بشكل كبير، وخاصة «الليكوزس»، لكن لا يوجد لها أى خطورة على الإنسان.

{long_qoute_1}

هل توجد اكتشافات بحثية جديدة فى مجال اللقاحات المقاومة للفيروسات؟

- بالفعل انتشرت فى الفترة الحالية لقاحات محلية جديدة مقاومة للأمراض مثل «الالتهاب الشعبى، والنيوكاسل، والإنفلونزا»، ولكن ثقافة المستورد تغطى على اللقاح المحلى، حيث دائماً ما يسعى الجميع للسعر الأعلى اعتقاداً منهم أنه الأفضل لأنه مستورد، لكن الأمراض المحلية لا يقاومها سوى اللقاح المحلى. ومن الأفضل أن توجد لدينا قدرات خاصة بنا، والشىء الوحيد الذى ينقصنا هو التقدم فى التصنيع، ولكننا بالفعل ننتج ونغطى السوق المحلية، بالإضافة لوجود شركات أخرى ستوجد بإنتاجها بالسوق المحلية.

ما السبب الرئيسى وراء زيادة النافق بالمزارع؟

- هناك العديد من الأسباب وأهمها غياب الثقافة البيطرية، سواء عند المربى أو الدكتور أو صانعى القرار، حيث من المفترض وجود معلومات كافية عن المرض الموجود ومنطقته وسرعة انتشاره وكيفية علاجه، وكذلك المربى لا بد أن يتعرف على الإجراءات التى من المفترض اتخاذها قبل التحصين وبعده، وهل التحصين كان له أثر إيجابى أم لا، بالإضافة لغياب الرقابة وعدم قيامها بدورها على أكمل وجه، حيث يوجد الكثير من اللقاحات المغشوشة بالسوق المحلية وتصل للمربى مما ينتج أثراً سلبياً ويسبب خسائر فادحة.

ما الأسباب التى تجعل المربى فى معاناة مستمرة؟

- المربى فى معاناة لأنه يقوم بعمل لا تتوافر به كل المعطيات المطلوبة، حيث يواجه ارتفاع أسعار اللقاحات والخامات والذرة، وغيرها من أساسيات الصناعة، ويقابل هذا كله بتذبذب فى الأسعار وعدم استقرار، وانخفاض فى سعر المنتج، بالإضافة للأمراض التى أصبحت عائقاً أمامه، وكانت سبباً فى وجود تحديات مستمرة وثغرات كثيرة موجودة نتيجة الإنفاق الزائد على اللقاحات والأدوية، بالإضافة لاستغلال بعض الشركات ومبالغتها فى سعر الأدوية. كذلك هناك استيراد الفراخ المجمدة التى تعتبر وسيلة للحد من ارتفاع أسعار الدواجن من قبل الحكومة لتصل للمستهلك بسعر أقل، ولكن ضبط السوق من خلال الاستيراد ليس طريقة صحيحة، أو بمعنى آخر لا تتم بالطريقة المناسبة، حيث يكون لذلك مردود سلبى على شركات الإنتاج، ويضطر المربى للخروج من الصناعة.

هل اللقاحات الموجودة لم يكن لها أى تأثير فعال على الأمراض؟

- للأسف انتشار عملية التشخيص الحقلى ووجود أشخاص غير مؤهلين للتشخيص أدى لوجود شائعات ينتج عنها قرارات خاطئة، بالإضافة لعدم وجود خريطة وبائية واضحة تحدد الأماكن الموجود بها المرض، ولابد من وجود تواصل مستمر بين الجهات المعنية والشركات والدكاترة. وكذلك نقص المعلومات عند بعض صانعى القرار يضعهم تحت ضغط يجعلهم يتخذون قرارات تؤذى الصناعة، مثل السماح بدخول اللقاحات الحية التى تتسبب فى مشكلات عدة، ومن بعدها تتطور إلى أمراض، حيث يوجد الكثير منها داخل مصر من خلال التهريب.


مواضيع متعلقة