بالصور| مراحل كسوة الكعبة منذ عصر الرسول حتى 2018

كتب: رحاب عبدالراضي ومها طايع

بالصور| مراحل كسوة الكعبة منذ عصر الرسول حتى 2018

بالصور| مراحل كسوة الكعبة منذ عصر الرسول حتى 2018

يتزين بيت الله الحرام بـ"كسوة الكعبة" كل عام، صبيحة يوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة)، بأفخم الأقمشة والمعادن، التي تُكتب بها وفوقها آيات وأسماء الله، حيث تعد من أهم الأمور التي يجري العمل عليها استعدادا لموسم الحج كل عام.

ومع انطلاق موسم الحج للعام الحالي، وإعلان التلفزيون السعودي، بث مراسم كسوة الكعبة، غدا، على الهواء، نستعرض في السطور التالية، مراحل الكسوة منذ عصر الجاهلية إلى عصرنا الحالي، حتى وصل استيراد حريرها من إيطاليا، وذهبها من ألمانيا.

ولم يشارك الرسول- صلى الله عليه وسلم- في كسوة الكعبة، نظرًا لأن المشركين لم يسمحوا له بالمشاركة في تغييرها، إلى أن تم فتح مكة، فأبقى- صلى الله عليه وسلم- على كسوة الكعبة، ولم يستبدلها حتى احترقت على يد امرأة تريد تبخيرها، فكساها الرسول- صلى الله عليه وسلم- بالثياب اليمانية، ثم كساها الخلفاء الراشدين من بعده، أبو بكر وعمر بـ"القباطى" (كتان أبيض)، وعثمان بن عفان بكل من "القباطى والثياب اليمانية"، وذلك وفقا لكتاب أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، للإمام الفاكهي.

وكان عثمان أول رجل فى الإسلام، يضع على الكعبة كسوتين، إحداهما فوق الأخرى، أما عليّ "رضى الله عنه"، فلم يذكر المؤرخون أنه كسا الكعبة، نظرا لانشغاله بالفتن التي حدثت فى عهده، ومن عام الفتح إلى يومنا هذا، انفرد المسلمون بكسوة الكعبة المشرفة، بحسب ابن حجر بناء على رواية الواقدى.

وفي عهد الأمويين، كانت تُكسى الكعبة مرتين في العام يوم "عاشوراء" (العاشر من محرم)، والأخرى في آخر شهر رمضان، حيث كانت ترسل الكسوة من دمشق.

أما في عهد العباسيين، فاهتموا بها من حيث النسيج والحياكة والصبغ والتلوين والتطريز، وكانوا يأتون بحريرها من مدينة "تنيس" المصرية في محافظة بور سعيد، ويكسون الكعبة مرتين، حتى أتى الخليفة المأمون عام 206 هجريًا، فقام بكسوتها لثلاث مرات، لتكن الأولى من الديباج الأحمر "يوم التروية"، والثانية من القباطي "يوم غرة رجب"، أما الثالثة من الديباج الأبيض وتكسى في الـ"27 من رمضان".

وكانت كسوة الكعبة تُرسل إلى مصر لانتقاء أفضل الحرير لها، وذلك في عصر الدولة المملوكية، حتى انتزعها ملك اليمن "المجاهد" في عام 751 هجريًا ليكسوها من اليمن، وفي عام 1233 هجريًا تأسست دار لصناعة كسوة الكعبة بمصر داخل حي "الخرنفش"، واستمر العمل بها حتى عام 1962 ميلاديًا حتى تولت السعودية مهمة الكسوة.

وكسيت الكعبة لأول مرة من صناعة المصانع المخصصة لها في مكة المكرمة في عام 1346 هجريًا، وظلت تصنع من خلال ذلك المصنع حتى عام 1397 هجريًا، حيث تم نقل العمل في الكسوة إلى المصنع الجديد، الذي تم بناؤه في "أم الجود" بمكة المكرمة، ولا زالت الكسوة الشريفة تصنع به إلى يومنا هذا.

ويتكون ذلك المصنع من ستة أقسام، هي: "الحزام، والنسيج اليدوي، والصباغة، والنسيج الآلي، والطباعة، والستارة الداخلية"، تستخدم نحو 670 كجم من الحرير الأسود الخالص المستورد من دولة إيطاليا، وتستهلك نحو 120 كجم من الذهب الخالص، و100 كجم من الفضة.

وتمتد فترة صناعة الثوب إلى "8" أشهر، يتم خلالها استكمال مراحل خياطة الثوب وانتهاءً بيوم تغيير الثوب القديم واستبداله بالجديد على جدران الكعبة المشرفة، وهو يوم وقوف الحجاج على عرفة، التاسع من ذي الحجة، وتستغرق مدة تركيب الثوب نحو 13 ساعة، بينما يشارك نحو 100 شخص، تتوزع مهامهم بين "خياطين ومساعدين وعمال"، في الكساء.

ويقدر محيط الحزام الخاص بالكسوة 47 مترًا، وارتفاع 95 سنتيمترًا، فيما تقدر تكلفتها المادية ما بين 22 إلى 25 مليون ريال سنويًا.

كما تُشكل لجنة من المختصين في المصنع، لمراجعة وتثبيت القطع المطرزة، في مكانها المناسب، وكذلك التأكد من اتصال تكرار "الجاكارد"، والتأكد من عرض كل جنب على حدة، والقطع المطرزة المثبتة عليه.


مواضيع متعلقة