«ترامب» يخنق «أردوغان».. ويهدده بـ«عقوبات إضافية»

«ترامب» يخنق «أردوغان».. ويهدده بـ«عقوبات إضافية»
- ترامب
- أردوغان
- العقوبات الأمريكية
- إطلاق سراح القس الأمريكي
- القس الأمريكي
- برانسون
- تركيا
- الاقتصاد التركي
- الليرة التركية
- ترامب
- أردوغان
- العقوبات الأمريكية
- إطلاق سراح القس الأمريكي
- القس الأمريكي
- برانسون
- تركيا
- الاقتصاد التركي
- الليرة التركية
مأزق جديد يواجهه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مع إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس، أن بلاده لن تدفع شيئاً مقابل الإفراج عن القس الأمريكى الموقوف فى تركيا، مهدداً بتقليص الدعم لـ«أنقرة» إن لم تطلق سراحه، فى أحدث تداعيات الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، التى تسببت فى عواقب بالغة الخطورة على الاقتصاد التركى.
ووصف «ترامب» القس» برانسون، الذى اعتقلته السلطات التركية عام 2016 بتهم تجسس وإرهاب، بـ«الرهينة والوطنى العظيم»، وقال: «لن ندفع شيئاً لإطلاق سراح رجل برىء، لكننا سنعمل على تخفيض النفقات على تركيا»، مشيراً إلى أن «تركيا استغلت الولايات المتحدة لسنوات عديدة».
تهديدات «ترامب» أتت بعد وقت وجيز من تحذير لوزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوتشين، من أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات إضافية على «أنقرة»، إذا لم تفرج عن «برانسون»، الذى اعتقل عقب محاولة الانقلاب العسكرى التى وقعت فى تركيا منتصف يوليو 2016، وقال «ترامب» فى اجتماع بـ«البيت الأبيض»: «ننوى فعل المزيد إذا لم يفرجوا عنه بسرعة».
{long_qoute_1}
والقس «برانسون»، الذى يشكل محور العاصفة الدبلوماسية بين البلدين، وضع فى الإقامة الجبرية الشهر الماضى بعد اعتقاله لأكثر من عام ونصف. فى المقابل، أعلنت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان، أمس، أن تركيا سترد فى حال قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة، رداً على تهديدات الرئيس الأمريكى، بحسب ما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية، وأضافت «بكجان»: «رددنا على العقوبات الأمريكية بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية وسنواصل القيام بذلك».
«لن يكون هناك تفاوض حول برانسون»، كان هذا رد مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون، الذى نقلته شبكة «سى إن بى سى» الأمريكية عن مصادرها، على السفير التركى فى «واشنطن» سردار كيلتش، وأضافت الشبكة، بحسب مصادرها، أن «السفير التركى عرض فى لقاء، أمس الأول، على بولتون أن يتم الإفراج عن القس الأمريكى مقابل عودة واشنطن عن إجراءاتها»، ما قوبل بالرفض من جانب المسئول الأمريكى الكبير.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن «أنقرة» سعت لإقناع الولايات المتحدة بعدم دفع بنك «خلق»، خامس أكبر البنوك لدى الحكومة التركية، غرامة فى اتهامات تلاحقه بالتحايل على العقوبات الأمريكية ضد إيران وغسيل الأموال، وأشارت الشبكة كذلك إلى أن «أنقرة» حاولت إقناع «واشنطن» بتسليم الداعية التركى فتح الله جولن، الذى تتهمه بتدبير محاولة الانقلاب العسكرى، الذى ينفى هو تلك الاتهامات.
ونقلت الشبكة عن مسئول بالإدارة الأمريكية لم تذكر اسمه قوله: «لقد فاتتهم فرصة كبيرة، كان من السهل جداً التوصل إلى حل إلا أن الأتراك ارتكبوا خطأ فادحاً بمحاولتهم ربط مصير برانسون بأشياء أخرى»، فى إشارة إلى قضية «بنك خلق»، وزعيم حركة «الخدمة» التركية «جولن».
وتعرض نائب رئيس بنك «خلق» التركى محمد حقان لعقوبة السجن بالولايات المتحدة 42 شهراً بتهم غسيل أموال وتحايل على العقوبات الأمريكية، وسط تحذيرات من أن «واشنطن» ربما تفرض عقوبات على البنك تقدر بملايين الدولارات فى سياق الأزمة الجارية.
وتسببت الخلافات والتوترات بين «واشنطن» و«أنقرة» فى تراجع قيمة الليرة التركية لنحو 40% من قيمتها بمواجهة الدولار الأمريكى منذ مطلع العام الحالى، إلا أنها واجهت انهياراً تاريخيًا فى قيمتها بعد الجمعة الماضية عندما ضاعف «ترامب» الرسوم الجمركية على الألومنيوم والحديد التركى، حتى وصلت قيمة الدولار إلى نحو 7.3 ليرة قبل أن تتعافى نسبياً مع تدخل البنك المركزى التركى، وهو الإجراء الذى أتى بعد أيام من عقوبات أخرى فرضتها «واشنطن» على وزيرى العدل والداخلية التركيين بسبب احتجاز القس «برانسون».
ورأت وكالة «بلومبرج» الأمريكية فى تقرير، أمس، أن الاضطرابات مرشحة للتصاعد بين «واشنطن» و«أنقرة»، خاصة مع إعلان محكمة تركية رفضها طلب الإفراج عن «برانسون»، ونقلت الوكالة عن كاتى جونز، كبيرة الاستراتيجيين فى شركة «تشارلز شواب» الأمريكية، قولها إن «الأمر يبدو وكأننا نتجه لمزيد من الصراع.. الطرفان لا يريدان التراجع»، لافتة إلى أنه فى ظل معاناة الشركات التركية من الديون بالعملة الأجنبية ومواجهة التضخم، فإن هذا الأمر سيكون على جدول أعمال منظمة «ستاندرد آند بورز» للتصنيف الائتمانى العالمى حول جدارة تركيا الائتمانية، مشيرة إلى أن «ستاندرد آند بورز» وضعت من قبل تصنيف تركيا الائتمانى عند «بى بى سالب»، وهو دون المستوى المتعارف عليه بشأن الاستثمار لثلاث درجات.
وقال رئيس شركة «بلاك آيرك» فى «لندن» لوى لى، إنه «يجب على المستثمرين الاستعداد لمزيد من التذبذب فى المستقبل»، وأوضح لـ«بلومبرج»، أن «الاضطرابات التى تواجهها السوق التركية هى الأحدث فى سلسلة من الضغوطات المالية التى تواجه تركيا هذا العام».
فى الوقت ذاته تواصل تركيا مساعيها للتقارب أكثر من روسيا، الغريم التقليدى للولايات المتحدة، إلى جانب ألمانيا فى محاولة لتخفيف وطأة الضغوط الأمريكية، إلا أن هذه التحركات لن تفلح أو لن تحقق شيئاً حيال الأزمة، فى حال ما قررت «واشنطن» عدم التراجع عن تلك الضغوطات، بحسب تقرير، أمس، لصحيفة «جارديان» البريطانية، التى أشارت إلى أن الولايات المتحدة لا تبدو مستعدة للتراجع حالياً.
ولفتت «جارديان» إلى أنه من المتوقع أن تقوم وكالة «ستاندرد آند بورز» بتخفيض التصنيف الائتمانى لتركيا مع إغلاق الأسواق المالية التركية، أمس، الذى سيستمر حتى الجمعة المقبلة، بسبب عيد الأضحى، فيما فقدت الأسهم التركية، حتى ظهر أمس، ما قيمته 1.3%. وقالت «جارديان»: «ليس هناك مؤشرات فى تركيا على تدخل محتمل للبنك المركزى لرفع أسعار الفائدة فيعيدها إلى منطقة إيجابية، وفى الوقت ذاته فإن عقوبات أمريكية جديدة تلوح فى الأفق، وبعد أن تعافت العملة التركية نسبياً لتصل إلى 6.24 مقابل الدولار، وصلت فى تعاملات أمس إلى 6.04 مقابل الدولار حتى ظهر أمس».