هل تنفذ إيران اتفاق ترامب وبوتين بالخروج من سوريا؟

كتب: دينا عبدالخالق

هل تنفذ إيران اتفاق ترامب وبوتين بالخروج من سوريا؟

هل تنفذ إيران اتفاق ترامب وبوتين بالخروج من سوريا؟

في تطور جديد للعلاقات بين واشنطن وموسكو، اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، مبدئيا على ضرورة خروج إيران من سوريا.

وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية، لوكالة "رويترز"، إن جون بولتون مستشار الرئيس دونالد ترامب للأمن القومي سيبحث مع نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف في جنيف الأسبوع المقبل الحد من التسلح ودور إيران في سوريا، في إطار متابعة لقمة ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، يوليو الماضي، التي أثارت جدلا.

وأضاف المسؤول، أن الرئيسين تناولا قائمة بنود، وأفاد بأن القضية الرئيسية في محادثاتهما كانت الحرب في سوريا، بما في ذلك دور إيران هناك والوضع الإنساني في البلد الذي مزقه الصراع، حيث إنهما اتفقا من حيث المبدأ على ضرورة خروج الإيرانيين من سوريا، وإن رأت روسيا أن ذلك سيكون مهمة شاقة.

وبحث ترامب وبوتين الحد من التسلح، بما في ذلك معاهدة ستارت الجديدة لخفض الأسلحة الاستراتيجية، ومعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي تعود لحقبة الحرب الباردة، التي حظرت استخدام الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز النووية والتقليدية التي تطلق من على الأرض، ويتراوح مداها بين 500 إلى 5500 كيلومتر.

وفيما يخص قبول طهران لذلك الاتفاق المبدئي، يرى الدكتور هشام البقلي، الخبير بالشأن الإيراني، أن خروج القوات الإيرانية من سوريا بشكل تام يعتبر حاليا، أمر مستحيل، ولن يتم إلا في حالة سقوط نظام الملالي بأكمله، مرجحا أنه في حالة طرح الأمر رسميا ستلقي إيران به على كاهل الحكومة السورية وطلب حسمها لذلك.

وأضاف البقلي، لـ"الوطن"، أن خروج إيران من سوريا، كان ضمن أولويات حديث الرئيسين الأمريكي والروسي بقمة هلسنكي، وأخذ مساحة أكبر من الحديث عن الشأن السوري نفسه، لافتا إلى أن تنفيذ ذلك الاتفاق يحتاج لآليات هامة، منها معرفة أعداد القوات الإيرانية بسوريا والمستشارين العسكريين التابعين لها.

ولفت إلى أن رئيس البرلمان الإيراني تحدث منذ فترة عن تخفيض أعداد المستشارين العسكريين بسوريا، وهو الأمر المرجح حدوثه على خلاف الخروج التام من البلاد، حيث إن طهران تعتمد في تواجدها بدمشق على أنها بوابة إيران على العالم، فضلا عن الدعم القوي والضخم الذي وجهته للحكومة السورية، بجانب تمويل ودعم حزب الله بلبنان، بالإضافة إلى اعتبارها بمثابة ورقة ضغط على المجتمع الدولي من خلال إسرائيل.

ومن ناحيته، يرى الدكتور هاني سليمان، الخبير في الشئون الإيرانية، أن إيران سترفض ذلك بشدة ولن تستجيب للاتفاق المبدئي، إلا في حالة التوصل لاتفاق سلمي بخروج جميع الأطراف من سوريا ووجود تفاهمات سياسية مقبولة ومضمونة، وإلا ستوجه مخالبها نحو إسرائيل للضغط على أمريكا.

وأوضح سليمان أن إيران تجري مفاوضات منذ فترة، بعد حدوث خلافات مع موسكو، بعد معركة حلب الأخيرة، حيث تسعى روسيا لإتمام الأمر من خلال التوصل لحل آمن من خلال المفاوضات، بينما تسعى طهران إلى القضاء على المعارضة والسيطرة على بعض الأراضي السورية.

وأردف بأنه في ظل التقارب الأمريكي الروسي مؤخرا، من المحتمل أن يدخل خروج إيران من سوريا ضمن صفقة في أي وقت مقبل، حيث تحاول أمريكا تقليم أظافر طهران من خلال ذلك، مؤكدا أن مهمة روسيا في إقناع إيران بذلك الخروج ليست سهلة على الإطلاق، ومرهون بعلاقتها مع طهران، بشرط وجود ضمانات قوية لذلك.


مواضيع متعلقة