تبادل دعوات الزيارة.. أستاذ سياسة يوضح أسباب قمة ترامب وبوتين المقبلة

كتب: عبدالرحمن قناوي

تبادل دعوات الزيارة.. أستاذ سياسة يوضح أسباب قمة ترامب وبوتين المقبلة

تبادل دعوات الزيارة.. أستاذ سياسة يوضح أسباب قمة ترامب وبوتين المقبلة

تبادلٌ لدعوات الزيارة شهدتها الأيام الأخيرة بين الرئيسين الأمريكي، دونالد ترامب، والروسي، فلاديمير بوتين، بدأها ترامب منذ عدة أيام حين وجّه دعوةً لبوتين لزيارة واشنطن في سبتمبر المقبل، بحسب سارة ساندرز، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، التي قالت في تغريدة إن المناقشات حول الزيارة كانت دائرة بالفعل، وهي الدعوة التي أيدها جون رود، نائب وزير الدفاع الأمريكي، في مقابلةٍ له مع سي إن إن.

دعوة ترامب قابلها بوتين، منذ ساعات، بترحيبٍ خلال اجتماعات قمة مجموعة بريكس في جوهانسبرج، حيث قال "نحن مستعدون لمثل هذه اللقاءات"، ورد بدعوةٍ مماثلةٍ للرئيس الأمريكي لزيارة موسكو، دون تحديدٍ موعدٍ لتلك الزيارة.

بعدها بساعاتٍ قليلة، رد البيت الأبيض على دعوة الرئيس الروسي ببيانٍ قال فيه إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب "منفتح" بشأن زيارة موسكو.

عالم ما بعد قمة "هلسنكي" بين الرئيسين الأمريكي وروسيا مختلف تمامًا عما قبله، حسبما قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، موضحًا أن دعوات الزيارة المتبادلة بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، تدل على أن الرئيسين عازمان على تنفيذ ما اتفقا عليه في "هلسنكي"، وتحويل الأقوال والأفعال.

وأشار فهمي في تصريحات لـ"الوطن" إلى أن الرئيس الأمريكي هو صاحب القرار الأقوى داخل النظام الفيدرالي الأمريكي، مستبعدًا أن تكون المؤسسات الداخلية قادرة على كبح جماحه وتغيير وجهة نظره، وتحويل دفة تفكيره وقراراته، مؤكدًا أن ترامب وبوتين سيعقدان قمم مباشرة في موسكو أو واشنطن الفترة المقبلة.

الزعيمان الأمريكي والروسي، ربما يلتقيان قبل سبتمبر الذي حدده ترامب، وفقًا لأستاذ العلوم السياسية، لافتًا إلى أن مكان القمة لن يشكل فارقًا، وأن القمة المرتقبة في أي وقت ستشهد تنفيذ الأطر التي اتفقا عليها في "هلسنكي".

بداية مراجعة الإدارة الأمريكية لمنظومة العقوبات على روسيا هو أول النقاط التي سيفعلها الطرفان من اتفاق "هلسنكي"، في أول لقاء بينهما، حسب تأكيد فهمي، كما أن أمريكا ستضغط على مجموعة السبعة الاقتصادية "أمريكا، كندا، فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، واليابان" لإعادة روسيا لحضور اجتماعاتها، بالإضافة للسماح لموسكو بإدارة الملف السوري، وتقريب وجهات النظر الأمريكية الروسية فيما يخص الملف النووي الإيراني.

في المقابل ستحصل على أمريكا على عدة مكتسبات، أوضح أستاذ العلوم السياسية أنها تتمثل في أن روسيا لن تتدخل في إدارة أمريكا لملف السلام في الشرق الأوسط، بالإضافة لإدارة النظام الاقتصادي الدولي بالتوافق مع روسيا، في مواجهة الصين واليابان، لتفادي وتعويض الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي أصابت أمريكا من الحرب الاقتصادية مع تلك الدول.

واختتم فهمي حديثه بأن تبادل الدعوات بين الرئيسين لا يدل إلا على رغبتهما الأكيدة في تحويل كل تلك الأطر والاتفاقيات إلى أمر واقع، بغض النظر عن مكان القمة الأولى، أو موعدها الذي ربما يكون أقرب كثيرًا من كل التوقعات، حسب تعبيره.


مواضيع متعلقة